الوطن

إنهاء احتكار اتصالات الجزائر على خدمات الأنترنت ضرورة !!

خبراء يعتبرون أن فتح المجال أمام الاستثمار سيخلق المنافسة ويحسن الخدمات ويطالبون:

 

بولحبال: اتصالات الجزائر غير قادرة على تطوير نفسها

 

 

أعادت المعاناة التي عاشها الجزائريون طيلة الأيام الماضية مع شبكة الانترنت وسوء التدفق بسبب امتحانات البكالوريا بالإضافة لقضية مراجعة مؤسسة اتصالات الجزائر تسعيرة خدماتها "4 جي" دون إعلام المستهلكين طرح مطالب إنهاء احتكار هذه الأخيرة على خدمات الانترنت في الجزائر حيث دعا أمس مستهلكون وخبراء في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحكومة للتحرك من أجل فتح المجال أمام الاستثمار في خدمات الإنترنت الثابت خلقا للمنافسة وتحسينا للخدمات.

 

طالب أمس مستهلكون وخبراء في تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحكومة بالتدخل من اجل إنهاء احتكار مؤسسة اتصالات الجزائر على خدمات الإنترنت الثابت والتي عجزت نهائيا عن تطوريها في وقت يعرف فيه العالم ثورة في المجال وأجمع الخبراء أن خدمات الانترنت لا تزال تمثل معاناة بالنسبة للجزائريين بسبب انقطاعها وثقل تدفقها ولعل ما عرفته الشبكة الأسبوع المنصرم من أنقطاعات وسوء تدفق وقطع لشبكات التواصل الاجتماعي بسبب امتحانات البكالوريا خير دليل على تدني خدمات الانترنت في الجزائر وتسيير المؤسسة الوحيدة المسيطرة على القطاع لهذا الأخير بعقلية احتكارية أفقية كما بينت خطوة اتصالات الجزائر الأخيرة بخصوص تغيير عروضها لخدمات الإنترنت "4 جي" دون الرجوع للمستهلك تعامل محتقر للمستهلك وكأن المؤسسة تساوم المستهلكين لعلمها أن شريحة كبيرة منهم مضطرة لإبقاء تعاملها مع المؤسسة خاصة وان الـ4 جي تعد البديل الوحيد بالنسبة للمستهلكين الذين لم يتمكنوا من توصيل بيتهم بشبكة الانترنت الثابت لأسباب عديدة. وقال الخبراء أن هذه الأسباب وغيرها التي عرفها القطاع في فترات سابقة تعد كفاية أمام الحكومة للمضي نحو إنهاء احتكار اتصالات الجزائر على الانترنت مشربين أن هذا الحل يعد المفاتح الوحيد أمام تحسين الخدمات.

 

بولحبال: اتصالات الجزائر غير قادرة على تطوير نفسها وأنهاء الاحتكار ضروري

 

وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال هشام بولحبال لـ"الرائد" أن احتكار استغلال الإنترنت من قبل متعامل وحيد، دائما ما يعري هشاشة منظومة الاتصال كلية، ويظهر ذلك من خلال سوء الخدمات والعقلية الاحتكارية التي تتعامل بها اتصالات الجزائر وقال بولحبال أن قطع الانترنت بسبب امتحانات البكالوريا يعد مهزلة لا تحدث إلا في الجزائر أثبت مرة أخرى أن قطاع الاتصالات يسير بطريقة خطأ تظلم المستهلك الذي يعد الأهم في معادلة الاتصالات وأضاف بولحبال انه حان الوقت لفتح مجال الانترنت للمستثمرين المحليين والأجانب ممن لهم القدرة والرغبة في ضخ أموال من أجل الاستثمار، باعتبار أن المنافسة هي السبيل الوحيد لتحسين الخدمات المتردية مقارنة بدول أخرى، مقترحا إنشاء ما يسمى بالطرق السريعة تحت البحر، أو ما يصطلح على تسميته " أس أم دوبلفي"، وذلك لإنشاء بدائل وخيارات متعددة يمكن اللجوء إليها أثناء حالات العطب  وأردف بولحبال انه أصبح أكثر من الضروري على الحكومة التدخل وتحرير سوق الانترنت من الهيمنة وفتح المجال أمام الخواص للاستثمار فيه من أجل خلق تنافسية تحسن من الخدمات مشيرا أنه بعد 15 سنة من الاحتكار لم تعد "اتصالات الجزائر" قادرة على تطوير نفسها وتلبية احتياجات السوق المحلية كما دعا بولحبال البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال لفتح الباب أمام الخبراء في القطاع من أجل إبداء اقتراحاتهم والتعاون على خلق مشروع رقمي جزائري وبحث طموحات ومشاريع القطاع المستقبلية ووضع مخططات لصيرورة التكنولوجيا في بلادنا، على اعتبار أن الشركات الخاصة للإنترنت تسعى للتكامل والتعاون مع الشركة الوطنية "اتصالات الجزائر" ولا تطمح لمنافستها، داعيا الأخيرة إلى فتح شبكتها للمتعاملين الخواص كما هو معمول به في جميع دول العالم.

يذكر أن الحكومة سبق وفتحت هذا القطاع أمام المستثمرين عام 2000، وسمح ذلك بميلاد "لكم" أول شركة اتصالات للهاتف الثابت من القطاع الخاص في الجزائر، وهي نتيجة شراكة بين الشركتين المصريتين "اتصالات مصر" و "أوراسكوم للاتصالات"، أنشئت عام 2005، غير أن نشاط هذه الأخيرة لم يدم إلا سنتين ليغلق القطاع أمام المستثمرين مجددا في انتظار ما سيأتي به مشروع قانون الاتصالات المنتظر قريبا.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن