الحدث

الأحزاب تبدي "انسجاما" مع موقف الدبلوماسية الجزائرية من أزمة الخليج

دعت للحوار العربي - العربي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول

 

حمس: نحن نتابع الأحداث الوطنية والدولية ونبدي موقفنا منها

الفجر الجديد: إذا كانت الجزائر قادرة على الوساطة لحل الأزمة فهذا شيء محبب 

صالح سعود: الموقف الجزائري ينسجم مع مبادئها والمصلحة الوطنية

 

أيقظت الأزمة في دول الخليج العديد من الأحزاب السياسية في الجزائر "من سباتها السياسي" لإبداء موقفها من الأزمة وتوضيح مدى انسجامها مع الموقف الرسمي للدبلوماسية الجزائرية، ودعت حركة مجتمع السلم "الدبلوماسية الجزائرية والدول العربية للسعي بالخير بين الأشقاء لاحتواء الأزمة، بما يمكن من معالجة الخلافات ضمن إطار احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها"، فيما ثمّن حزب الفجر الجديد "موقف الجزائر الراسخ في معالجة الأزمات العربية بالدعوة للحوار وحتى البحث عن سبل حل النزاع عبر وساطات دبلوماسية". أما المحلل السياسي صالح سود فاعتبر أن "الجزائر ليس باستطاعتها لعب دور وساطة في الوقت الراهن لعدة عوامل اقتصادية وسياسية وحتى مبادئها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

ويبرز موقف الأحزاب السياسية خصوصا المحسوبة على المعارضة "انسجاما كبيرا وراسخا" مع موقف الدبلوماسية الجزائرية على المستوى العربي وفي دول المنطقة، وسألت "الرائد" قيادي حركة حمس وكذا رئيس حزب الفجر الجديد حول موقف حزبيهما من الأزمة الخليجية، وفي نقطة ثانية، حالة الجمود السياسي لدى الأحزاب تزامنا مع شهر رمضان والفراغ من الانتخابات التشريعية والحكومة الجديدة، وكذا المحلل السياسي صالح سعود حول قراءته لموقف الجزائر من الأزمة الخليجية حكومة وأحزابا.

 

حمس: نحن نتابع الأحداث الوطنية والدولية ونبدي موقفنا منها

 

كشف القيادي في حركة مجتمع السلم، فاروق طيفور، أن "حمس تتابع الأحداث الوطنية والدولية التي تهمنا وموقفنا من الأزمة الخليجية ينسجم مع موقف الحكومة الجزائرية"، مضيفا: "أصدرنا بيانا وأبرزنا فيه موقفنا من تطورات الأحداث في بلدان الخليج العربي وتأسفنا لما وصلت إليه أوضاع العالم العربي من تمزق وتشتت". واعتبر طيفور أن "الحركة ترى هذه الأزمة مضرة بوحدة العالم العربي واستقراره، وهذه الصراعات بين الأشقاء تؤدي إلى ضعف الجميع أمام المطامع الإقليمية والدولية بسبب التنازلات المتصاعدة التي يضطر كل طرف من الأطراف المتصارعة إلى تقديمها بهدف تقوية موقفه دوليا"، وجاء في بيان حمس أنها "تدعو للحوار والحكمة في حل الأزمات وتدعو الدول العربية الأساسية وعلى رأسها الجزائر إلى السعي بالخير بين الأشقاء لاحتواء الأزمة"، مضيفا: "ندعو لمعالجة الخلافات ضمن إطار احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها واحترام الحقوق والحريات للمواطنين".

وعن النشاط السياسي لحمس خلال شهر رمضان، قال طيفور: "هذا أمر عادي أن يكون حجم النشاطات في شهر رمضان أقل من الأيام الأخرى بحكم أنه طابعه خاص"، وأضاف: "نحن في كل يوم ننظم إفطارا في ولاية مع الفاعلين السياسيين والمثقفين والعلماء وأبناء الحركة"، مضيفا: "إلى حد الساعة لا يوجد جديد في الساحة الوطنية حتى ندرسه ونبدي رأينا فيه، ونحن ننتظر مخطط عمل الحكومة لدراسته"، واعتبر طيفور أن "نواب الحركة ناشطون حاليا على مستوى البرلمان لذلك لا يمكن القول أن الساحة الوطنية والحركة في حالة جمود سياسي".

 

الفجر الجديد: إذا كانت الجزائر قادرة على الوساطة لحل الأزمة فهذا شيء محبب

 

دعا رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، إلى "تغليب لغة الحوار والتهدئة في الأزمة بين دول الخليج على مواقف التهريج"، وأضاف: "هذا موقف الحزب الذي ينسجم مع موقف الدبلوماسية الجزائرية الذي يدعو للحوار"، وأضاف: "مادام أننا إخوة فليس من الطبيعي أن يتطور هذا النزاع إلى الحصار"، واعتبر بن بعيبش أن "الجزائر لها مبدأ راسخ في عدم التدخل في شؤون الدول لكن إذا استطاعت فك النزاع عبر وساطات دبلوماسية فهذا شيء محبب".

وعن النشاط الحزبي في شهر رمضان وحالة الجمود التي تطبع الساحة الوطنية، قال بن بعيبش "صحيح الساحة في حالة جمود سياسي منذ وقت وليس في الأسابيع الأخيرة فقط"، مضيفا: "هذا الجمود يعقب العملية الانتخابية بما حملته من نتائج وانعكاساتها على الساحة السياسية"، واعتبر المتحدث أن "المعارضة حاليا لم تتضح رؤيتها لتتبلور في العمل السياسية المستقبلي".

 

صالح سعود: الموقف الجزائري ينسجم مع مبادئها والمصلحة الوطنية

 

اعتبر المحلل السياسي، صالح سعود، أن الموقف الرسمي للجزائر من أزمة الخليج العربي "واضح ومنسجم مع مبادئها دوما بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والدعوة إلى الحوار الهادئ"، وأضاف: "لا أتصور أن الجزائر تشارك في حل الأزمة عبر وساطات لأنها لن تكون بمنأى عن تأثيراتها السلبية في المستقبل القريب"، مضيفا: "الجزائر دوما تنادي بحل القضايا العربية في مستواها العربي دون فتح المجال للأجانب، وهي اليوم وإن دعت إلى الحوار العربي والبحث عن حلول توافقية فإنها لا تستطيع تحقيق ذلك بسبب الظروف الدولية التي مارست دورها بقوة هذه المرة"، معتبرا أن "الجزائر ستتأخر عن هذه الأزمة التي تؤدي إلى افشاء الثقة بين العرب وبين منتجي النفط، ما يؤدي إلى فتح المجال أمام تدخلات أجنبية تتجاوز الإرادة العربية"، مضيفا: "قد لا تتوقف هاته المهزلة حتى يتم دفع العديد من الدول الخليجية إلى إنفاق أموالها في التسلح والارتماء في أحضان الغرب وبمباركة صهيونية".

وفي نقطة أخرى، قال الأستاذ الجامعي في كلية العلوم السياسية أن "موقف الأحزاب الجزائرية ينسجم مع موقف الدولة الرسمي لعدة اعتبارات، أولها مبدئية بحكم أن إطارها القانوني يفرض عليها ذلك وثانيا بحكم أن المصلحة الوطنية تتطلب الدفاع عن أمن واستقرار البلاد، وهي مواقف أشخاص قد لا تخدم في بعضها المصلحة الوطنية"، مضيفا: "أتصور أن موقف الجزائر الجيد النابع من إرادة التشاور والرؤية السليمة للمصلحة الوطنية، خصوصا أن سعي الحكومة لجلب استثمارات أجنبية وعلاقتها بالدول المنتجة للنفط واتفاقاتها الأخيرة تجعلها غير قادرة على لعب دور الوساطة". واعتبر صالح سعود أن "الاتحادات العربية أو التعاون العربي كان مجرد توظيف لمصالح أطراف محدودة على حساب أطراف أخرى، وبالدرجة الأولى ضمان بقائها في السلطة".

يونس. ش

 

من نفس القسم الحدث