الحدث

"استقالة مقري واردة لأن تغيير سياسة الحركة يعني تغيير القيادة"

عضو مجلس الشورى الوطني لحمس، ناصر حمدادوش، ليومية "الرائد":

 

 

قبل فصل مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم في قضية الحكومة، هناك نقاش كبير بين تياري المشاركة والممانعة داخل الحركة، لماذا هذا التراشق وبهذا الشكل؟

 

النقاش السياسي والتدافع الفكري والتعدّد في المواقف والآراء هو ظاهرة صحية تدل على حيوية الحركة ومحوريتها في الحياة السياسية، ونحن لسنا ثكنة عسكرية، ولا يمكننا أن نحجر على عقول الآخرين، ونحترم كل اجتهاد سياسي، ولا يمكن تخوين أو شيطنة أحد على قناعاته، ونحن نرحّب بكل المقاربات السياسية مادامت اجتهادات تقديرية بشرية، هدفها الحرص على مصلحة الوطن والحركة، ولذلك فنحن غير منزعجين من هذا التدافع، وهي لا تزال مواقف فردية لا تلزم إلا أصحابها، ولمجلس الشورى الوطني السيادة المطلقة والاستقلالية التامة في اتخاذ القرار المناسب وفق لوائح الحركة التي صادق عليها المؤتمر الخامس في ماي 2013، والجميع سيكون ملزما باحترام وتنفيذ ما يقرره في الأخير.

 

الضغوطات الحالية على حمس لدخول الحكومة داخليا وخارجيا، هل ترون أن المشاركة ستضيف شيئا لرصيد الحركة أم لديكم نظرة أخرى بخصوص رفض المشاركة في الحكومة؟

 

الحرص على مشاركة الحركة في الحكومة دليل على الوزن السياسي الحقيقي لها في الخارطة السياسية للبلاد، والسلطة تدرك الحجم الحقيقي لها بعيدا عن الأرقام المعلنة التي أفرزتها العملية الانتخابية التي تعرضت لعمليات تزوير فاضحة بشهادة الجميع.

ونحن نعتقد أن هذا الحرص يترجم أزمة حقيقية وصلت إليها الحكومات المتعاقبة، وكنا نأمل أن تكون هذه الانتخابات فرصة للجزائر، وكانت لنا الجاهزية للمشاركة في حكومة توافق وطني، بناءً على انتخابات نزيهة، إلا أن شروط ذلك لم تتوفر، ولا يمكن لهذه المشاركة الشكلية أن تعطينا الفرصة لخدمة البلاد من داخل الحكومة، ومع ذلك فإنه لا يسعنا إلا التعاون مع الجميع لخدمة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره مهما كان موقعنا السياسي.

 

إن خالف رأي مقري رأي مجلس الشورى الوطني بخصوص دخول الحكومة، هل سيستقيل وما هي انعكاسات استقالته على سير الحركة ومشروع الوحدة مع جبهة التغيير؟

 

لابد أن تترسخ ثقافة سياسية وسلوك ديمقراطي راق أن من يصلح لخط المعارضة لا يصلح بالضرورة للمشاركة في الحكومة، وإذا غيّر مجلس الشورى الوطني الخط السياسي للحركة فمن الطبيعي أن تتغيّر القيادة الحالية، ولابد عندئذ من الذهاب إلى مؤتمرٍ استثنائي للحركة، والأكيد أنه سيؤثر على إجراءات الوحدة التنظيمية والاندماجية مع جبهة التغيير بالتأخير في رزنامتها الزمنية المتفق عليها.

سأله: يونس. ش

 

من نفس القسم الحدث