الحدث

"تركة" ثقيلة ترثها حكومة تبون الأولى؟!

ملفات عالقة، أزمات وتحديات اقتصادية واجتماعية

 

اختلف المراقبون في تسمية الحكومة الجديدة بين من يري أنها حكومة أزمات وبين من يؤكد أنها حكومة تكنوقراط ألا أن المتفق عليه أن حكومة تبون الأولى ستكون في مواجهات ملفات ثقيلة وتركة ليست سهلة خلفها الوزراء الذين رحلوا على راس أكثر القطاعات حساسة وتأثرا بالأزمة الاقتصادية الحالية.

مس التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نهاية الأسبوع قطاعات حساسة على رأسها الصناعة والسياحة والفلاحة والمالية والسكن والتجارة والاشغال العمومية حيث ورث الوافدون الجدد على هذه القطاعات ملفات ثقيلة لا تزال مفتوحة.

 

قانون المالية 2018 ...أكبر التحديات القادمة أمام راوية 

 

 فبقطاع المالية يواجه الوزير الجديد للقطاع عبد الرحمن راوية الذي كان يشغل منصب مدير عام للضراب مهمة الحفاظ على التوازنات المالية واحتياطي الصرف عند مستوى 100 مليار دولار في ظل وضع صعب يشتد رغم تحسن طفيف في أسعار النفط كما يواجه راوية أيضا مهمة فشل فيها اغلب الوزراء السابقون وهي تنظيم سوف الصرف في الجزائر وامتصاص تجارة العملة الصعبة الموازية ضمن اطر رسمية وكذا ادخال الكتلة النقدية المتداولة في السوق السوداء والتي تجاورت 3700 مليار دينار ضمن الأطر الرسمية وفرض التعامل بالصكوك ورقمنة التعاملات المالية وانهاء عصر التخلف في البنوك وغيرها من الملفات التي تعد أولوية بالنسبة لقطاع المالية ليكون اكبر التحديات امام الوزير الجديد هو قانون المالية لـ2018 الذي سيبدأ الحديث عنه قريبا حيث يعد هذا القانون اول اختبار للوزير الذي سيجد نفسه مجبرا على التوفيق بين التوازنات المالية للبلاد والقدرة الشرائية للجزائريين.

 

بوطرفة يهيئ الظروف لقيتوني الذي يستلم وزارة الطاقة في ظروف أقل ضغط

 

وبقطاع الطاقة يواجه الوزير الجديد مصطفي قيتوني الذي يعد ثاني مدير عام لسونلغاز يتسلم حقيبة الوزارة بعد بوطرفة المبعد وضعا أقل ضغط بالمقارنة مع الوضع الذي تسلم خلالها بوطرفة مهمة تسيير الوزارة فمن حظ قيتوني ان بوطرفة هيئ له بعض الظروف المناسبة للعمل على الأقل التسعة أشهر القادمة بعدما تم تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط بالنسبة لبلدان الأوبك وهي اخر مهمة يقوم بها بوطرفة قبل تغييره، لتبقى تحديات قيتوني على راس وزارة الطاقة هي الحفاظ على أسواق الجزائر في مجال الغاز حيث يقترب موعد تجديد هذه العقود بالإضافة إلى ملف ترشيد استهلاك الطاقة محليا والتحول نحو الطاقات المتجددة وتوسيع استكشافات سوناطراك.

 

بدة أمام تحدي السير بملف الصناعة الميكانيكية نحو الأمام

 

أما بقطاع الصناعة والمناجم فأن المهمة لن تكون سهلة ابدا أمام الوزير الجديد محجوب بدة المطالب بتطبيق مساعي الحكومة جعل قطاع الصناعة كبديل يعول عليه للتخلص من التبعية للمحروقات من خلال العمل على ترقية الصناعة والمنتوج المحلي ليبقي الملف الأكر حساسة هو ملف الصناعة الميكانيكية الذي خطا أشواط في فترة تسيير الوزير بوشوارب ليكون بدة امام تحدي السير بهذا الملف نحو الأمام  سواء ما تعلق الامر بمصانع السيارات ومشاريع التركيب أو بصناعة قطع الغيار ودفتر الشروط الخاص بهذه الصناعة والذي بدا تحضيره في عهد بوشوارب بالإضافة إلى عدد من الملفات الأخرى المفتوحة منها الاكتفاء الذاتي من السمنت وبعض مواد البناء واحياء قطاع النسيج وعدد من القطاعات الصناعية الأخرى.

 

المستثمرات، تسوية العقار الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي ملفات ثقيلة تنتظر بوعزقي

 

وهو ما ينطبق أيضا على قطاع الفلاحة الذي يعد أحد بدائل اقتصاد الريع حيث سيكون الوزير الجديد للقطاع عبد القادر بوعزقي الذي كان يشغل منصب والي ولاية البلدية  أمام تحد صعب يتمثل في رفع الاستثمارات في القطاع الفلاحي من أجل تقليص الواردات الفلاحية وتحقيق الامن الغذائي في المنتجات الفلاحية بالإضافة إلى ملف تسوية وضعية المستثمرات الفلاحية والعقار الفلاحي الذي لا يزال مفتوح وأيضا مكننة الفلاحة وتحسين الإنتاج من خلال التوجه نحو الالة والتكنولوجيا في هذا القطاع وكذا تحسين أداء الغرف الفلاحية وعصرنة القطاع الفلاحي.

 

أحمد ساسي وجها لوجه مع بارونات الحاويات 

 

وبقطاع التجارة الذي كان يسيره بالنيابة الوزير الأول الحالي عبد المجيد تبون سيكون الوزير المعين نهاية الأسبوع احمد ساسي في مواجهة مباشرة مع بارونات الاستيراد حيث سيكون الوزير الذي كان يشغل منصب والي ولاية تلمسان مطالب باستكمال الإجراءات التي سيبق واتخذها تبون في سيبل القصاء على هيمنة وسيطرة بارونات الحاويات على التجارة الخارجية ومواصلة العمل على تقليل فاتورة الاستيراد وتسجيع التصدير بالمقابل كما سيرث الوزير الجديد ملف رخص الاستيراد الذي لا يزال مفتوح والذي يخلق ازمة في الأسواق بالنسبة للعديد من المنتوجات فبن ساسي مطالب في الفصل في هذه الرخص في أقصى وقت ليكون شهر رمان والأسعار وضبها والقضاء على المضاربة من بين اول واصعب الاختبارات لبن ساسي الذي سيجد نفسه مع اول يوم عمل له بالمكتب في دوامة الأسعار والبارونات والرقابة.

 

بن عقون في مهمة "مخالفة" التوقعات وإعطاء دفعة "شبابية" لقطاع السياحة 

 

أما في قطاع السياحة فيعد الوزير الجديد الوافد على القطاع مسعود بن عقون من بين الوزراء الذي بدا الحكم عليه وعلى عمله وقدرته في تسيير فطاعاته مبكرا فمجرد الإعلان عن تنصيب هذا الوزير على راس قطاع السياحة تساءل العديد من المراقبين أمس عن مدى قدرة بن عقون الشاب الذي لا يتجاوز الأربعين على تسيير قطاع حساس يعد احد بدائل المطروحة لتعويض اقتصاد الريع باعتباره ليس من أبناء القطاع ما يجعله قليل الخبرة في تسييره ليبقي أي انتقاد أو حديث عن فشل محتمل في التسيير سابق لأوانه باعتبار ان وزراء كانوا من أبناء القطاع ومحنكين لم يقدموا أي شيء لقطاع السياحة، وتبدو ان مهمة إحياء قطاع السياحة المريض منذ سنوات مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة أن تم العمل على ملفات تتعلق برفع حجم الاستثمار السياحي وترقية الوجهة المحلية والترويج لها وحل بعض المشاكل في القطاع من بينها مشكل تأشيرة السياح الأجانب.

 

وعود تبون تصعب مهمة شرفة على رأس قطاع السكن 

 

هذا ويبقي قطاع السكن من بين أكثر القطاعات الذي أحدث التغيير فيه جدل وتخوف كبريين نظرا للوعود والتطمينات التي قدمت على لسان الوزير السابق للقطاع عبد المجيد تبون ما رفع من سقف امال الجزائريين في الحصول على مسكن وهو ما يصعب المهمة على يوسف شرفة التي تنظره ملفا ثقيلة على راسها ملف عدل 1 و2 المطالب باستكمالهم وفقا لتصريحات ووعود تبون السابقة بالإضافة على ملف ال بي بي والسكن الاجتماعي وإكمال مهمة تبون في القضاء على السكنات الهشة في الجزائر.

 

من نفس القسم الحدث