الوطن

"المزابل" تستهلك أكثر من الجزائريين في الأيام الأولى من الشهر الفضيل

حملات التحسيس لم تنجح في القضاء على ظاهرة التبذير

 

لم تنجح كثيرا حملات التحسيس التي أطلقها عدد من الأئمة وكذا جمعيات حماية المستهلك وحتى وزارة التجارة لمحاربة التبذير خلال شهر رمضان بل بالعكس فأن الأسعار التي تعد هذه السنة مستقرة نوعا ما مقارنة بالسنوات الماضية ساهت في ارتفاع وتيرة هذه الظاهرة حيث تعرف العديد من البلديات رمي عشوائي غير مسبوق لأطنان من بقايا الطعام والمواد الغذائية وملايين من الخبز في صورة تعكس غياب ثقافة استهلاكية عند معظم الجزائريين.

رغم حملات التحسيس التي بدأت مبكرا هذه السنة لمحاربة ظاهرة التبذير لا يزال المواطن الجزائري غير مبالي بخطورة هذه الأخيرة التي تساهم في أستزاف قدرته الشرائية المتدهورة أصلا فخلال الثلاثة أيام الأولى من شهر رمضان عرفت العديد من البلديات عبر العاصمة وكذا ولايات أخرى رمي لأطنان من بقايا الطعام والمواد الغذائية والخبز كإهدار للملايير وفي صورة تعكس مدى صعف الثقافة الاستهلاكية لأغلب الجزائريين، والمتجول في أحياء كثيرة بالعاصمة خلال شهر رمضان، يقف على أحجام هائلة من النفايات المتراكمة أمام المنازل، وأغلب ما يتواجد بها هو بقايا وفضلات من الأطباق الرمضانية وحتى الخبز الذي يلقى في القمامات بكميات كبيرة، وهي المشاهد وقفنا عندها خلال جولة قادتنا عبر شوارع العاصمة حيث لاحظنا امتلاء الحاويات بالأكياس البلاستيكية المتدفقة بفضلات الأغذية وعلب حلوى صالحة للاستهلاك ومواعد غذائية بإمكانها ''أن تلبي حاجة عائلات بأكملها من مستلزمات فطورها'' الا ان الامر المثير للانتباه هو عدم خلو المزابل من الاكياس خلال اليوم وذلك راجع الى الالقاء بكل هذه الكميات من الفضلات في أي وقت ودون أدنى احترام للمواقيت المخصصة لذلك، وقد أشار ممثلو جمعيات تجارية وجمعيات حماية المستهلك أن وتيرة التبذير هذه السنة انخفضت بشكل طفيف في بعض البلديات بسبب تدهور القدرة الشرائية للعديد من العائلات، في حين زاد وجود الظاهرة في مناطق أخرى معتبرين ان ميسوري الحال هم المتهم رقم واحد في التبذير.

 

صالح صويلح: معدلات الاستهلاك ارتفعت بداية رمضان ورفعت معها حجم التبذير 

 

وفي هذا الصدد أكد امس رئيس الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، صالح صويلح أن ظاهرة التبذير سجلت حضور قوي خلال الأيام الأولى من شهر رمضان معتبرا ان استقرار الأسعار لم يكن سبب مباشر في ارتفاع وتيرة هذه الظاهرة في بعض المناطق باعتبار ان الأسعار اذا تم مقارنتها بالقدرة الشرائية للجزائريين المتدهورة تبقى دائما عبء على بعض العائلات وأعتبر صويلح ام أسباب ظاهرة التبذير تبقي محصورة في غياب الثقافة الاستهلاكية لدى معظم الجزائريين، واكد صويلح أن معدلات الاستهلاك مع بداية رمضان ارتفعت في جميع الشعب الغذائية حيث ارتفع معدل استهلاك الخضر والفواكه واللحوم بأنواعها والحليب والخبز رغم انه من الفروض أن العكس هو الذي يحدث خلال رمضان الذي يسوم فيه الفرد اكثر من 14 ساعة، وقال صويلح ان نصف ما يقتنيه الجزائريين من مواد استهلاكية مصيرها المزابل معتبرا أن أكثر المواد التي ترمي وتبذر في رمضان هو الخبز والمواد المدعمة بسبب الإقبال غير العقلاني عليها من طرف المواطنين خاصة في الأيام الأولى من رمضان.

 

"الأبوس" تسجل انخفاض في وتيرة التبذير عند "الزوالية" وارتفاعها لدى الطبقة الميسورة 

 

من جانب آخر أكد أمس نائب رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك حمزة بلعباس أن ظاهرة التبذير عرفت بعص التراجع هذه السنة نضرا للحملات التوعوية عبر كل وسائل التواصل، حيث اكد بلعباس لـ"الرائد" ان المنظمة خصصت حيز كبير من نشاطاتها  قبل قدوم الشهر الفضيل لهذا الموضوع، بمعية شركاء أخريين كالمساجد وحتي وسائل الإعلام التي باتت تحذر في كل مرة وتحسس بخطوة هذه الظاهرة على المجتمع وعلى القدرة الشرائية للجزائريين، وقال بلعباس أن تدهور القدرة الشرائية للجزائريين ساهمت في انخفاض لوتيرة التبذير على الأقل في بعض البلديات والاحياء خاصة الشعبية منها معتبرا ان الاستقرار الذي تشهده الخضر والفواكه خلال الشهر سبقه ارتفاع جنوني دام اكثر من شهريين ما خلق نوع من الوعي لدى المواطنين يضيف بلعباس الذي قال أن ظاهرة التبذير مرتبطة اكثر  بالطبقة الميسورة و الغنية في الجزائر

  

 

 

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن