أكد قائد الدرك الوطني اللواء، مناد نوبة، عزم الجزائر على القضاء على جميع أشكال الإجرام العابر للحدود، والتزامها بتنفيذ القرارات المتعلقة بأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة العابرة للأوطان. واعترف ذات المسؤول العسكري بأن الجريمة العابرة للحدود أصبحت أكثر تعقيدا من أي وقت مضى.
اللواء مناد نوبة، وفي كلمة له ألقاها خلال إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول الجريمة العابرة للحدود، وأثرها على الأمن العمومي، نيابة عن نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، والتي عقدت بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس في العاصمة، وذلك في إطار تنفيذ برنامج أنشطة التعاون العسكري متعدد الأطراف لمبادرة "5+5 دفاع" لسنة 2017، المعتمد من قبل وزراء دفاع الدول الأعضاء في المبادرة، أمس، قال إنه بالنظر إلى "الأهمية الخاصة" التي يكتسيها هذا الموضوع، فإن الجزائر "تبقى عازمة على القضاء على جميع أشكال الإجرام العابر للحدود وملتزمة بتنفيذ القرارات المعتمدة طبقا لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان".
وذكر أن الجزائر ومنذ استقلالها "لم تدخر أي جهد من أجل تعزيز الأمن الداخلي للدول"، مبرزا أن هذه الإرادة ترجمت بالمصادقة على عدة اتفاقيات وبروتوكولات دولية، منها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان في 5 فيفري 2002 واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية في 28 جانفي 1995 وكذا برتوكول مكافحة تهريب المهاجرين برا وبحرا وجوا بتاريخ 9 نوفمبر 2003.
وأوضح المتحدث أن بلدان المبادرة، بحكم موقعها الجغرافي، "تواجه وضعا أمنيا إقليميا متسما بتعدد شبكات الإجرام العابر للحدود التي تستفيد أحيانا من التغطية المحلية والتنظيم المحكم من أجل النشاط، لاسيما في تهريب المخدرات، الاتجار بالأسلحة والذخيرة والتهريب"، مشيرا إلى أن "الارتباط بين المجرمين بمختلف أصنافهم بنشاطهم غير الشرعي المنظم والمهيكل حسب الاختصاص مع الجماعات الإرهابية التي تنشط أساسا على مستوى شريط الساحل الصحراوي، يشكل عاملا إضافيا للمخاطر المتواجدة بالمنطقة"، مضيفا في نفس السياق أن الجريمة "تطورت، خصوصا بعد الاضطرابات التي عرفتها بعض الدول عقب أزمات سياسية"، الأمر الذي فتح المجال، كما قال، "أمام التنظيمات الإجرامية لتكوين شبكات عابرة للحدود والأوطان".
وأبرز قائد الدرك الوطني أن هذه الوضعية "لها تأثير بالغ على الاقتصاد والتجارة وعلى الصعيد الاجتماعي والسياسي وكذا على صحة وأمن المواطن وعلى البيئة، كما أنها تؤدي إلى تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية".
وفي نفس الإطار، أكد المسؤول ذاته أن الجهود المتعلقة بمكافحة الإجرام العابر للحدود "ينبغي أن تكون في إطار تعاون دولي متين وعملي يجب تعزيزه تقويته بين الهيئات المعنية"، مضيفا أن "ازدياد الحاجة لتأمين المجتمع ضد الجريمة تتطلب ديناميكية متطورة تعتمد على التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، ما يفرض تحسين عمل مصالح الأمن بهدف الاستجابة للمبادئ الأساسية الثلاثة".
ويتعلق الأمر بـ"مبدأ الفعالية عن طريق عصرنة الوسائل بهدف امتلاك أداوت ذات مستوى تكنولوجي يتفوق على الذي يملكه المجرمون، ومبدأ التبادل عن طريق تبادل المهارات والمعالجة للمعلومة العملياتية بهدف الوصول إلى الحلول ذات الصلة، وكذا الشراكة عن طريق ترقية التعاون بين المؤسسات فيما يتعلق بالمبادرة بمشاريع وبرامج التطوير المشترك حول المواضيع التي تكون محل انشغالات مشتركة التي يندرج ضمنها موضوع التكوين.
وأشار إلى أن "الوضع الخطير الذي يتميز بظهور الإجرام العابر للحدود يفرض تجسيد تصور بلدان المبادرة بوضع استراتيجية شاملة لمكافحته بالتعاون بين العدالة ومصالح الأمن العمومي"، مبرزا أن ملتقى الجريمة العابرة للحدود وأثرها على الأمن العمومي "تشكل فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر مختلف حول مختلف الميادين التي يتضمنها الموضوع وتسليط الضوء على الإشكالات والتحديات".
وأشار في الختام إلى أن مبادرة (5+5) دفاع "أخذت منذ إطلاقها في ديسمبر 2004 أبعادا ملموسة وعملياتية، لأن المواضيع المستجدة يتم دراستها بانتظام من طرف الخبراء التابعين للدول العشرة الأعضاء بهدف تبادل الخبرات واستغلال التقدم الحاصل في هذا المجال".