الوطن
مختصون يحثون بن غبريط على توظيف مستشارين عقلانيين في المدارس لحماية التلاميذ
من شأنهم وقاية المتمدرسين من الاضطرابات العقلية لبعض الأطفال المعنفين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 جوان 2017
• خياطي" الفايس بوك مصدرا رئيسي لارتفاع حجم العنف لدى الطفل"
مع بروز أرقام خطيرة تؤكد ان حوالي 86 بالمائة من أطفال الجزائر هم ضحايا عنف عائلي لوضعيات " من الصعب تحديدها أو التنديد بها"، دعا مهنيون في الصحة العقلية للأطفال والمراهقين إلى ترقية الصحة المدرسية عن طريق دعم حملات التحسيس في هذا الشأن و زيادة عدد المختصين في الأمراض النفسية للأطفال على مستوى المؤسسات المدرسية.
و أوضح رئيس مؤسسة ترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" البروفيسور مصطفى خياطي في برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة أمس أول أنه استنادا لأرقام رسمية للشرطة فقد تم تسجيل نحو 6193 حالة عنف ضد الأطفال خلال عام 2016، مشيرا إلى أن بينها 1.695 حالة عنف جنسي، فضلا عن 50 ألف حالة سوء المعاملة، و"هي أرقام رغم ضخامتها إلا أنها لا تعبر عن حقيقة الواقع" على حد تعبيره.
واضاف خياطي قائلا" إنه من الصعب تحديد العنف ضد الأطفال بالجزائر لأنه يقع "بين أربعة جدران" فضلا عن إحاطته "بصمت عائلي"، ووفقا لدراسة أجرتها اليونسيف بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتضامن الوطني، فإن حوالي 86 بالمائة من أطفال الجزائر هم ضحايا عنف عائلي لوضعيات " من الصعب تحديدها أو التنديد بها".
وأبدى المتحدث أسفه لغياب جهود التحسيس من قبل الأولياء وأيضا للفراغ القانوني حيال ظاهرة سوء معاملة الأطفال قبل ان يؤكد "أنه حان الوقت لتنشيط أجهزة الإستماع والتوعية للأسر المعنية ، وذلك من أجل تجنب تكرار ممارسة العنف ضد الأطفال من قبل هؤلاء بعد بلوغهم، مسشتهدا بما حدث خلال العشرية السوداء مؤكدا أن الأطفال الذين كانوا ضحايا العنف خلال تلك الفترة أو عانوا منها ولم يتم التكفل بهم خصوصا من الجانب النفسي عادوا فقاموا بنفس الممارسات والعنف ضد أطفال آخرين بمجرد بلوغهم.
واعتبر في المقابل خياطي" أن مواقع التواصل الإجتماعي باتت مصدرا رئيسيا لنشوء العنف لدى الطفل، داعيا أولياء الأطفال إلى مراقبة أبنائهم خلال مرورهم لهذه المواقع الإفتراضية."
هذا فيما دعت البروفيسور حورية أحسن جاب الله دكتورة في علم النفسي العيادي بجامعة الجزائر
أثناء الندوة العلمية بمناسبة اليوم العالمي للطفولة على ضرورة مرافقة نفسية الأطفال و المراهقين في الوسط المدرسي عن طريق رفع عدد المختصين النفسانيين و تشجيع تكوين العمال المختصين في الصحة العقلية للطفل .
وحسب المختصة فأن "دور الطبيب النفساني يعتبر حيويا في مجال الصحة العقلية للطفل إذ بإمكانه أن يقي من الاضطرابات العقلية للطفل المتمدرس و يسمح بتفادي تفاقم الوضع إن وجد مسبقا".
واضافت الدكتورة أن "الوقاية تبقى الوسيلة الفعالة للحفاظ على الصحة العقلية و البدنية و حتى الاجتماعية للطفل" مضيفة أنه "لا يجب إهمال الوقاية بل يجب توفير الوسائل الضرورية".
و من جهته شدد البروفيسور عبد المجيد تابتي رئيس مصلحة الطب النفسي للأطفال بالشراقة على "ضرورة وضع هياكل علاج لصحة الأطفال" داعيا إلى "تكوين مستمر للمعلمين في المؤسسات التربوية بخصوص أهمية الصحة النفسية للتلاميذ"، قائلا "يجب إنشاء على مستوى المدارس أجهزة مدرسية مهيئة تتمثل في مساعدات تربوية و دعم مدرسي مع توسيع أولويات الوقاية المدرسية عن طريق إدماج استشارات في الصحة العقلية".
و أشار تابتي إلى أن تقوية قدرات علم النفس و الأرطفونيا في مجال صعوبات ممارسة العمال و تكوينهم في الصحة العقلية إلى استعمال وسائل التقييم و فحوصات الكشف "يبقى ضروريا لأجل ترقية سريعة للصحة المدرسية قصد محاربة الصعوبات المدرسية بشك فعال".
عثماني مريم