الوطن

"بيام" 2017 ينتهى بأسئلة سهلة ..وفضائح "المواضيع" تواصلت لآخر لحظة

تميزت أيام الامتحان بتسريبات للمواضيع واحتواء الأخيرة على دروس لم تلقن

 

الأمن يوقف عشرات المتورطين في إدراج الامتحانات عبر الفايسبوك
  
أنهى يوم أمس أكثر من 566 ألف مترشح الاختبارات الخاصة بامتحان شهادة التعليم المتوسط للسنة الدراسية 2016-2017   عبر كامل التراب الوطني وسط تفاؤل كبير بعد سهولة الأسئلة التي كان مجملها ضمن المقرر الدراسي بخصوص مادتي العلوم والفرنسية عكس ما التمسوه في مادة الرياضيات اين كانت المواضيع "صعبة"، ويأتي هذا فيما تواصل مسلسل تسرب المواضيع عبر صفاحات "الفايس بوك" في ظل اجماع نقابيين وأساتذة أن "بيام"2017 لم تخلو من نقاط سوداء عدة رغم الجهود المبذولة من قبل وزيرة القطاع نورية بن غبريط.
 وقد أبدى المترشحون أمام مركز الإجراء ثانوية الإدريسي بساحة اول ماي بالعاصمة فرحين بانتهاء الامتحانات، لاسيما وأن صبيحة برمج فيها مادتي اللغة الفرنسية والعلوم الطبيعية التي اعتبروها "سهلة و في متناول الجميع ".
وأبدى بذلك الممتحنون ارتياحهم من سهولة الأسئلة خصوصا في الفرنسية التي كانت سهلة وبسيطة حول موضوع "الفايس بوك"  الذي يبدوا انه اصبح هاجس لوزارة التربية التي وصلت الى غاية ادراجه كموضوع امتحان ما جعل الممتحنين يعوضون "نكسة" مادة التربية المدنية والرياضيات ، كما أجمع الممتحنين على سهولة المواضيع التي اقترحت لهذه السنة، خصوصا وأن أغلبها ركزت على الحفظ.
 
"أسئلة" الفرنسية والعلوم على صفحات "الفايس بوك" مرة أخرى
 
ورغم سهولة المواضيع إلا أن اليوم الأخير من  امتحان شهادة "البيام" عرف محاولات غش  عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بفضل تقنية الجيل الثالث ، حيث   تم  تصوير و نشر الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "الفايس بوك"، لطلب الإجابة   سواء  في  مادة العلوم  او الفرنسية  ، وهذا فيما تشدد وزارة التربية ان كل مواقع التواصل الاجتماعي تحت الرقابة وكل المتورطين سيتم التوصل الى الذين يريدون التشويش على  566.221 مترشحا على المستوى  الذين اجتازوا و خلال ثلاث أيام امتحانات  شهادة التعليم المتوسط من بينهم 58ر51 بالمائة اناث .
وقد الوزارة فانه التعرف على هوية   بعض المتورطين في حادثة تسريب أسئلة اختبارات امتحان شهادة التعليم المتوسط  و السانكيام  لهذه الدورة،  ، طيلة فترة الإجراء عبر  صفحات الـ"فيسبوك"، حيث     بعد وضع عدة  صفحات   وعدد من الحسابات  على الـ"فيسبوك" قامت بنشر الامتحانات  تحت اعين المصالح الامنية المختصة   من " مصالح الوقاية من جرائم الإعلام الإلكتروني وجرائم المعلوماتية "  على ان يتم التوصل لباقي المتورطين خلال الايام القادمة.
 
بن غبريط تكسب ثقة بعض النقابات بعد التدابير المتخذة في "البيام"
 
هذا فيما تؤكد الوزارة ان الامتحان الخاص ب"البيام" قد مر على العموم في أجواء جيدة حيث امتحن التلاميذ في تسعة مواد  هي اللغة العربية و اللغة الفرنسية و اللغة الإنجليزية و الرياضيات و العلوم  الفيزيائية والتكنولوجية و العلوم الطبيعية و التاريخ و الجغرافيا و التربية  الإسلامية و التربية المدنية و كذا اللغة الأمازيغية بعدد من الولايات حيث كانت الظروف مواتية رغم انه تزامنت مع الشهر الفضيل.
في المقابل اعترفت عدة نقابات بان الوزيرة نجحت نوعا ما في تنظيم امتحان "البيام" لهذه السنة رغم بقاء عدة نقاط سوداء، حيث قال رئيس مجلس ثانويات الجزائر" الكلا" أدير عاشور أن الوزارة نجحت في تنظيم امتحان شهادة التعليم المتوسط "البيام" كمرحلة أولى بدون تسريب للأسئلة، حيث تزامن ذلك مع تشديد المراقبة على مراكز الامتحانات واماكن طباعة الأسئلة .
واكد عاشور ادير "إن هذه الإجراءات التي لابد أن تكون في جميع الامتحانات الرسمية ولا يجب ان تكون استثنائية، داعيا من الوزارة بضرورة مواصلة هذه الإجراءات خلال شهادة بكالوريا 2017، التي من مقرر إجراؤها يوم 11 جوان الجاري، كونها الأكثر أهمية مقارنة بإمتحان "البيام".
أما المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، فاعتبرت ان الاجراءات التي قامت بها وزارة التربية للحد من ظاهرة الغش قد فشلت، بالرغم من تسخير كل الامكانيات من اجل التصدي لظاهرة الغش والتسريبات التي أصبحت تهدد مصداقية شهادة التعليم في الجزائر خاصة وأن  التسريبات   مست  اغلب اسئلة مواد الامتحان لشهادة التعليم الاساسي على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد دقائق من توزيع اوراق الامتحان.
 
أولياء التلاميذ يتهمون بن غبريط بالفشل وحرارة الجنوب تكشف المستور
 
واشارت منظمة اولياء التلاميذ "    ان وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط قد فشلت في القضاء على ظاهرة الغش في الامتحانات الرسمية، والتي اصبحت تتكرر  منذ اربع سنوات   مما اصبح يهدد مصداقية الشهادات و يستدعى اتخاد اجراءات  اخرى اكثر جدية  ".
هذا فيما تم التطرق في المقابل الظروف التي ميزت امتحان شهادة التعليم المتوسط بالجنوب التي فاقت فيها  درجة حرارة ال 45 درجة في ظل  الانقطاعات المتكررة في الكهرباء حيث  تم ومن قبل عدة اساتذة  استنكار الظلم الذي سلط على فئة التلاميذ في هذه المناطق رغم تزامن هذه الامتحانات مع الشهر الفضيل داعين وزيرة التربية الى بذل المزيد من الجهود وفتح تحقيق واسع مع مدراء التربية الذين تم تغليطها من خلال التاكيد ان كل الظروف تم توفيرها وانه تم الاستنجاد بمولدات كهربائية لتفادي بقاء الممتحين بدون مكيفات هوائية.
و تطرق المكلف بالأعلام بالفدرالية التربية ل"السناباب" مراد فرقنيس الى سوء التسيير  بمراكز إجراء بالولايات الجنوبية التي كانت حسب قوله ايضا دون مكيفات هوائية، ما صعب على التلاميذ هذه الامتحانات.
يجدر الاشارة ان تلاميذ الجنوب واوليائهم قد راسلوا الوزيرة حيث نقلو في مراسلتهم "انه  رغم ان المواضيع كانت في متناول التلاميذ وجاءت ضمن المقرر الدراسي، الا انه  لارتفاع درجة الحرارة والصيام  اثر على قدراتهم الفكرية، مستنكرين  عدم توفير الظروف الملائمة من طرف المسؤولين بولايات الجنوب للتلاميذ خاصة في فترة الامتحانات المصيرية.
وناشد التلاميذ وأوليائهم عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، للتدخل لتحسين ظروف الامتحان والنزول إلى الميدان لتفادي تكرار العملية خاصة خلال امتحان شهادة البكالوريا الذي سيتم إجراءه ابتداء من يوم الأحد المقبل، وإلزام المسؤولين المحليين بتحمّل توفير كل الظروف من توفير النقل بالمناطق النائية وتوفير كل أجهزة التكييف.
 
مصطلحات غريبة في المواضيع ومعدو الأسئلة ينفرون التلاميذ من بعض المواد
 
ويأتي هذا فيما انتقد الاساتذة طريقة طرح المواضيع من قبل معدي المواضيع  على رأسها ما حصل مع مادة التاريخ و الجغرافيا" حيث ليس لديهم نموذج موحد في طرح الأسئلة كل عام يفاجئ التلاميذ بطريقة مغايرة " حيث احيا يتم اللجوء الى شخصيات و أحيانا لا يوجد تواريخ ثقافة عامة " وهذا مع العلم ان نموذج الإجابة ليس بالضرورة كما في الكتاب حيث  دروس محذوفة مصطلحات غريبة على التلاميذ و غير متوقعة من طرف الأساتذة.
وحسب تقرير للأساتذة  "ان  مواضيع العام الماضي فيها أسئلة مساعدة للتلميذ على غرار "اربط بسهم "، بينما هذا العام لا شيء " وهذا بالرغم انه يجب مراعاة الفروق الفردية للتلاميذ".
ورفض التقرير تحميل النتائج دائما للأساتذة الذين يجعلونهم على الاعصاب والخلاصة انهم بهذا ينفرون التلاميذ من مادة التاريخ و الجغرافيا والادهى بذلك ان  أسئلة البكالوريا أوضح و أبسط و بنموذج واحد.
وجاء في ذات التقرير " انه بالنسبة لوضعية الجغرافيا وضعت تزامنا مع اليوم العالمي للبيئة لكنهم نسوا شيء بسيط أن الدرس ملغى ومن درس محذوف من المنهاج الجديد وهو درس النفايات، لكن  معلوماته موجودة في الدرس الأخير للتربية المدنية وهو( التكنولوجيا والبيئة) ، كما أن درس اليونسكو محذوف من المنهاج الجديد للتربية المدنية.
ولهذا دعا الاساتذة المفتشين وواضعي الأسئلة أن يطلعوا على المناهج الجديدة قبل وضع الأسئلة وقبل يحملوا الأستاذ تبعات إخفاق التلميذ في الإجابة .
وبخصوص عملية تصحيح الامتحانات فقد جرت العادة على ان تنطلق في بعد   أربعة ايام من انتهاء الامتحان, ليتم الإعلان عن نتائج هذه الدورة في 27 جوان  الجاري كأقصى تقدير واوضح نائب رئيس الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات عبد الحكيم زيتوني انه بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية تم استدعاء الاساتذة الذين لديهم خبرة في مجال التصحيح علاوة الى استدعاء مفتشي المواد للتصحيح وهذا من اجل ضمان عدم وجود اي مشاكل في التصحيح.
واوضح المتحدث في شان صعوبة موضوع مادة الرياضيات ان الاسئلة المطروحة كانت من المقرر الدراسي وكل تلميذ راجع دروسه بشكل جيدة سيتمكن من الاجابة عن الاسئلة موضحا ان هناك عدة تمارين يمكن للتلاميذ حلها بسهولها.
 
عثماني مريم
 

من نفس القسم الوطن