الوطن

الفلسفة تبكي الأدبيين في اليوم الثالث من "الباك"

استمرار نشر مواضيع الباك عبر الفايسبوك رغم حجبه من قبل الوصاية

 

الممتحنون يعيدون الحياة إلى "فايسبوك" عبر الشبكة الافتراضية "VPN "
 
 
 
قامت وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال وبالتنسيق مع وزارة التربية الوطني بقطع خدمات الانترنت وحجب كلي لبعض مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها "الفايس بوك" و"تويتر" منذ ليلة الاثنين وحتى مساء الثلاثاء، وهذا على خلفية نشر مواضيع امتحان شهادة البكالوريا بعد دقائق من توزيع المواضيع على المترشحين، في محاولة منها لإحباط كل محاولات الغش هذا فيما تميزت المواضيع المطروحة يوم أمس بصعوبة الأسئلة خاصة بالنسبة للشعب الأدبية الذين أبكتهم مادة الفلسفة.
وأثار قرار الجهات الوصية بقطع الانترنت استياء زبائن متعامل الهاتف النقال، حيث عبروا عن امتعاضهم الشديد من سوء الخدمات المقدمة، والتي تأثرت بسياسة الحكومة لمكافحة الغش في الامتحانات الرسمية وهذا بعد أن صعوبات كبيرة في الاستفادة من خدمة الإنترنت، والتي عطلت حسبهم اشغالهم، فيما عاد آخرون للجزء إلى تقنيات أخرى مكنتهم من 
ونقلت الشكاوى الصادرة عن عدة فئات في المجتمع الجزائري ان  وزيرة التربية نورية بن غبريط لم تلبي  وعودها والتي قدمتها بخصوص عدم اللجوء الى حجب الانترنت على الجزائريين طيلة فترة البكالوريا وهذا قبل ان يفاجؤوا بالعكس، حيث قامت بتعطيل  اشغال  ملايين المستعملين لشبكات الانترنت  خاصة "3جي و4جي" وهذا من دون سابق انذار ، معتبرين ان الوزارة كان لها محاربة الغش والتسربات من دون اللجوء الى قطع الانترنت على غرار ما هو معتمد في دول متطورة،، وهذا فيما ترى الوزارة ان اللجوء الى القطاع ضروري لحماية مصداقية الامتحان.
ويأتي هذا بعد حاول مرة أخرى أشخاص التشويش على مصداقية بكالوريا واستغلوا موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك لنشر مواضيع مزيفة على أنها نفسها التي سيتم طرحها خلال الامتحان، مع تداول العديد من صفحات عبر هذا المواقع عدة مواضيع للأسئلة المطروحة في الامتحان حيث تعلق بمواضيع مادة الفلسفة لشعب الآداب واللغات والفلسفة واسئلة العلوم الطبيعة لشعب العلوم الطبيعية واسئلة المحاسبة لشعبة التسيير والاقتصاد والتي نشرت بعد حوالي 15دقيقة من انطلاقات هذه الامتحانات.
 
"جهات تتحدى بن غبريط عبر خرق الانترنت بتقنية "في بي ان"
 
والأدهى من ذلك ان لجوء وزارة التربية الى قطاع الانترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي لم يضع حدا لهذه  التسريبات حيث  تمكن هؤلاء المتورطون  من اختراق شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك من خلال تحميل تطبيق على الكمبيوتر "في بي أن" والذي مكنهم بسهولة بتنفيذ هجومهم الشرس على وزارة التربية.
وتأسف الاطار السابق بوزارة التربية الوطنية محمد بوخطة من قيام جهات بالعمل على التوشيش على هذا الامتحان المصيري واعتبر السبب الرئيسي لذلك هو  اختلالات في المجتمع الجزائري الذي اضحت فيه الاخلاق والقيام غائبة موضحا قائلا "ان لغز نشر مواضيع الامتحانات على "الفايس بوك" اكيد  ان من وراء له علاقة مباشرة مع هذه الموضوع والاشكالية هو اختلال القيم في المجتمع".
ودعا بوخطة لإعادة النظر في الاخلاق الذاتية التي هي من ابرز عامل لتفشي ظاهرة تسريب المواضيع ، قبل ان يؤكد "للأسف ان التكنولوجيات الحديثة كشفت الخلل في قيمنا الاجتماعي ."
 
بن غبريط تتلقى دعما من جمعيات أولياء التلاميذ حول اقصاء المتأخرين
 
وتطرق في المقابل المتحدث إلى ظاهرة التأخيرات التي باتت وراء حرمان الالاف من امتحان البكالوريا على خلفية غلق ابواب المراكز امام اعينهم قائلا "انه لابد من الانضباط والالتزام ومراجعة ايضا القيم الاجتماعية ".
واضاف "ان للأسف "الفوضى عارمة وأصبح التأخر سيمة يتميز بها الجزائريون، وبما ان النظام التربوي جزء من المجتمع فانه يتأثر به، وبالتالي يجب تحميل ابنائنا مسؤولية اخطائنا، بالنظر انه يجب الحضور الى مراكز الامتحان قبل الوقت المحدد"، قبل ن يؤكد " ان المسؤولية مشتركة حيث يتحملها الاولياء والابناء بالنظر انه لا يسهرون على تعليم ابنائهم على احترام المواقيت والمواعيد."
ونفس الشيء ذهب اليه نائب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ رابح طبال قائلا" أن هذا الاقصاء شرعي، بالنظر لغياب " القيم"، موضحا "ان الخطورة في الموضوع انه حتى وان لجات وزارة التربية الوطنية الى تحديد موعد الامتحان عند الساعة الحادي عشر صباحا فانه سيتم تسجيل للأسف".
وشدد بدوره المتحدث ان  المسؤولية يتحملون  للأولياء بالدرجة الاولى  الذين  لا يؤدون دورهم  الحقيقي، بالنظر ان هناك امتحان وعلى الكل السهر على الالتحاق بالوقت المحدد والرسمي مستفهما " لما لا يكون الجزائريون كغيرهم من مواطني الدول المتقدمة الذين يحرصون مع ابنائهم للالتحاق الى المؤسسات التعليمية  قبل الوقت المحدد .
واستشهد المعني باليابان و كندا" حيث الكل يحترم الوقت ، لهذا حسب قوله "فانه يشاطر الراي مع  وزارة التربية التي وضعت هذه التدابير الصارمة لمنع أي متأخر من الدخول لمراكز الامتحان."
هذا وسجل في اليوم الثالث من الامتحان بكاء العديد من المترشحين في شعبة اللغات والآداب بسبب صعوبة مواضيع الفلسفة حيث ان المواضيع لم تكن في متناولهم عكس تلك التي اعطيت في موضوع العلوم الطبيعية للعلمين التي جعلت هذه الفئة يتفادون ويتداركون النقاط التي ضاعت في مادة الرياضيات.
أما عن مادة المحاسبة لشعبة التسيير والاقتصاد فقد تم تسجيل مواضيع غير صعبة حيث تكن من حلها من راجع دروسهم.
عثماني مريم

من نفس القسم الوطن