•فراد: المعارضة ساهمت في التصحر السياسي وتلقت صفعة جديدة
أبرزت القراءات الأولية لمحللين سياسيين "تقاسم الخسارة هذه المرة بين أحزاب المعارضة والموالاة وحتى حزب العمال وغيره"، وكشف محللون عن "تراجع وخسارة مسجلة في صفوف كل الأحزاب بما فيها الأفلان لصالح الأرندي وتاج، وهو ما يؤكد فوز حزب الإدارة"، في إشارة إلى الأرندي بقيادة أحمد أويحيى، فيما ذهب المحلل السياسي أرزقي فراد أبعد من ذلك حين وصف أحزاب المعارضة بأنها "ساهمت بشكل كبير في التصحر السياسي بعد توسع دائرة المقاطعين للانتخابات وتكسير لبنة بناء مجتمع وعمل سياسي لبناء دولة"، أما الأستاذ رزاقي فاعتبر أن "الحكومة المقبلة لن تخضع للأغلبية البرلمانية" وتوقع "مشاركة المعارضة فيها".
وسألت "الرائد" المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، أرزقي فراد، وكذا الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، عن قراءتهما الأولية لنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 4 ماي، وردود الفعل الأولية للأحزاب خصوصا منها المعارضة، وشكل الخارطة السياسية من خلال الحكومة المقبلة والتحالفات الجديدة في الساحة الوطنية بناء على نتائج التشريعيات.
•فراد: المعارضة ساهمت في التصحر السياسي وتلقت صفعة جديدة
ذكر المحلل السياسي، أرزقي فراد، أن "القراءة الأولية لنتائج التشريعيات لا تختلف عن سابقتها منذ شهور عند إعلان الأحزاب المعارضة دخول المعترك الانتخابي". وأضاف: "في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية، الأكيد أن النظام كان يبحث عن تجديد نفسه بكل أريحية، وهذا ما حدث واقعيا"، واعتبر فراد أن "الأحزاب منحت النظام فرصة لتجديد نفسه، وهذا حدث حتى في ظل مقاطعة كبيرة للناخبين". وأضاف: "نسبة المشاركة الواقعية لم تتجاوز نصف ما أعلن عنه وزير الداخلية، وكان على رئيس الجمهورية إلغاء انتخابات لا يشارك الشعب في اختيار ممثليه".
وعن ردود فعل الأحزاب خصوصا منها المعارضة التي رفعت "نغمة التزوير" مع ظهور النتائج الأولية، قال فراد: "ليس من حق الأحزاب التي دخلت الانتخابات الاحتجاج أو الحديث"، مضيفا: "عليها أن تقبل النتائج كيفما كانت وليس عندها ما تقوله لمناضليها أو الشعب"، وأضاف: "المعارضة موجودة الآن في أسوأ حالتها، لأنها تعي كيف كانت قبل الانتخابات وبعدها"، وأضاف: "كنا متحدين وبعد قرارها دخول المعترك الانتخابي حدث تصدع في صفوفها، ومن العصب إعادة تشكيل تحالف للمعارضة في الوقت الراهن". واعتبر فراد أن "الساحة السياسية حاليا تعاني التصحر والضعف، والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر إدراكا من الأحزاب بما يجري للمجتمع والدولة"، مضيفا: "لا بد من بناء مجتمع وعمل سياسي قوي لبناء دولة قوية"، مختتما: "الأحزاب الحالية فقدت مصداقيتها وبهذه النتائج خسرت كل شيء".
•رزاقي: الفائز الوحيد في التشريعيات هو الإدارة وحزبها الأرندي
أما المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، فاعتبر أن "النتائج تبرز خسارة لكل الأحزاب باستثناء حزب الإدارة وهو حزب الأرندي". وأضاف: "النتائج تبرز خسارة الأفلان بأكثر من 50 مقعدا، وخسارة حزب العمال بنحو 20 مقعدا، وخسارة الأرسيدي والأفافاس بأكثر من 20 مقعدا لكيلهما، وخسارة الإسلاميين بأكثر من 40 مقعدا". وأضاف: "بقية الأحزاب هناك مجازاة ومكافأة من السلطة لها على مشاركتها في الانتخابات ومنحتها مقعد واحدا لكل حزب". واعتبر رزاقي أن "الأحزاب التي لم تحصل على مقاعد هي أحزاب غير مرغوب فيها وهذا كان منتظرا". وعن حصول "تاج" على المركز الرابع بين الأحزاب والتحالفات، قال رزاقي: "إذا طبقت السلطة قاعدة الإقصاء للأحزاب التي لم تحصل على 4 في المائة فباقي الأحزاب لا مكان لها في الخارطة السياسية المقبلة".
وعن ردود فعل الأحزاب خصوصا المعارضة، قال رزاقي: "البرلمان المقبل عبارة عن فسيفساء حزبية، والشيء الأساسي أن التحالفات ستكون مفاجأة هذه المرة بين الإسلاميين واللائكيين لتشكيل معارضة داخل البرلمان". وأضاف: "أتوقع كذلك تحالفا مع أحزاب قاطعت الانتخابات مثل حزب بن فليس". واعتبر رزاقي أن "حالة التذمر بين الأحزاب الخاسرة ستنعكس بدخولها الحكومة المقبلة واسترضائها من قبل رئيس الجمهورية"، ملفتا في السياق أن "الدستور يمنح للرئيس حق تعيين الوزير الأول وحكومته باستشارة الأغلبية البرلمانية وليس لها أي دور آخر في التعيين"، مختتما: "أتوقع استمرار الوضع على حاله بعد الانتخابات وإمكانية زيادة في حجم المعارضة وظهورها بشكل جديد".