الوطن

جمود في الحركية السياحة داخل الوطن هذه السنة يهدد موسم الاصطياف

بسبب الشغور في الوزارة وما خلقه من فوضى بمديريات السياحة

 

الديوان الوطني للسياحة يطلق عروض "مهزلة"!

الوكالات السياحية العمومية والخاصة يتفقون على جلد الجزائريين بأسعار خيالية 

 

 

 

يعرف القطاع السياحي هذه الأيام نوعا من الجمود رغم افتتاح موسم الاصياف منذ أيام، ولم تتوضح أسباب هذا الركود بعد أن كانت لها علاقة بانشغال الجزائريين بشهر رمضان وامتحانات نهاية السنة أو لها علاقة بالشغور الحاصل في وزارة السياحة وتأثير ذلك على مديريات السياحة والوكالات السياحية عبر الوطن وبالتالي على الحركية السياحية هذا الموسم الذي قد يكون من بين أسوء المواسم.

 

في الوقت الذي شرعت فيه دول مجاورة في التحضير لموسم الاصطياف منذ اشهر تعرف الحركة السياحية في الجزائر نوعا من الجمود حيث اقتصرت التحضيرات لهذا الموسم بافتتاح موسم الاصطياف منذ أيام من طرف وزير الثقافة تعويضا للشغور الحاصل في منصب وزير السياحة في وقت حساس كهذا ليبادر وزير الداخلية بدوره أمس الأول في تنصيب ثلاث لجان وطنية مكلفة بتحضير ومتابعة موسم الاصطياف 2017 ويتعلق الأمر باللجنة الوطنية المكلفة بتحضير ومتابعة موسم الاصطياف وللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة التموين بالطاقة الكهربائية والماء الشروب واللجنة الوطنية المكلفة ببعث النشاطات الرياضية والثقافية خلال موسم الاصطياف، وعدا ذلك تعيش مديريات السياحة عبر الوطن حالة من الفوضى نتيجة غياب قرارات من الوزارة الوصية ما جعل موسم الاصياف هذه السنة لا حدث وتترجم ذلك أيضا من خلال عروض الوكالات السياحية للسياحة الداخلية حيث تكاد تكون منعدمة على مستوى الوكالات السياحية الخاصة التي ركزت ككل سنة على الوجهة الخارجية، في حين يعد التنظيم كارثي بالنسبة للديوان الوطني للسياحة.

 

الديوان الوطني للسياحة يطلق عروض "مهزلة"!

 

الجمود والفوضى التي يعرفها بداية موسم الاصياف انعكس أيضا على الديوان الوطني للسياحة التي أطلق عروضه الخاصة بموسم الاصطياف منذ أيام بطريقة أعتبرها الجزائريون مهزلة حقيقية حيث لم يبين الديوان عبر بوابته الإلكترونية ولا عبر مواقعه في شبكات التواصل الاجتماعي أسعار هذه الوجهات وهو ما أثار غضب الزبائن الذين اعتبروا أنه من غير المعقول على كل زبون راغب في حجز عطلة الصيف الاتصال بالديوان والاستفسار على أكثر من 10 وجهات وضعها هذا الأخير، بالإضافة إلى طريقة الحجز التي اثارت شكوك زبائن لونات حيث أتاح الموقع الالكتروني للزبائن الراغبين في الحجز القيام بالعملية إلكترونيا دون ان يحدد مرة أخرى الأسعار أو يعطي أي ضمانات تؤكد الحجز ودون ان يوضح إذا ما كان هناك أماكن شاغرة او ان الحجوزات اكتملت.

 

الوكالات السياحية العمومية والخاصة يتفقون على جلد الجزائريين بأسعار عطل خيالية 

 

أما فيما يخص الأسعار فحدث ولا حرج حيث اتفق الوكالات السياحية الخاصة والسماسرة والديوان الوطني للسياحة على جلد الجزائريين الراغبين في الاصطياف هذه السنة فبالنسبة للوكالات السياحية الخاصة فان العرض قليلة والاسعار نار والخدمات مشكوك فيها أن توفرت أصلا اما السماسرة فكراء شقة عادية في موقع قد يكون غير سياحي أصلا ويتطلب تنقل بالسيارة لمسافات طويلة للوصول لشاطئ البحر تتعدي الـ 8 ألاف دينار وهو رقم يعد خيالي دون احتساب مصاريف أخرى. أما بالنسبة لعروض الديوان الوطني للسياحة فقد بدت مغرية في البداية ليتضح أن الأسعار المتداولة والتي يعلن عنها المسؤولون بالديوان تضليلية فلدي استفسارنا امس عن أسعار العطل الصيفية في الوجهات التي أقترحها لونات ومنها وهران، تلمسان، عين تيموشنت والجزائر العاصمة، ناهيك عن بجاية وتيبازة، سكيكدة، عنابة وكذا جيجل، أكد مسؤولون بالوكالة انها في حدود 6 ألاف دينار ليتضح ان مبلغ الـ6 الاف دينار خاص بشهر جوان فقط في حين أن أسعار الحجوزات شهري جويلية واوت تتراوح بين 15 ألف و18 ألف دينار لليلة الواحدة مع تخفيضات بالنسبة للعائلات التي يتجاوز أفرادها العشرة، وتفسيرا لهذه الأسعار التي لا تتناسب والقدرة الشرائية للجزائريين تتحدث أونات عن خدمات مميزة وشقق ومنازل تتوفر فيها كافة التجهيزات الضرورية لضمان راحة السائح من مكيفات هوائية وأجهزة كهرومنزلية وأفرشة كذلك. اما بالنسبة لعروض السياحة الجبلية والحموية فالأسعار حدث ولا حرج ايضا فتكلفة ثلاثة أيام على مستوي احدى المناطق الحموية القريبة من العاصمة يصل أحيانا لثلاثة ملايين سنتيم. هذا ومن المنتظر أن تؤثر هذه الوضعية على حجم الاقبال على السياحية الداخلية والعطل الصيفية صالح تزايد الإقبال على السياحية الخارجية ووجهات لا تزال المفضلة بالنسبة للجزائريين بسبب جودة الخدمات والاسعار على غرار الجارة تونس خاصة وان القدرة الشرائية للجزائريين لا تسمح لهم بدفع مبلغ مليون و800 ألف سنتيم لليلة الواحد لقضاء عطلة في ولاية مستغانم أو وهران او جيجل وهو ما يفسر بدء الطلبات على العطلة في تنوس منذ الان خاصة مع الإجراءات المبكرة التي بدأت في اتخاذها السلطات في تونس من اجل تسهيل استقبال الجزائريين هناك.

 س. زموش

من نفس القسم الوطن