الحدث

"الأحزاب عجزت عن إقناع الناخبين ومخاوف العزوف ما زالت قائمة"

في قراءة لصحفيين قاموا بتغطيات إعلامية خلال الحملة الانتخابية

 

 

تباينت آراء ممثلي وسائل الإعلام الوطنية حول تغطيتهم للحملة الانتخابية للأحزاب السياسية المشاركة، فالبعض اعتبر ضعف الحملة كان نتيجة ضعف الأحزاب ومرشحيها، فيما أرجع البعض مخاوف توسع العزوف الانتخابي إلى اعتماد بعض الأحزاب على الخطاب السياسي وليس القاعدي والقريب من المواطن ومشاكله اليومية.

فالصحفي في قناة "بور تيفي"، عبد الحميد خميسي، اعتبر أن "الحملة الانتخابية للأحزاب كانت ضعيفة وحتى أن غالبيتها لا تملك برنامجا انتخابيا"، وأضاف: "برامج الأحزاب تبقى مجرد حبر على ورق، وحتى البرامج الهادفة لبعض الأحزاب لن ترى النور لأن الأمر ليس بيدها". وعن توجهات الناخبين قبيل ساعات عن يوم الاقتراع في ظل وجود عزوف انتخابي في الاستحقاقات السابقة، قال الصحفي خميسي: "أرى أن الأحزاب عجزت عن إقناع المواطنين بالانتخاب وأرى أن غالبية المصوتين هم أقرباء المترشحين".

أما الصحفي في يومية "الجزائر"، عمر حمادي، فاعتبر أن "الانتخابات التشريعية تشهد نكسة كبيرة للفاعلين السياسيين بمن فيهم الآملون في مشاركة محترمة للناخبين مقارنة بالسنوات الماضية"، وأضاف: "أعتقد أننا سنشهد عزوفا انتخابيا مرتفعا مقارنة بتشريعيات 2012، ومن دون شك سيعبر عن مدى حالة من الاغتراب السياسي التي يحس بها المواطنين نتيجة الهوة الموجودة بين الطبقة السياسية والشعب"، وأضاف: "الأحزاب السياسية أعتقد أنها مرت مرور الكرام، لا برامج هادفة ولا حلول واقعية، طغت على الكثير منها العشوائية في الخطاب والبهرجة السياسية".

ومن جهته، مراسل يومية "المواطن"، إبراهيم تولموت، يرى أن "نسبة المشاركة في التشريعيات ستعرف استقرارا على المستوى الوطني"، مضيفا: "مثلا في ولاية بومرداس سجلنا نسبة مشاركة 30 في المائة في تشريعيات 2012، وحاليا بمشاركة 19 قائمة انتخابية حوالي 15 قائمة انتخابية مصيرها الإقصاء، لكونها لن تصل إلى نسبة 5 في المائة القانونية". وعن الأحزاب السياسية، اعتبر أن "عملها خلال الحملة الانتخابية كان ضعيفا جدا".

ومن جانبه، الصحفي نور الدين إزواون من الموقع الإلكتروني "إيكو نيوز"، قال أن "الحملة الانتخابية كانت كرنفال والانتخابات نفسها صارت تخضع لمقاييس لا تخدم الديمقراطية في الجزائر"، مضيفا: "أنا لا أتحدث عن التزوير لكن عن وزن الأحزاب والطبقة السياسية ومناضليها، وحتى هناك أحزاب كانت تتحدث عن فوزها بمقاعد قبل إجراء الاقتراع"، واعتبر إزواون أن "هذه الأحزاب تدعي أنها أحزاب السلطة وهي تلعب على مصداقية العملية الانتخابية، وبعض الأحزاب العريقة المتواجدة منذ قرابة ثلاثين سنة لم يعُد لها تمثيل أمام أحزاب لديها 5 سنوات فقط من الوجود"، مختتما: "هذا يؤكد أن الانتخابات فقدت آلياتها لصناعة ديمقراطية وهو ما يفسر توسع العزوف الانتخابي".

فهل تصنع الأيام الثلاثة التي تسبق يوم الاقتراع المفاجأة وتخالف توقعات الأحزاب والمراقبين عبر مشاركة فعالة للناخبين، وعودة الأمل إلى المواطنين لتحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية عبر برلمان قوي يمثل طموحاته وتطلعاته في تحسين مناخ الاستثمار والظروف الاجتماعية مستقبلا.

يونس. ش

 

من نفس القسم الحدث