الوطن

شبكات تستغل "رمضان" لتسويق منتجات منتهية الصلاحية تهدد الصحة العمومية!

حصيلة ثقيلة تكشف عنها مديريات التجارة خلال العشرة الأوائل من رمضان

 

بولنوار: عودة الأسواق الموازية ساهمت في انتشار أكثر للظاهرة 

 

 

جاءت الأرقام الأخيرة التي كشفت عنها مديريات التجارة عبر عدد من الولايات بخصوص المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية التي كانت ستوجه للتسويق صادمة حيث كشف حجم المواد المحجوزة عن ظاهرة خطيرة تزايدت خلال شهر رمضان تعد تهديد حقيقي للصحة العمومية وهو ما دفع أتحاد التجار وجمعيات حماية المستهلك للمطالبة بفرض أقصى الإجراءات العقابية ضد كل من يحاول التلاعب بصحة المواطن.

وبالعاصمة فقط حجزت مصالح مديرية التجارة للولاية خلال العشر ايام الاولى من شهر رمضان ازيد من 3,6 طن من اللحوم والمواد الغذائية والمشروبات الفاسدة ومنتهية الصلاحية وحتى التي كانت تسوق دون احترام المعايير المطلوبة كما تم امس حجز أزيد من كميات تفوق 20 قنطارا من الدجاج الفاسد كان موجها للاستهلاك على مستوى إحدى الهيئات العمومية بولاية ادرار وقبلها تم حجز مئات الأطنان من لحوم فاسدة ومواد غذائية منتهية الصلاحية بولاية تيميمون وولايات جنوبية أخرى وهي حصيلة أولية تكشف عن حجم ظاهرة خطيرة اخذت تتزايد منذ بداية شهر رمضان فالكميات المحجوزة تعد كبيرة وما خفي أعظم.

وقد قدرت بعض المصادر حجم المواد الاستهلاكية الفاسدة المتداولة بالأسواق الفوضوية وبعض المساحات التجارية بنحو 25 بالمائة وهي نسبة خطيرة، خاصة مع حلول شهر رمضان الذي يشهد تدهور للقدرة الشرائية بسبب كثرة المصاريف الأمر الذي يدفع بالمستهلك إلى الاقتصاد واقتناء كل ما هو رخيص، حتى لو كان ذلك على حساب صحته ولعل هذه الأرقام أيضا تؤكد العجز الكبير الحاصل في مراقبة وضبط السوق وتطبيق آليات المراقبة على مستوى الهيئات المختصة والجماعات المحلية علما أن خزينة الدولة تتكبد خسائر كبيرة جراء انتشار المواد الغذائية الفاسدة المسربة إلى الأسواق بهذا الحجم الكبير والخطير، والتي تتنوع ما بين الحليب ومشتقاته، اللحوم بأنواعها، المصبرات والحلويات إلى جانب العصائر والمشروبات وكذا الخضر والفواكه والزيوت التي تدخل في تحضير الوجبات في عدد من المطاعم الشعبية والمطاعم الجامعية.

 

بولنوار: عودة الأسواق الموازية ساهمت في انتشار أكثر لظاهرة المواد الفاسدة

 

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس جمعية التجار والحرفيين الطاهر بولنوار أن هناك شبكات تستغل شهر رمضان المعروف بتضاعف الاستهلاك من أجل تمرير مواد غذائية فاسدة ومقلدة تباع بأثمان مغرية بالنسبة للمستهلك الذي يفكر في السعر اكثر من تفكريه في جودة وصلاحية المنتج، وقال بلنوار ان عودة الأسواق الموازية هذه الأيام كان مناسبا لهذه الشبكات التي تروج سلعها عبر هذه الأسواق غير النظامية والتي تكون في الكثير من الأحيان بعيدة عن الرقابة ودعا بلنوار في هذا الصدد كل من وزارات التجارة والصحة والداخلية إلى التدخل لفرض إجراءات عقابية ضد كل من يحاول التلاعب بصحة المواطن مضيفا ان المستهلكون تقع عليهم جزء من المسؤولية أيضا بسبب عدم حرصهم على مدة صلاحية المنتج وظروف حفظه وعرضه للبيع وهنا دعا بلنوار هؤلاء لأخذ الحيطة والحذر وعدم تعريض صحتهم للخطر من أجل الاقتصاد في بعض الدنانير ناصحا كل المستهلكين بتجنب اقتناء مواد معرضة للتلف كالحليب والاجبان واللحوم من على الأرصفة وكذا قراءة صلاحية السلع الغذائية الأخرى.

 

عدم تأهيل وسائل التخزين وفوضى نقل المواد الاستهلاكية يهدد الصحة العمومية

 

من جهة أخرى أكدت أمس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أن حجم المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية التي تباع سنويا للجزائريين يتضاعف خلال الشهر الكريم وهو ما اعتبرته خطرا حقيقي على صحة المستهلك وأكدت المنظمة أن عدم تأهيل وسائل التخزين، عادة ما يؤدي إلى سرعة تلف بعض المواد الغذائية الحيوية، والتي عوض أن تتلف يتم طرحها في الأسواق حتى لا يتكبد المنتجون أو أصحابها خسائر مادية، مضيفة أن الفوضى التي تطبع نقل المواد الاستهلاكية، خاصة اللحوم والدواجن والبيض والمشروبات، أيضا تعد من أسباب تلف المنتجات الاستهلاكية وكانت جمعية حماية المستهلك سبق واطلقت حملة توعوية لتفادي اقتناء المواد التي تتعرض للتلف محذرة من الأسواق الموازية التي تعرض منتجات سريعة للتلف تحت أشعة الشمس.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن