الوطن

مجازر لـ "الصائمين" في الطرقات في العشرة الأوائل من شهر رمضان!

تسجيل أزيد من ألف حادث مرور يودي بحياة أكثر من 100 شخص

 

خبراء في السلامة المرورية: الحصيلة مرشحة للارتفاع ولا حل سوى الردع بأقصى الإجراءات

 

 

 

تزايدت حوادث المرور منذ بداية رمضان بشكل أكثر من ملفت حيث سجلت أرقاما مخيفة خلال العشرة الأوائل من الشهر الكريم في حصيلة تابعة للحماية المدنية ضمت أكثر من ألف حادث مرور أودى بحياة 38 شخص واخري تابعة لأجهزة الدرك ضمت أكثر من 250 حادث أودي بحياة 74 شخص لتبقي شماعة هذه الحوادث "الصيام" في حين أن الأسباب الحقيقية لا تعدو أن تكون تهور وسرعة مفرطة وعدم احترام للقوانين من طرف سائقين غير مسؤولين.

لم تفلح الإجراءات والخطة الأمنية الاستثنائية التي وضعتها مصالح الأمن النشطة في مجال السلامة المرورية، في الحد من حوادث المرور خلال شهر رمضان حيث عرفت هذه الأخيرة تزايد ملحوظ وسجلت خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم رقم مخيف.

 

"الصيام" متهم في أكثر من ألف حادث مرور 

 

وحسب بيان للمديرية العامة للحماية المدنية أمس فقد تم خلال الفترة الممتدة من 28 ماي إلى 3 جوان الماضيين تسجيل أزيد من ألف حادث مروري راح ضحيته 38 شخصا وأصيب 1060 أخرون، وحسب ذات البيان فقد تم تسجيل أثقل حصيلة على مستوى ولاية البليدة بوفاة 3 أشخاص وجرح 43 آخرين تم إسعافهم وتحويلهم إلى المراكز الاستشفائية على إثر 59 حوادث مرور.

وتقتصر هذه الإحصائيات على الحوادث المميتة فقط حيث إن عدد الحوادث بصفة عامة يفوق بكثر هذه المعطيات، أما عن الأسباب فان اغلب هذه الحوادث حسب المديرية سببها قلة النوم والتعب، خاصة أن شهر رمضان لهذه المرة يتميز بـ 17 ساعة صوما، ما يجعل الجزائريين يحولون ليلهم إلى نهار ويتسبون في حوادث تكون أغلبها في فترة ما بين الظهر والرابعة زوالا ووقت السحور أو مع اقتراب وقت الإفطار.

من جهتها سجلت مصالح الدرك الوطني خلال العشر أيام الأولى من شهر رمضان 2017، في الفترة الممتدة من ماي 27 الى غاية 05 جوان 251 حادثا مروريا، تسبب في خسائر بشرية ومادية، حيث خلفت هذه الحوادث 74 قتيلا و453 جريحا، وحسب ترتيب الولايات، تأتي في المرتبة الأولى ولاية عين الدفلى ب 14 حادث، قسنطينة ب 14 حادث أيضا وسطيف ب 12 حادث.

 

خبراء للسلامة المرورية: الحصيلة ثقيلة ومرشحة للارتفاع ولا حل سوى الردع بأقصى الإجراءات

 

ويشير خبراء السلامة المرورية أن معظم حوادث المرور المسجلة سببها العامل البشري وتأثر سلوك السائق بفترات الصوم وتغير النظام الغذائي حيث يلجأ السائق إلى الإفراط في السرعة محاولة منه للوصول وقت الافطار إلى مقر إقامته بأي طريقة كانت ضاربا عرض الحائط ما قد ينجر عن هذا السلوك المخالف للقانون من تبعات قد لا تقع عليه فقط، معتبرين أن حوادث المرور التي تقع في الصباح تكون ناتجة عن نقص إدراك السائق  نتيجة لقلة النوم والتعب الناتج عن السهرات الرمضانية التي قد تصل أحيانا لبعض السواق إلى ساعات متأخرة من الليل وأحيانا حتى الفجر. وفي هذا الصدد أكد أمس الناطق الرسمي باسم جمعية طريق السلامة وعضو بالمركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرقات بن حليمة مسعود في تصريح لـ "الرائد" أن الحصيلة المرورية للأسبوع الأول من شهر رمضان جاءت مخيفة وتدل أن أي حملات تحسيسة وتوعوية غير كافية وغير مجدية دون وجود قوة قانون وردع كافية لإجبار الساقيين على احترام القوانين وأشار بن حليمة أن 60 بالمائة من حوادث المرور المسجلة خلال بداية شهر رمضان، يرجع السبب فيها إلى النعاس وقلة النوم، حيث يصبح معدل نوم الجزائريين حسبه، 3 ساعات الأمر الذي يخلق اضطرابات للصائم ينعكس على طريقة قيادته للسيارة وصراع السائقين مع الزمن عند اقتراب ساعة الإفطار وأضاف بن حليمة ان هذا لا يعني أن الإشكالية او السبب يعود للصيام وانما لقلة مسؤولية السائقين وتعودهم على مخالفة القانون وغياب الثقافة المرورية لديهم حيث قال بن حليمة انه كان من المكن تجنب كل هذا لو كنا في مجتمع لديه ثقافة الطريق.

من جانب آخر قال بن حليمة ان هذه الحصيلة الثقيلة والمرشحة للارتفاع أكثر من الأسبوع الثاني من الشهر الكريم يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للسلطات العمومية من أجل الإسراع في إصدار رخصة السياقة بالتنفيط واتخاذ الإجراءات التي سبق وأعلن عنها في مجال تكوين السائقين معتبرا أن حان الوقت لإعادة النظر في وسائل الردع بالإضافة إلى حتمية تكاثف الجهود من أجل تغيير سلوك السائق الجزائري، مع خبراء ومختصين في علم النفس والاجتماع، فكل حسب بن حليمة معني بهذه الظاهرة التي تحصد الأرواح.

س. زموش

من نفس القسم الوطن