الحدث

"حمس تفطنت لمحاولة السلطة تحميلها الفشل ونتائج خطورة المرحلة القادمة"

المحلل السياسي، أرزقي فراد، ليومية "الرائد":

 

 

حمس قررت عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، ما هي قراءتكم لقرار الحركة؟

 

أولا هذا قرار حكيم وواقعي ويبرر الوضع السياسي المتدهور، وعلينا أن نطرح السؤال: ما هي الأسباب التي دفعت بالسلطة لدعوة حمس لدخول الحكومة المقبلة ما دام أن أحزابها (الأفلان والأرندي) لديهم الأغلبية البرلمانية، الحقيقة أن النظام فاشل ويدرك أن البلد مقبل على مرحلة خطيرة، لذلك يريد توزيع فشله على أحزاب المعارضة وتحميل حمس جزءا من الفشل.

وثانيا قيادة حمس تحت إشراف عبد الرزاق مقري فهمت الوضع ودرسته جيدا وأدركت أن دخول الحكومة عملية انتحارية.

 

هل هو قرار مدروس وفق الوضع الحالي داخليا وخارجيا أم هو قرار يحمل بصمات شخصية؟

 

مثلما هو معلوم أن حمس خرجت من السلطة سنة 2012، ومنذ خمس سنوات بدأت تسترجع مصداقيتها وسط الشعب، وهي حركة انبثقت من الواقع والشعب ولديهم مشروع مجتمع ولديهم أنصار، ولو كانت الانتخابات التشريعية غير مزورة كانت ستحصل على أكثر من 33 مقعدا التي أفرزتها النتائج الأخيرة، لذلك السلطة تدرك أن حمس ليست آلة انتخابية مثل الأفلان والأرندي، وحتى أن من يعيب على حمس مرحلة مشاركتها في السلطة قبل 2012 فإن المعطيات تغيرت بعد فترة التسعينات وحمس عادت لموقعها الطبيعي.

وعن القرار، فمجلس الشورى الوطني لحمس هو من درس ملف المشاركة في الحكومة ودعوة رئيس الجمهورية وناقشها ليوم كامل وأصدر قراره في أجواء ديمقراطية، لذلك لا يجب أن نختزل حمس في شخص واحد، لكن يجب تكييف موقف حمس مع التطور في الممارسة السياسية داخل الحركة، وهو تطور هام منذ إقرار التعددية في الجزائر.

 

هل قرار عدم المشاركة لحمس هو بصيص أمل لعودة قوية لتيار المعارضة بعد خيبة المشاركة في التشريعيات؟

المعارضة لم تنته حتى تعود، نحن أمام نظام مستبد وأمام رفض التداول على السلطة، لذلك قرار حمس هو مكسب للمعارضة رغم أن بعض المتطرفين يعيبون عليها تواجدها سابقا في السلطة، وحمس حاليا غيرت موقعها وهذا أمر طبيعي في الثقافة الديمقراطية، وكذلك هي حركة مهيكلة ولها قواعد نضالية وتستطيع المساهمة في إعطاء قوة للمغالبة ما بين الاستبداد ودعاة التغيير.

 

أبو جرة سلطاني استقال ويمكن أن يتبعه أنصاره بعد قرار مجلس الشورى، هل الوضع الحالي في حمس هو حالة قوة أم ضعف؟

 

أبو جرة سلطاني دافع عن توجهه في حمس وكذلك مقري دافع عن قناعاته، لكن مجلس الشورى هو من فصل في القرار، ومن المفروض على سلطاني احترام منطق الديمقراطية وقرار المجلس، ومن جهة ثانية، من حق سلطاني أن يستقيل ويعود للقاعدة، وهذا هو القرار الموضوعي والحكيم، أما الاستقالة من الحزب فهذا غضب وموقف انفعالي.

وبخصوص سلطاني وأنصاره، حاليا بعد فصل مجلس الشورى لم يعد هناك صراع داخل الحركة، فالقاعدة هي من أرادت البقاء في المعارضة، وهناك انسجام كبير في هياكلها، أما المعارضون لقرار مجلس الشورى فهم أشخاص يسبحون عكس التيار ومكانهم ليس في حمس إذا أرادوا تغيير توجهها السياسي دون قرار مؤسساتي.

سأله: يونس. ش

 

من نفس القسم الحدث