الوطن

عزوف وتراجع في الإقبال على عمرة رمضان بأكثر من 60 بالمائة

بعد أن أصبحت أسعارها مرتفعة وبعيدة عن متناول الطبقة المتوسطة

 

أول رحلة لضيوف الرحمان إلى البقاع المقدسة في 4 أوت القادم

 

تعاني الوكالات السياحية على بعد أقل من أسبوع على دخول الشهر الكريم من عزوف رهيب على عمرة رمضان بسبب عدة عوامل جعلت من أسعار العمرة مرتفعة وبعيدة عن متناول الطبقة المتوسطة وتؤكد الوكالات ان الأقبال عل العمرة هذه السنة كارثي مقارنة بالسنوات الماضية بسبب الوضع المالي المتدني لأغلب العائلات ما يقد يجعل موسم العمرة هذه السنة هو الأسوء على الإطلاق.

وصلت أسعار عمرة رمضان لهذا الموسم إلى مستويات قياسية حيث تراوحت بين 28 و35 مليون سنتيم بالنسبة للعمرة التي تكون فيها الخدمات والمزايا عادية وبين 35 حتى 50 مليون سنتيم بالنسبة للعمرة التي تكون في أواخر الشهر وبمزايا متعددة كقرب العمائر للحرم المكي وتقديم وجبات الإطار والسحور بينما وصلت أسعار عمرة vip حدود 100 مليون سنتيم. ويرجع أصحاب الوكلاء ارتفاع الأسعار هذه مقارنة بالسنوات الفارطة لانخفاض قيمة الدينار الجزائري وارتفاع الدولار، وما نتج عنه من ارتفاع في قيمة الريال السعودي، إضافة إلى ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق وكراء العمائر التي ارتفعت هي الأخرى هذه السنة مقارنة بالمواسم الفارطة على غير العادة  مشرين أن الأسعار الموجودة حاليا تتحكم فيها عدة عوامل منها قرب مكان الاقامة عن الحرم وعدد أيام المكوث فيه وكذا وقت المغادرة حيث يزيد السعر خلال العشر الاواخر من رمضان بسبب صعوبة الحصول على مكان شاغر في الفنادق وهذا يعود الى الاقبال الكبير للمعتمرين من مختلف أنحاء العالم، من جانب أخر يؤكد أصحاب الوكالات السياحة أن هذه الأسعار اثرت بشكل مباشر على الأقبال حيث تم لحد الأن تسجيل أقبال ضعيف مقارنة بالسنوات الفارطة على عمرة رمضان كون تكلفة هذه الأخيرة تقترب من تكلفة الحج، رغم أن التسجيلات انطلقت منذ حوالي شهرين في جل الوكالات السياحية من جانب أخر أثرت هذه الأسعار على عمل الوكالات وعروها حيث لم تقدم هذه الأخيرة عروضا مغريا مقارنة بالسنوات الماضية، نظرا لعدم تسجيل إقبال كبير وبسبب الأسعار التي لا تتيح إضافة أي عروض أو مزايا تكون مدفوعة القيمة ما يجعل الأسعار ترتفع أكثر،  وقدرت الوكالات السياحية حجم العزوف هذه السنة بحوالي 60 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية . هذا وقد اثرت أسعار العملات الأجنبية التي تعرف ارتفاعا رهيبا في السوق السوداء على الأقبال لأداء عمرة رمضان هذه السنة حيث تعرف أسعار الأورو والدولار ارتفاعا حادا بالسوق السوداء للعملة الصعبة "السكوار"، وقد لامس سعر صرف الأورو 190 دينار، في حين بلغ سعر الدولار 178 دينار، وهو ما قد يحرم المئات من الجزائريين من أداء العمرة بسبب هذه الأسعار التي ستؤثر في أسعار العمرة وتكاليفها.

 

سنوسي: ضعف الإقبال كان متوقع وارتفاع أسعار العمرة هو السبب

 

وفي هذا الصدد أشار أمس نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات ألياس سنوسي أن ضعف الإقبال كان متوقع بسبب الظروف المالية التي تعيشها أغلب الاسر وتدني القدرة الشرائية مشيرا ان أغلب الوكالات لم يسجلوا طلبات كثيرة على عمرة أوائل رمضان وهناك من الوكالات لم تأتيهم أي طلبات وقدر سنوسي حجم العزوف الحالي بحوالي 60 بالمائة ان لم نقل اكثر مقارنة بالسنوات الماضية مشيرا ان الوكالات لا تزال تبني أمال أن يختلف الوضع مع أواخر الشهر الكريم خاصة من أولائك الذين لم يحالفهم الحظ ولم يتمكنوا من أداء فريضة الحج هذه السنة، وعن الأسعار أكد سنوسي أن عوامل خارجة عن عمل الوكالات هي التي تتحكم فيها مشيرا أن هامس ربح الوكالات تقلص السنوات الأخيرة بشكل رهيب بحيث توجد العديد من الوكالات السياحية مهددة بالإفلاس بسبب تقلص هامش الربح التي فرضته الأسعار المرتفعة التي تجعل أي مبالغة في هامش الربح بمثابة طرد للزبائن مشيرا أن الأسعار المتداولة حاليا للعمرة تعتمد على أسعار كراء العمائر والنقل والإطعام وبعض الخدمات المقدمة والتي ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقارنة بالدينار.

 

أول رحلة لضيوف الرحمان الى البقاع المقدسة ستكون يوم 4 أوت القادم

على صعيد آخر أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن أول رحلة لضيوف الرحمان الى البقاع المقدسة ستكون يوم 4 أوت القادم وآخرها يوم 26 من نفس الشهر، وفي تصريح له على هامش أمس الدراسي نظم بدار الإمام بالمحمدية والخاص بالتحضيرات لشهر رمضان المبارك أكد عيسى، أن أول رحلة الى البقاع المقدسة ستكون يوم 4 أوت القادم وآخرها يوم 26 من نفس الشهر مشيرا بان هذا الموسم سيعتمد على رقمنة إسكان الحجاج من الجزائر، وسوف يكون إجباريا على كل حاج وحاجة.

وأضاف الوزير أنه سيعتمد خلال هذا الموسم على التأشيرة الإلكترونية، وأن الديوان الوطني للحج والعمرة هو من الذي يقوم بذلك، كما أنه سينوب عن الحجاج في القيام بإجراءات الشرطة بالمطار بـ 72 ساعة قبل موعد الرحلة وعلى الحاج إلا التوقيع فور وصوله المطار.

ومن جهة أخرى ذكر الوزير في هذا اللقاء بأن "بيوت الله تبقى بمرجعتيها الدينية الوطنية دائما صمام الامان لحماية الجزائر من كل المحاولات الفاشلة لجرها الى العنف والتطرف والتقسيم مشيرا الى ان الدولة الوطنية مستهدفة من أطراف خارجية".

ومن أجل تشجيع الأئمة على المضي في خدمة الشعب والوطن أعلن الوزير بأن ادارته سوف تعقد اتفاقية مع بنك البركة الاسبوع القادم لتمكين شيوخ المساجد من الاستفادة من قرض بدون فائدة حتى لا يقعوا في الاستدانة التي ترهق كاهلهم على حد تعبيره.

 

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن