الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، النخب إلى المساهمة في كل المجالات التي تسمح برفع درجة الوعي في أوساط المجتمع، والعمل على إبطال بعض المحاولات الداخلية أو الخارجية لزرع الإحباط أو خلق البلبلة، كل من موقعه، واعتبر أن شرح ضرورة تحرر بلادنا اقتصاديا من التبعية المفرطة للنفط وكذا استغلال قدراتها المتعددة والهائلة لكي نصل إلى مسار تنموي مستدام وإلى ضمان دوام خياراتنا الاجتماعية والتضامنية، هي من المساهمات التي يمكن لطليعتنا العلمية من حاملي الشهادات ومن الطلبة أن يزرعوها في أوساطهم العائلية وفي جوارهم، ومن ثم في كل صفوف وطنهم لتعبئة المعنويات وتحرير الإرادات إلى الجهد المنشود والصمود المطلوب، لكي نجتاز مصاعبنا المالية الراهنة، كما أثنى الرئيس على الأدوار التي لعبتها هذه النخب في مسار البلاد منذ الاستقلال إلى الآن.
أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن الطلبة الجزائريين منحوا قيمة مضافة للثورة الجزائرية على كافة الأصعدة، سواء في ميدان القتال أو في الدبلوماسية والإعلام والثقافة والتوعية. وقال الرئيس، في رسالة بمناسبة إحياء ذكرى يوم الطالب المصادف لـ19 ماي، قرأتها نيابة عنه بوهران وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إيمان هدى فرعون، أمس، بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف وزير المجاهدين بالنيابة، محمد عيسى، ووزير التعليم والتكوين المهنيين وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، محمد مباركي، "لقد زاد الطلبة للثورة سنة 1956 قيمة مضافة على كافة الأصعدة، فمنهم من دعم الكتائب المقاتلة بعقول متنورة أعطت للفعل الثوري الخلاق بعدا استراتيجيا في ميدان القتال".
وأضاف الرئيس: "كما أن قطاع الدبلوماسية والإعلام والثقافة والتوعية تطعم بعقول تملك أدوات التحديث والأفكار النيرة القادرة على إحباط مخططات المحتل، رغم ما كان لديه من تميز تكنولوجي وتخطيط علمي وكفاءات عالية تعمل على تزييف الحقائق في المحافل الدولية وتسميم الرأي العام الدولي عبر الإيهام والمغالطة والمناورة وما إلى ذلك".
وأوضح أنه "بفضل النخب الجزائرية الطلائعية من الطلبة تعادلت أو كادت موازين قوى الصراع على مستوى المعركة الدبلوماسية والسياسية في المحافل الدولية من ناحية، الأمر الذي أكسب الثورة ثقة عالمية، لاسيما من شعوب ودول الأمة العربية والإسلامية".
وتابع رئيس الجمهورية إنه "بهذا الزخم النضالي والجهادي الذي تقف وراءه إرادة شعب بأكمله (...) اضطر المحتل إلى الجلوس أمام من كان يسميهم فلاڤة وخارجين عن القانون، يفاوضهم بندية ومساواة في عملية تقرير المصير".
"إن هذه المحطة كانت آخر فصل في ملحمة أيقظت الضمير الإنساني وأسفرت عن مفاهيم جديدة وعلاقات حديثة انسحبت تبعاتها على شعوب كثيرة فصفي الاستعمار ونالت استقلالها". على صعيد آخر، أبرز رئيس الجمهورية دور الطليعة المثقفة في الجزائر في رفع التحديات الجديدة التي تواجهها البلاد ومواجهة الأزمة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية.
وأكد في هذا السياق أن "الجزائر التي تواجه صدمة انهيار أسعار النفط وكل ما ينجر عنها من مصاعب اقتصادية واجتماعية (...) بحاجة إلى طليعتها للمساهمة في شرح أسباب الأزمة وترقية سبل وحلول التغلب عليها"، موضحا أن "مساهمة نخبتنا في هذه المعركة في شكل خبرات لتستعين بها الحكومة وكل الهيئات المساهمة في تسيير البلاد، هو أمر ضروري وأن معركة شرح التحديات الجديدة وما تتطلبه من عزم وتجنيد في أوساط المجتمع، تشكل جزءا هاما من تعبئة بلادنا أمام الأوضاع الحالية"، مشيرا إلى أن "مساهمة الطليعة الوطنية في هذا المجال ستسمح لا محالة برفع درجة الوعي في أوساط المجتمع, ومن ثمة إبطال بعض المحاولات الداخلية أو الخارجية لزرع الإحباط أو خلق البلبلة".
وتابع رئيس الجمهورية قائلا: "كما أن شرح ضرورة تحرر بلادنا اقتصاديا من التبعية المفرطة للنفط وكذا استغلال قدراتها المتعددة والهائلة لكي نصل إلى مسار تنموي مستدام وإلى ضمان دوام خياراتنا الاجتماعية والتضامنية، هي من المساهمات التي يمكن لطليعتنا العلمية من حاملي الشهادات ومن الطلبة أن يزرعوها في أوساطهم العائلية وفي جوارهم، ومن ثم في كل صفوف وطنهم لتعبئة المعنويات وتحرير الإرادات إلى الجهد المنشود والصمود المطلوب لكي نجتاز مصاعبنا المالية الراهنة".
وذكر الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة بـ"الجهود الهائلة التي بذلتها الجزائر والتي سمحت لوطننا بكسب الملايين من متخرجي هيئاتها التكوينية، هيئات تحتوي كذلك حاليا على عشرة ملايين من طلبة وطالبات ومن تلاميذ منظومتنا التربوية وكذا متربصي جهاز التكوين المهني".
من جهة أخرى، تطرق الرئيس بوتفليقة إلى مخاطر العولمة التي تهدف إلى "طمس الهوية الوطنية والثقافية ومقوماتها الرئيسة اللغوية والدينية، وإلى تكريس الهيمنة الاقتصادية"، داعيا الشباب إلى أن "يستلهم من تضحيات أولئك الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة والاستماتة في الدفاع عن بلادهم المفدى، ويتمسكوا بالهوية الوطنية وموروثها الحضاري لمجابهة كل خطر قد يحدق بوطننا".
إكرام. س