الوطن

"التقشف" يضاعف استغلال الأطفال في عالم الشغل بالجزائر!

احتفالا باليوم العالمي ضد عمالة الأطفال، حقوقيون وخبراء يؤكدون:

 

خياطي: التقليل من ظاهرة عمالة الأطفال في الجزائر تحتاج لإرادة سياسة

قسنطيني يدعو لتجريم أرباب العمل والأولياء الذين يستغلون الأطفال في العمل  

 

 

تحتفل الجزائر اليوم على غرار باقي دول العالم باليوم العالمي ضد عمالة الأطفال، والذي اختارت له منظمة العمل الدولية هذه السنة شعار '' في الصراعات والكوارث، لنحمي الأطفال من عمالة الأطفال" وفي الجزائر تتحدث الأرقام الرسمية عن نسبة عمالة أطفال لا تتجاوز الـ 0.5 بالمائة في حين يؤكد الواقع العكس فعالم الشغل حسب تقارير غير رسمية يستقطب حوالي مليوني طفل يعيشون واقع مزري في ظاهرة تتوسع أمام النمو الديمغرافي المتزايد وتراجع دور الآليات الاجتماعية في الوصول إلى فئات لا حول لها ولا قوة.

 جاء اليوم العالمي ضد عمالة الأطفال هذه السنة في فترة تشهد فيها الظاهرة في الجزائر ارتفاع كبير فدون الحديث عن تقارير أو احصائيات سواء كانت رسمية أو غير رسمية فأن الواقع في الجزائر العميقة منذ بداية شهر رمضان ومع اقتراب فترة العطل يعرف تزايد رهيب لتشغيل الأطفال حيث تكفي جولة صغيرة في شوارع العاصمة وطرقاته لتكشف الواقع المر لمئات الأطفال الذين دفعتهم الظروف لاقتحام عالم الشغل والتجارة الموازية في رمضان وباقي أيام السنة،  وكشفت تقارير غير رسمية في الجزائر أن تعداد عمالة الأطفال في تزايد ، رغم إجبارية ومجانية التعليم ورغم ترسانة القوانين المتراكمة لأجل حماية الطفولة من الاستغلال والاضطهاد، حيث قفزت الأرقام خلال السنوات الأخيرة من مليون و200 ألف طفل عامل إلى مليون و900 ألف طفل يمتهنون مهنا موسمية وقارة في مختلف المجالات، بداية من بيع الأغراض الخفيفة، إلى الرعي والورشات السرية، مرورا بالتسول والانحراف غير أن الحكومة تصر أن هذه الأرقام ليست مخيفة خاصة بعد تصنيفها من تقرير أمريكي أنها في مقدمة الدول التي تحرز تقدما في القضاء على عمالة الأطفال.

 

خياطي: التقليل من ظاهرة عمالة الأطفال في لجزائر تحتاج لإرادة سياسة قوية 

 

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، في تصريح لـ"الرائد" أن ظاهرة عمالة الأطفال في تزايد خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تعفها الجزائر وتدني القدرة الشرائية اغلب الجزائريين وتزايد معدلات الفقر مشيرا أن القوانين والتعديلات القانونية التي أدرجت في قانون العقوبات فيما يخص فئة الأطفال لم تكن مجدية خاصة وأنها لم تحمل تغيرات جدرية يمكنها أن تكون فارق في وضعية الطفل الجزائري التي تحاصره أفات عديدة غير العمالة، وقال خياطي ان القضاء او التقليل على ظاهرة عمالة الأطفال تحتاج تظاهر جهود أكثر من قطاع في الجزائر بداية بقطاع التربية التضامن العمل وإرادة سياسة حقيقية، وفي السياق ذاته وعن الأرقام التي تتحدث عن عمالة الأطفال في الجزائر قال خياطي أن هذه الأرقام تبقي غير دقيقة كون عمالة الأطفال تنقسم لقسمين عمالة دائمة وعمال موسمية تكون في موسم العطل فقط مشيرا أن الإحصائيات متضاربة بين الهيئات الرسمية وغير الرسمية ليؤكد أن الظاهرة بعدما كانت محدودة مقارنة بدول أخرى بدأت تأخذ ابعاد خطيرة بسبب الوضع الاقتصادي الحالي مشيرا ان الحكومة عليها التحرك سريعا قبل أن تتحول الظاهرة لمعضلة معقدة يصعب معالجتها خاصة مع النمو الديمغرافي المتزايد خلال السنوات الأخيرة.

 

قسنطيني يدعو لتجريم أرباب العمل والأولياء الذين يستغلون الأطفال في العمل  

 

من جهته أكد المحامي والحقوقي فاروق قسنطيني لـ"الرائد" ان الأرقام التي تتحدث عن عدد الأطفال الذين يستغلون في عالم الشغل في الجزائر لا تعكس حقيقة الظاهرة، بسبب صعوبة التحقيقات الخاصة بهذا الجانب وعدم وجود رؤية واضحة مشيرا  عمالة الأطفال تتداخل فيها العديد من الأسباب اجتماعية واقتصادية مشيرا ان من بين أكبر أسبابها التسرب المدرسي الذي أصبح يمس عدد كبير من التلاميذ وفي سن صغيرة حيث قال قسنطيني أن اغلب المتسربين من المدرسة يوجهون تلقائيا لعالم الشغل والاستغلال رغم ان هناك منافذ اخري يمكن توجيههم أيها مضيفا أن الأولياء الذين يجهلون خطورة بقاء أطفالهم من دون تعليم وإجبارهم على العمل يتحملون جزء من المسؤولية في ظاهرة عمالة الأطفال، غير أن ذلك لا يمنع مسؤولية الدولة يضيف قسنطيني الذي الح على ضرورة مضاعفة الجهود في سبيل تحسين المستوى المعيشي للعائلة الجزائرية، ومنه الطفل ومزيد من الحماية الاجتماعية لهذا الأخير داعيا الحكومة تجريم أرباب العمل الذين يستغلون الأطفال في العمل ومعاقبة الاولياء الذين يجبرون أبنائهم على العمل. 

 
س. زموش

من نفس القسم الوطن