الحدث

قيادات الأفلان: ولد عباس يعدّ أيامه الأخيرة على رأس الحزب ǃǃ

فشله في التشريعيات وسباق المحليات والرئاسيات يعجل بتنحيته

 

عبادة: صرنا نخجل كمناضلين أن يقود الحزب رجل "انتهازي" و"بهلواني"

خلدون: ولد عباس ليس أهلا لقيادة الحزب العتيد في هذه المرحلة

 

مباشرة بعد إعلان المجلس الدستوري عن نتائج تشريعيات 4 ماي 2017 بتحقيق الأفلان لـ 161 مقعدا في البرلمان الجديد، بتراجع بلغ 60 نائبا عن تشريعيات 2012، وخروج الأمين العام للحزب، جمال ولد عباس، للتهليل بفوز الأفلان بالأغلبية النسبية، اجتمع أعضاء في اللجنة المركزية، يوم أول أمس السبت، لمناقشة الوضع وقرروا "الدعوة لعقد اجتماع استثنائي للجنة بجدول أعمال يتناول تجديد الثقة في ولد عباس ومكتبه أو سحبها". وقال عضو اللجنة حسين خلدون أن "ولد عباس ليس أهلا لقيادة حزب كبير مثل الأفلان وعليه تحمل مسؤولية الخسارة التي مني بها الحزب في التشريعيات الأخيرة"، فيما وجه القيادي عبد الكريم عبادة انتقادات واتهامات حادة للأمين العام الحالي قال فيها "هذا رجل انتهازي وبهلواني ارتكب حماقات وخروقات في قوائم التشريعيات ولا يزال مع الحكومة المقبلة، وصرنا نخجل من الانتماء للأفلان وعلى رأسه شخص مثله"، فهل بدأ العد العكسي لخروج ولد عباس من الباب الضيق مثلما دخله في 22 أكتوبر الفارط، يقول مراقبون.

وكشف بيان مجموعة من أعضاء اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني وقعه 113 عضوا عن "دعوتهم لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية للنظر في تجديد الثقة أو سحبها من القيادة الحالية"، وعبر الموقعون الذين يمثلون ربع (1/4) اللجنة المركزية عن "تذمرهم للوضعية الحالية المؤسفة التي يعيشها الحزب على جميع المستويات، خاصة بعد النكسة الأخيرة في التشريعات، وتفاقم ظاهرة المال الفاسد وشراء الذمم والمحسوبية، وضعف الخطاب السياسي"، وهي مؤشرات قد تطيح بولد عباس خصوصا أنه في المرحلة المقبلة سيخوض الأفلان انتخابات محلية في نوفمبر القادم ورئاسيات 2019. وذكرت مصادر أن رد ولد عباس رد على سعداني خلال التشريعيات "بطريقة غير لبقة" حين دعاه إلى "الصمت" قد يحسب ضده خلا انعقاد اللجنة المركزية، خصوصا أن "استقالة سعداني أمام اللجنة في 22 أكتوبر الفارط لقيت معارضة شديدة من الأعضاء". واعتبرت المصادر أن "ولد عباس يحسب جيدا أن انعقاد لجنة مركزية للحزب سواء عادية أو استثنائية ليس في صالحه"، ورجحت أن "يلجأ ولد عباس إلى إقصاء المحسوبين على سعداني في اللجنة قبل انعقادها لتفادي سحب الثقة منه مثلما حدث مع سابقه بلخادم سنة 2013".

 

عبادة: صرنا نخجل كمناضلين أن يقود الحزب رجل انتهازي وبهلواني

 

ومن جهته، قال منسق حركة التقويمية للأفلان، عبد الكريم عبادة، (كلامه منقول حرفيا) أن "ولد عباس رجل انتهازي وبلهواني واستهتاري وفلكلوي لا يليق بحزب الأفلان"، وأضاف: "صرنا كمناضلين نخجل من الانتماء للحزب العتيد في ظل رجل مثل هكذا يقوده". واعتبر عبادة أن "ولد عباس ارتكب حماقات في وضع قوائم التشريعيات بإقصاء المناضلين الحقيقيين وجاء بمرشحين من خارج الحزب، وحاليا كذلك سيرتكب حماقات بتقديم أسماء للحكومة المقبلة غير محسوبين على الأفلان". وأضاف: "لدي أصدقاء من اللجنة المركزية حاليا ونتبادل معهم المستجدات ونقاسمهم الطرح في تنحية هذا البهلواني"، يقصد ولد عباس. وعن الاتصال مع الجبهة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني التي يقودها عبد الحرمان بلعياط، قال عبادة: "هؤلاء لديهم توجه آخر في الطرح ولديهم أساليب أخرى في معالجة الأزمة ولدينا أسلوبنا الخاص". وأضاف: "صحيح نلتقي في الهدف الأكبر وهو التغيير والإصلاح في الحزب لكن نختلف في الآليات".

وعن أسباب المطالبة بتنحية ولد عباس رغم أنه لم يتجاوز ثمانية أشهر من تعيينه في الأمانة العامة للحزب، قال عبادة: "هو قال سأتحمل نتائج التشريعيات وحاليا نحن أمام خسارة ونكسة تسبب فيها هو بسبب سلوكاته"، وأضاف: "من يتحمل هذه المأساة في تراجع الأفلان خلال التشريعيات"، وأضاف: "نطالب بمؤتمر طارئ واستثنائي لانتخاب قيادة شبابية وكفاءات وقدرات حزبية لإرجاع مكانة الحزب ومصداقيته لدى المجتمع"، مضيفا: "نحن في انهيار وإذا استمر الوضع على حاله فستكون كوارث في المحليات وتأثيرات ذلك على الاستحقاقات القادمة".

 

خلدون: ولد عباس ليس أهلا لقيادة الأفلان خصوصا أن البلاد في مرحلة خطيرة

 

أما عضو اللجنة المركزية، حسين خلدون، فاعتبر أن "نتائج تشريعيات 2017 كانت واضحة ومتوقعة قبل النتائج بفعل القيادة الضعيفة والتشرذم في قاعدة الحزب". وأضاف: "ولد عباس ليس أهلا لقيادة الأفلان وأنا قلت هذا سابقا حين استقلت من المكتب السياسي"، وأضاف: "برئت ذمتي ودعوت وقتها اللجنة المركزية لتدارك الوضع ونتائج التشريعيات تؤكد ذلك"، وأضاف: "من حق المناضلين المطالبة بالحساب وتحمل مسؤوليته مثلما قالها سابقا". واعتبر خلدون "على ولد عباس ترك مكانه واللجنة المركزية هي من تقرر ذلك خلال دورة استثنائية"، وأضاف: "هذا التراجع في مقاعد الأفلان بسبب الحالة التنظيمية للحزب في المحافظات والقسمات".

وعن بيان الأعضاء الـ 113 في اللجنة المركزية، قال خلدون "لم أكن حاضرا معهم ولم أتلق اتصالا ولا أعرف آليا كيف ناقشوا الوضع". وأضاف: "الشيء الأهم أن ولد عباس يجب أن يتنحى لأنه ليس في مستوى الحزب ويجب فسح المجال أمام القيادات السابقة واحتضان المناضلين في القواعد لأنهم يشهدون حالة تشتت"، مضيفا: "القسمات مغلقة ومشتتة بسبب التعيينات في المحافظات والقسمات التي لا تستجيب لتطلعات القاعدة"، مضيفا: "يجب علينا إعادة الهيكلة كأمر مستعجل وتحضير المحليات المقبلة وتنوير الرأي العام في الملفات الكبرى وطنيا ودوليا، لأن الحزب صار دون موقف". وختم خلدون: "اجتماع اللجنة المركزية سيعقبه مؤتمر استثنائي لتصحيح مسار الحزب تنظيميا وسياسيا قبل الاستحقاقات المقبلة".

يونس. ش

 
 

من نفس القسم الحدث