الحدث

مخاوف العزوف الانتخابي تتصاعد لدى الأحزاب قبل ساعات عن الاقتراع

محللون اعتبروا التشريعيات مثل سابقاتها من الجانب التنظيمي والسياسي

 

فراد: غياب الإرادة السياسية قد ينعكس على نتائج الانتخابات التشريعية

رزاقي: الأريحية تكون يوم الاقتراع وفرز النتائج وليس خلال الحملة الانتخابية

 

تدخل، غدا الخميس، ساعة الحسم للسباق نحو قبة البرلمان بين القوائم المشاركة في تشريعيات 4 ماي، وأفرزت ساعات "الصمت الانتخابي" حالات في تباين مواقف الأحزاب ومخاوفها من العزوف الانتخابي، فيما تتجه مواقف محللين ومراقبين للشأن السياسي نحو "عملية انتخابية عادية مثل سابقاتها ولا جديد فيها"، فالمحلل السياسي، أرزقي فراد، يرى أن "الانتخابات التشريعية ستكون صفعة ثانية لأحزاب المعارضة"، فيما اعتبر المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، أن "الأرقام التي تحدث عنها دربال والأحزاب لا قيمة لها لأن الأريحية تكون يوم الاقتراع والفرز وإعلان النتائج".

وكشفت أرقام الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عن تسجيل 152 إخطارا تتعلق أساسا بتجاوزات في الإلصاق العشوائي لصور المترشحين وعدم تنصيب اللوحات واستعمال مكان عمومي في الترويج لأسماء المترشحين والإساءة لرموز الدولة. وحسب قراءات محللين، فإن "هذه الإخطارات لها جانب أخلاقي قانوني أكثر منه سياسي"، كما انتقدت الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات سوء استغلال الأحزاب للفضاءات العمومية والمساحات الزمنية في وسائل الإعلام واعتبرته إهدارا للمال العام.

وحسب تصريحات الأحزاب المشاركة في التشريعيات، فإن الحملة الانتخابية سجلت تفاوتا في العزوف الانتخابي بين الولايات والمناطق النائية والمدن، وحتى بين فئات الشباب والنساء والكهول. وحسب مراقبين فإن "العزوف الانتخابي الذي تتخوف منه الأحزاب يعود أساسا إلى دورها الضعيف في تجنيد الرأي العام وعدم قدرتها على انتقاء مرشحين يرافعون لصالح مصالح المواطن سواء محليا أو ولائيا أو وطنيا".

 

فراد: غياب الإرادة السياسية قد ينعكس على نتائج الانتخابات التشريعية

 

أرجع المحلل السياسي، أرزقي فراد، مخاوف العزوف الانتخابي لدى الأحزاب والسلطة إلى "فقدان الثقة والأمل لدى المواطنين من التغيير"، واعتبر أفراد أن "المواطن كان يأمل في تغيير هادئ لأوضاعه، لكن استمرار الأوضاع على حالها زاد من فقدانه للأمل، خصوصا أن المعارضة عجزت عن تغيير موازين القوى في أوقات سابقة". وعن أحزاب المعارضة، قال الأستاذ الجامعي أن "الأحزاب المشاركة تعرف مصيرها، فالأغلبية ستكون للموالاة، في حين المعارضة ستندب حظها وموقفها". واعتبر المتحدث أن "غياب الإرادة السياسية ينعكس على نتائج الانتخابات ومصداقيتها".

وفي نقطة أخرى، اعتبر أفراد أن "الانتخابات في حد ذاتها فقدت قيمتها منذ سنوات ولم تأت بأي تغيير أو جديد لتحسين أوضاع المواطن"، وأضاف: "عندما يقول رئيس الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات أن الأرقام تعبر عن أريحية، فهل هذا يعبر عن مصداقية العملية؟"، مضيفا: "هيئة دربال خاضعة للجهاز التنفيذي والأرقام لا معنى لها". واختتم المتحدث كلامه: "أحزاب المعارضة خلال حملتها الانتخابية تراجعت لأنها ذهبت للتشريعيات بنفس مهزومة".

 

رزاقي: الأريحية تكون يوم الاقتراع وفرز النتائج وليس خلال الحملة الانتخابية

 

أما المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، فاعتبر "أرقام هيئة دربال لا قيمة لها ولا معنى لها، لأن موضوع الإخطارات له جانب أخلاقي". وأضاف: "كل الإخطارات تتعلق بالأحزاب وأخلاقها السياسية وهي لا تحتاج إلى هيئة عليا لمراقبتها"، وأضاف: "لا توجد أريحية في العملية الانتخابية قبل يوم الاقتراع والفرز وإعلان النتائج". وعاد رزاقي للحديث عن الحملة الانتخابية بقوله: "العزوف الانتخابي في الحملة الانتخابية كان واضحا وكبيرا، ويوم الاقتراع يجب أن تتأكد الأحزاب من قيمتها ودورها"، مضيفا: "إذا سجلت نسبة ضعيفة للمشاركة في التشريعيات فالأحزاب فاسدة وتمارس التضليل للرأي العام وهذه حقيقة واقعية".

وفي نقطة ثانية، قال رزاقي: "أحزاب الموالاة تتحدث عن عدد المقاعد التي تراهن عليها، والبعض تحدث عن التزوير في انتخابات سابقة، فهل بقي للبرلمان قيمة كمؤسسة دستورية؟"، في إشارة إلى حزبي الأفلان والأرندي. وأضاف: "في الدستور الجديد الوزير الأول يعيّنه رئيس الجمهورية وليس شرطا من الأغلبية البرلمانية، فهل يمكن القول أن الصراع الحالي حول عدد المقاعد؟"، مختتما: "الإرادة السياسية تكمن في مصداقية مؤسسات الدولة وليس في العملية الانتخابية في حد ذاتها".

 

يونس. ش

 

من نفس القسم الحدث