الحدث

"قرار حمس صفعة للسلطة وعلى الأخيرة الإقبال على العمل التشاركي"

المحلل السياسي، عمار خبابة، ليومية "الرائد":

 

 

حمس قررت عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، ما هي قراءتكم لقرار الحركة؟

 

من الناحية الشكلية هو قرار سليم وسيد لأنه اتخذ بعد حرية المداولة والمناقشة وبأغلبية الأصوات في ترجيح قرار رفض المشاركة، ونأمل أن تستمر هذه الديناميكية من أجل تنفيذ القرار والالتزام به وعدم التشويش عليه.

ومن الناحية الموضوعية، حركة حمس لها تجربة في الساحة السياسية وأكيد أنها ناقشت وقلبت الأمر على كثير من الأوجه واتخذت القرار الصائب، لأن السلطة عليها أن تنزل من برجها العاجي وتعي خطورة المرحلة، وإذا أرادت المشاركة عليها أن تعلم وتسلك السلوك المطابق لحالة الشغور.

والقرار يؤكد أنه على السلطة أن تكون واعية بممارساتها وتعاطيها مع العمل السياسي ولا تشرك الأحزاب في فشلها أو اللجوء في كل مرة إلى إنقاذ نفسها ببعض الأحزاب، وأكيد أن قرار حمس هو صفعة للسلطة وعليها أن تستوعب الدرس ولا تتحجج بالاستقرار والتاريخ والمصلحة الوطنية وأن تقبل بالعمل التشاركي.

 

هل هو قرار مدروس وفق الوضع الحالي داخليا وخارجيا أم هو قرار يحمل بصمات شخصية؟

 

أجل هو رأي صائب ويأخذ بعين الاعتبار المعطيات الداخلية والخارجية، وعلى السلطة التنازل وليس الأحزاب التي تشارك في كل مرة، لأنها بذلك هي تتنازل وتضحي بمشاركتها، والواقع يقول أن السلطة في مرحلة الرخاء لم توجه دعوة لحمس لدخول الحكومة، وفي الشدة ومع الوضع الحالي الخطير تريدها في الحكومة.

ويجب كذلك توجيه النقد للسلطة وليس للأحزاب حتى تعود لرشدها وتأخذ بعين الاعتبار الأوضاع داخليا وخارجيا وتتفاوض للخروج من الأزمة.

 

هل قرار عدم المشاركة لحمس هو بصيص أمل لعودة قوية لتيار المعارضة بعد خيبة المشاركة في التشريعيات؟

 

يمكن جدا أن يكون بصيص أمل لتيار المعارضة، وما وقع سابقا ليس أمرا بسيطا، خصوصا في ظل النتائج الهزيلة وغير النزيهة التي أفرجتها تشريعيات 4 ماي، وهناك اعتراف بأن أحزاب السلطة هي التي تمارس التزوير، وكأننا ذاهبون إلى مرحلة البقاء للأقوى، وإذا أخذنا هذه المعطيات فالأمر يتطلب مشروعا جديدا ورؤية جديدة لعمل المعارضة.

وتنسيقية الانتقال الديمقراطي كانت تجربة مفيدة انتهت، ويجب التفكير في مشروع جديد وفق معطيات وقراءة جديدة للواقع ونأخذ في الحسبان العوامل الخارجية والداخلية.

 

أبو جرة سلطاني استقال ويمكن أن يتبعه أنصاره بعد قرار مجلس الشورى، هل الوضع الحالي في حمس هو حالة قوة أم ضعف؟

 

استقالة سلطاني، إن صحت، فهي خسارة لحركة حمس، وطبعا هو رجل تبقى له بصمته ومناضل وله رؤية رغم اختلافي معه في بعض التوجهات، والساحة السياسية بحاجة إليه ونحن نقدر رؤيته السياسية.

لكن في اعتقادي أن استقالة سلطاني يمكن أن تكون تنظيميا وهذا لا بأس به، مادام أنه يظل منتجا للأفكار ومقدما للرؤى وإضافة للعمل السياسي.

سأله: يونس. ش 

 

من نفس القسم الحدث