أظهر التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية جوانب عديدة لما يدور في دواليب السلطة، ومنها قضية رد الاعتبار لوزراء كانوا في قلب الخلافات، فعادوا من الباب الواسع على غرار وزير العلاقات مع البرلمان الأسبق طاهر خاوة وحسين نسيب الذي رحل عن الحكومة وهو الذي أثارت الجمعية الوطنية لمكافحة الفساد، لجيلالي حجاج، ما أسمته ملف فساد قيل عنها الكثير يوم كان وزيرا قبل أن يغلق الملف بعد رحيله مباشرة منها.
انقلبت خلال شهور معطيات سياسية كانت واقعا لم يتمكن متتبعون من التكهن به، فالأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الذي لطالما شغل الساحة الإعلامية والوطنية بسبب خرجاته الغريبة وخلافاته مع أطراف متعددة بل وحتى وزراء، أصبح الآن خارج اللعبة، وبعض الأطراف التي عمل على الإطاحة بها عادت إلى الواجهة السياسية، حيث يرى مراقبون أن الإطاحة سابقا بالوزير الطاهر خاوة العائد إلى الحكومة للعمل في أول حكومة للوزير الأول عبد المجيد تبون، كانت بالدرجة الأولى بسبب الأمين العام السابق للحزب العتيد، عمار سعداني، الذي دخل في صراعات معه بعد تصريحات أدلى بها حول الأغلبية البرلمانية في تلك الفترة التي كان فيها سعداني على رأس الأفلان. وبين ظروف الإطاحة بالطاهر خاوة والظروف التي أعادته لمنصبه القديم، يبدو أن قواعد اللعبة السياسية قد تغيرت حسب المتتبعين للشأن السياسي عندنا.