الحدث

مناصرة: المشاركة في الحكومة تعود لمجلس شورى "حمس"

دورة مجلس شورى حمس جرت في جو مشحون بين تيارين

 

جبهة التغيير ستلتزم بأي قرار يصدر عن حركة مجتمع السلم

 

مرّت دورة مجلس شورى حركة مجتمع السلم، يوم أمس، في ظروف مشحونة، ميزها ظهور تيارين، واحد مع المشاركة في الحكومة والآخر ضدّ هذه الخطوة، حيث استمر النقاش حتى وقت متأخر من ليلة أمس، رغم أن اللقاء بدأ في وقت مبكر من نهار أمس خلف جدران مغلقة في وجه الصحافة. ونقلت مصادر حزبية ممن حضرت اللقاء لـ"الرائد"، أن مناقشات القرار الخاص بعرض الحكومة أخذ حيزا كبيرا بين المشاركين والقياديين في المجلس، تراوحت بين الهدوء وبين علو الصوت المنتقد، وهو ما جعل القرار النهائي حول عرض الحكومة أو عرض رئيس الجمهورية كما اصطلح عليه رئيس الحركة عبد الرزاق مقري يخرج عسيرا.

بدأت أشغال مجلس شورى حمس، صبيحة أمس، بكلمة ألقاها رئيس المجلس أبو بكر قدودة، وبعدها تم تقديم تقرير الهيئة الانتخابية الوطنية حول تشريعيات 4 ماي، والقراءة في النتائج المحققة، بعدها تم التوجه إلى قضية الحكومة وعرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على قيادة حمس.

وعلى الطرف الآخر، كانت الأجواء تتسم بالهدوء في بيت الحليف الآخر جبهة التغيير التي رمت بكل ثقلها في قرار مجلس شورى حمس حول المشاركة من عدمها في الحكومة المقبلة، وإن كان رئيس الجبهة، عبد المجيد مناصرة، قد لمح إلى أن قرار المشاركة يعني الطرفين حمس والتغيير، لكونهما حلفاء ويتجهون نحو خيار الاندماج الوحدوي في قادم الأسابيع.

وأكد عبد المجدي مناصرة أن "موقف التحالف من المشاركة في الحكومة المقبلة يعود أساسا لقرارات مجلس الشورى في حركة مجتمع السلم، لأننا قدمنا الوحدة وجعلناها أولوية بين الحزبين". وأوضح خلال كلمة ألقى بها في افتتاح أشغال "الدورة الاستثنائية" لمجلس الشورى الوطني لجبهة التغيير التي عقدت في مقر الحركة بالعاصمة، على "وجود عرض المشاركة في الحكومة على التحالف الذي كنا نتمنى أن تكون الوحدة قائمة والأمر المتفق عليه"، مشيرا أنه "إذا كان الموقف متفقا عليه فلا مشكلة وإذا كان مخالفا مع الحركة فأولويتنا في هذا المجال هو الوحدة".

وأفاد مناصرة أن "الشورى عندنا ملزمة بعيدا عن تسفيه الآراء واحتكارها وتدخل عدة عوامل في معادلة الموقف، منها نتائج الانتخابات من جهة ومن جهة أخرى قيمة الشورى، يضاف إليهما عنصر مهم وهو الوحدة وكذا المصالحة الوطنية، والذي تعلمناه في حركتنا بأننا معنيون بالجزائر التي نتألم بألمها ونفرح بفرحها"، مذكرا أنه "لا يمكن مناقشة الموضوع بالعقلية الحزبية المحضة، فالجزائر تهمنا بحاضرها ومستقبلها ويهمنا التوافق وكل ما هو خادم لمصلحة الجزائر، وفي الأخير مهما كان الموقف فإننا سنتوافق مع موقف مجلس الشورى".

واعتبر رئيس جبهة التغيير أن "دخولنا الانتخابات تحت مظلة تحالف حركة مجتمع السلم هي أول خطوة من خطوات الوحدة الاندماجية تحت اسم حركة مجتمع السلم"، قائلا: "إننا لسنا راضين عن نتائج الانتخابات ولا الظروف التي عقدت فيها وفقدانها لمعايير النزاهة الدولية"، مؤكدا أننا "ضيعنا فرصة مرة أخرى عبر مسار استكمال التحول والانتقال الديمقراطي المتعثر منذ 28 سنة، وهي فرصة ضيعت على الجزائر ونحن بصدد البحث عن فرص أخرى"، مشيرا أنه "شهد انتخابات لا تسمح بالتغيير ولا التداول السلمي على السلطة بالذهاب إلى انتخابات من دون ناخبين، والانتخابات منذ التسعينات لا تأتي بالتغيير، فلا يمكن أن نبحث عن أسباب وعوامل أخرى إذا ظلت الانتخابات بهذا الشكل بعيدا عن الحيادية والنزاهة".

وعن موضوع الوحدة وعن تأخير المؤتمر الذي كان مقررا اليوم، فقال مناصرة أنه "تم تأجيل الموعد إلى النصف الأول من شهر جويلية ونحن مقبلون على مؤتمر استثنائي لحل جبهة التغيير، وحرصنا على حماية الوحدة، وكان ذلك في مرحلة الترشيحات"، معتبرا أنه "سنستمر في هذا الاتجاه حماية لهذا الخيار بالدعم والإنجاح، لأننا حريصون على بناء حركة الشيخ محفوظ نحناح بإعادة أمجادها وأنها تسع الجميع وإعادة إحياء سيرة الشيخين رحمهما الله، والالتفات أكثر إلى تجسيد آليات وأدوات العمل بعيدا عن الانكسار والضعف وعدم الفعالية، خدمة للجزائر ورفعا للإسلام ودعما للديمقراطية".

أمال. ط

 

من نفس القسم الحدث