حلت الجزائر في مرتبة جد متأخرة فيما يخص الخدمات الطبية، حيث صنفها تقرير بريطاني في المرتبة 130 من حيث جودة الخدمات المقدمة في قطاع الصحة.

وفي دراسة قامت بها المجلة الطبية البريطانية "لانسيت"، جاءت الجزائر في المرتبة 130 من بين 195 دولة عبر العالم، في مؤشر الصحة والخدمات الطبية. ويعتمد هذا التصنيف على معايير متعددة منها عدد الوفيات التي كان من الممكن تجنبها نظريا، من خلال الإسعاف السريع والعلاج الفعال، ومن بين هذه الأمراض أحصت المجلة السل، سرطان الثدي، سرطان الدم وأمراض القلب. وحلت في هذا التصنيف تونس في المرتبة 89 وليبيا في المرتبة 90 ومصر 108 فيما حل المغرب في المرتبة 133 عالميا. وتؤكد المرتبة المتأخرة التي حلت بها الجزائر مدى تأخر قطاع الصحة في بلادنا، وهشاشته رغم ما تقوم به الحكومة من مجهودات في المجال، حيث صرفت الجزائر خلال المخطط الخماسي الأخير الملايير لإنشاء المؤسسات الاستشفائية والعيادات الجوارية، غير أن المشكل لا يكمن في نقص الهياكل الصحية بقدر ما يتعلق بنوعية الخدمة المقدمة وطريقة تسيير بعض المنشآت الصحية التي عادة ما تحتكم لمبدأ المعريفة والبيروقراطية في معاملة المرضى، والتي لطالما كانت نقطة سوداء في المنظومة الصحية للجزائر بالإضافة إلى الفضائح التي عرفها قطاع الصحة مؤخرا، والتي قد تكون سببا في هكذا تصنيف عالمي. قطاع الصحة شهد السنوات الماضية أكبر رقم من الأخطاء الطبية والقضاء المتعلقة بسوء التكفل الصحي، وهو ما خول المنظومة الصحية في الجزائر لتكون من بين أسوأ المنظومات رغم مساعي الحكومة لتطويرها من خلال إجراءات اتخذت. وقد جاء هذا التقرير بعد أقل من أسبوع من تعيين وزير جديد للقطاع، ربما ليكون بمثابة تأكيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام الوزير الجديد الذي استلم مهامه مؤخرا، حيث سيكون ابن القطاع أمام تحدي تخليص قطاع الصحة من الفوضى التي يغرق فيها بمساعدة الشركاء الاجتماعيين.

دنيا. ع