الحدث

أحزاب: سياسات الحكومة المنتهجة لا يمكن أن تغيّر الأوضاع

تساؤلات حول تقديم تبون بيان السياسة العامة لسابقه سلال

 

الإصلاح: نتساءل هل تبون سيقدم بيان السياسة العامة لحكومات سلال السابقة

الفجر الجديد: السياسات الخاطئة لا تأتي بالحل رغم تغيير الأشخاص

الجزائر الجديدة: السياسات نفسها لم تتغير لكن ننتظر عرض المخطط لتقييمه 

 

وجهت أحزاب سياسية "انتقادات" لمخطط عمل حكومة تبون الجديدة الذي تضمن، حسبها، عدة نقائص وعموميات وتكرارا للسياسات السابقة لحكومات سلال. واعتبرت الأحزاب أن "إغفال تقديم بيان السياسة العامة للحكومة أمام نواب الشعب هو مؤشر واضح على تجاهل مطلب دستوري، وحق من حقوق المواطن في معرفة نفقات المال العام ومؤشرات التنمية ومستقبل البلاد اقتصاديا واجتماعيا"، فيما تركزت مجمل قراءات الأحزاب لمخطط عمل الحكومة المرتقب عرضه على البرلمان هذا الأسبوع على "الشق الاقتصادي المتعلق برفض مجلس الوزراء للاستدانة الخارجية، والشق الاجتماعي في إشراك الأحزاب والمجتمع المدني في مشاورات واسعة حول التحويلات الاجتماعية".

وتناولت أحزاب سياسية محسوبة على المعارضة في قراءتها لمخطط عمل الحكومة المرتقب عرضه، ليلة غد الثلاثاء، أمام نواب المجلس الشعبي الوطني، الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وتضمنت "انتقادات" وأخرى "تسجيل إيجابيات جديدة" في حكومة تبون خلفا لسابقه عبد المالك سلال، فيما اتفق رؤساء أحزاب حركة الإصلاح والفجر الجديد وجبهة الجزائر الجديدة على أن "الوزير الأول عبد المجيد تبون له من الكفاءة والخبرة على التحكم في جميع الملفات وتسييرها".

 

 

الإصلاح: نتساءل هل تبون سيقدم بيان السياسة العامة لحكومات سلال السابقة

 

ففي جانب حركة الإصلاح الوطني، قال رئيس الحركة، فيلالي غويني، أن "الأولى قبل عرض مخطط عمل الحكومة هو الإجابة عن المطلب الدستوري في عرض بيان السياسة العامة لحكومات سلال السابقة ومعرفة حصيلتها"، وأضاف: "بيان السياسة العامة لا يسقط بالتقادم وهذا حق من حقوق الشعب الجزائري في مساءلة الحكومة عبر ممثليه في البرلمان"، مضيفا، "لا يمكن لهذا الحق أن يضيع لأن استمرارية الدولة تفرض الالتزام بالدستور والعمل به". واعتبر فيلالي غويني أن "الدستور الجديد في مارس 2016 كرس بشكل واضح ووجوبا تقديم بيان السياسة العامة للحكومة، لكن نحن أمام تجاهل لمطلب دستوري وشعبي"، مضيفا: "من المفروض تقديم بيان السياسة العامة لتقييم التنمية الشاملة ومدى تنفيذ الخطط والبرامج والإقلاع واستهلاك الاعتمادات المالية والإنجازات، ومن ثم مناقشة المخطط الجديد للحكومة".

وعن مخطط عمل حكومة تبون وتحكم الوزير الأول في الملفات الموروثة عن سابقه، قال فيلالي: "سجلنا عدة نقاط وانتقادات للمخطط بينها هل فعلا هاته الحكومة ستواصل السياسات السابقة، خصوصا أن مجلس الوزراء تحدث عن متابعة تنفيذ النموذج الاقتصادي الجديد"، وأضاف، "سجلنا كذلك بعض الإيجابيات بينها عدم اللجوء للاستدانة الخارجية، ما يؤمن ثروات البلاد ودفع الحكومة لإيجاد موارد مالية جديدة"، مضيفا، "هناك توجه نحو إعادة تقييم التحويلات الاجتماعية والدعم الموجه عبر إشراك الأحزاب والمجتمع المدني في مشاورات واسعة". واعتبر رئيس حركة الإصلاح أن "مخطط عمل الحكومة لم يتناول إحداث حركية في العمل السياسي وتقوية الحوار بين الأحزاب والسلطة"، مختتما، "الوزير الأول عبد المجيد تبون هو رجل ميدان وتولى مناصب وعدة مسؤوليات ولديه قدرة على التحكم في تسيير الملفات، لكن نقول أن تحقيق الإقلاع الاقتصادي لا يزال بعيد المنال". 

 

 

الفجر الجديد: السياسات الخاطئة لا تأتي بالحل رغم تغيير الأشخاص

 

أما رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، فاعتبر أن "مخطط عمل الحكومة والتعديل الحكومي بأكمله هو إجراء روتيني تعودنا عليه ولا يحمل أي جديد فيما يخص إنقاذ الاقتصاد الوطني والخروج من الأزمة"، وأضاف، "هذا الوضع مستمر منذ سنين ولا نرتقب تغييرات أو خروجا آمنا من الأزمة". وأضاف: "الميكانيزمات المنتهجة خاطئة سواء في مخطط عمل الحكومة أو القواعد الاقتصادية أو السياسية"، مضيفا: "هذه السياسات لا تأتي بالحل وهي مجرد آليات لربح الوقت عبر تغيير شخص بشخص آخر وبعض التعديلات الفضفاضة".

وعن حكومة تبون وتحديات الوزير الأول للتحكم في الملفات الشائكة الموروثة عن حكومة سلال، قال بن بعيبش: "حكومة سلال رحلت مثلما كان يحدث سابقا وهذا شيء طبيعي أن تخلفها حكومة جديدة دون تقديم بيان السياسة العامة"، مضيفا: "الدليل أن الوزير الأول في أول تصريح صحفي له قال المشكل القائم ليس مشكل أموال بل مشكل تسيير". واعتبر بن بعيبش أن "الإجراءات التي باشرها تبون منذ تعيينه تؤكد خوضه تحديات تختلف عن سابقه، بدليل ما قامه به في وزارة السكن عبر دفع كل المستحقات العالقة على عاتق الوزارة والتي تم تجميدها في عهد سابقه سلال". 

 

الجزائر الجديدة: السياسات نفسها لم تتغير لكن ننتظر عرض المخطط لتقييمه 

 

أما رئيس جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، فنأى عن تقييم مخطط عمل الحكومة في الوقت الحالي قبل عرضه على نواب البرلمان، وقال بن عبد السلام: "لا يمكنني تقييم ما جاء به مخطط عمل الحكومة لأنها مجرد عناوين عامة ولا تحمل تفاصيل حول كيفية تطبيقها"، وأضاف: "الأكيد أن السياسات نفسها منصوص عليها في برنامج حكومة تبون مع بعض التعديلات، لكن ننتظر عرض الوزير الأول لتوضيح آليات عمل حكومته لتطبيق البرنامج ميدانيا".

وعن تحديات الوزير الأول للتحكم في الأزمة الاقتصادية المستمرة والملفات الشائكة الموروثة عن الحكومات السابقة، قال بن عبد السلام: "الوزير الأول عبد المجيد تبون له خبرة في التسيير والمسؤوليات التي تقلدها وهو ليس جديدا في التسيير، لكن يبقى هل سيلتزم بتطبيق برنامج حكومته أم لا، هذا ما يؤكده الواقع"، مضيفا: "لا يمكن تقييم مدى قدرة تبون على التحكم في الملفات مقارنة بسابقه إلا بناء على حصيلة الحكومة"، في إشارة إلى بيان السياسة العامة.

يونس. ش

 
 

من نفس القسم الحدث