الحدث

إسدال الستار على حملة انتخابية باردة اختلطت فيها الوعود بالتراشقات !!

ميزها عدم قبول المواطنين بالبرامج وقناعته بإفلاس خطابات بعض السياسيين

 

 

يسدل اليوم الأحد الستار عن الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي الداخل، والتي أقل ما يقال عنها أنها كانت باردة وباهتة حضر فيها كل شيء خاصة عند أحزاب الموالاة إلا البرامج الواعدة أو التي تلقى القبول عن الشعب، خاصة وأن نواب هذه التشكيلات الحزبية كانوا السبب الرئيسي في التصويت على مشاريع قوانين وقوانين اثقلت كاهل المواطن لسنتين متواليتين، ورغم صمت رؤساء أحزاب هذه التشكيلات الحزبية خاصة الأفلان والأرندي في الدفاع عن حصيلة نوابهم بالبرلمان ومحاولة تقديم صورة مشرفة عن البرلمان القادم ودور ممثليهم فيه إلا أنهم سقطوا في خاصة الاتهامات فتبادل على مدار أيام طويلة زعيمي الحزبين تهما متبادلة وانتقادات يتوقع مراقبون أن تكون لها تأثيرات واسعة يوم الاستحقاق الانتخابي المرتقب الخميس القادم، حدث هذا في وقت حافظ فيه الإسلاميون والمعارضة عموما على هدوءهم ومارسوا حملة استعملوا من خلالها كل الطرق والوسائل تحت شعار "حملة الأيادي النظيفة".

 

 حملة انتخابية ...بين الأحلام الوردية والتراشقات الإعلامية  

 

ستعود بداية من هذه الليلة الأحزاب السياسية إلى مضاجعها بعد ثلاثة أسابيع من حملة أطلقت فيها العنان لخطابات مختلفة امتزجت فيها الوعود الوردية بالتراشقات تارة والخطاب الهادئ تارة أخرى، وبالعودة إلى بدايتها التي كانت باهتة افتتحتها غالبيتها الأحزاب من الأحياء الشعبية والمعالم التاريخية واللقاءات الجوارية والأماكن العمومية، وركزت العديد من الأحزاب ومتصدري قوائمها على لقاءات جوارية والوصول إلى الناخبين في بيوتهم وأحيائهم، بدلا من القاعات التي صارت فاترة ولا توصل الرسائل بشكل فعال، عكس اللقاءات الجوارية التي تتميز بنقاشات مفتوحة مع المواطنين، إلا أن هذه الميزة التي سار عليها تيار المعارضة خاصة الإسلامي كانت بعيدة كل البعد عن أجندة عمل أحزاب الموالاة ومرشحيهم، حيث حضرت التراشقات وغابت البرامج والسياسات عدا تلك التي ارتبطت بدعم الحكومة وسياستها ومساندة برنامج رئيس الجمهورية الذي كان محور خطابات هذا القطب.

 

برامج الأحزاب ...بين الحلول الواقعية والوعود الرئاسية

 

يأتي هذا في وقت استمر العديد من قادة الأحزاب السياسية في إطلاق وعود لا ترقى إلى التجسيد على أرض الواقع، من خلال خطاب مبني على وعود " رئاسية "على غرار القضاء على السكن وخلق وظائف جديدة ووزارات ووو، وهو الأمر الذي جعل الحملة تظهر للعلن بأنها تتعلق باستحقاق رئاسي لا برلماني، خاصة وأن البرلمانات السابقة كانت بعيدة كل البعد عن دورها التشريعي وهو ما زاد من الاحتقان الشعبي ولدى الناشطين خاصة عبر الفضاء الأزرق ممن تلقفوا تصريحات وخطابات أحزاب الموالاة على كونها" الجنة الموعودة ".

ويؤكد المتابعون للشأن السياسي عندنا أن سياسة الوعود التي تفنن رؤساء التشكيلات الحزبية المحسوبة على الموالاة في إطلاقها، كفيلة بأن تزيد من حالة الاحتقان الشعبي وتعمل على مضاعفة حالة العزوف عند الناخبين.

العزوف الانتخابي ..صداع اختارت له السلطة المسجد لتخفيفه

 

وعلى الطرف الآخر توضح لدى العيان أن هاجس العزوف الانتخابي بات يهدد تشريعيات الخميس القادم، وبدا جليا ذلك في الخطابات التي أطلقها وزراء الحكومة على مدار الأيام الماضية، حيث حثوا كل من موقعه على أهمية أهمية المشاركة في الانتخابات القادمة، وحثوا المواطنين على أداء واجبهم، خاصة في ظل وجود بعض الأطراف التي نادي بالمقاطعة من خلال الخطابات التي يطلقونها، كما ربط هؤلاء مسألة المشاركة بالحفاظ على الأمن واستقرار البلاد.

كما جندت المؤسسة المسجدية والحركات الجمعوية وحتى النشاطات الرياضية، للحثّ على الاقتراع واختيار من يمثلون الشعب في مبنى زيغود يوسف مستقبلا.

 

الموالاة والحملة الانتخابية ...هذا ما وعدوا به الشعب !!

 

حرص التجمع الوطني الديمقراطي من خلال الأمين العام، أحمد أويحيى الذي نشط بمعدل تجمعين في اليوم الواحد إلى ثلاثة طوال الفترة الماضية، على رفع سقف الوعود التي سيرافع لها ويحرص على منحها للمواطنين إذا ما انتخبوا على مرشحي حزبه الذين وصفهم بالأكفأ والأنظف وغيرها من الصفات التي حاول استمالة المواطنين والناخبين بها، ويقول المتابعون لتصريحات أويحيى أن هذا الأخير تناسى كثيرا الدور الذي قام به نواب حزبه في الدورة التشريعية الحالية، وكيف تعاملوا مع قوانين المالية الأخيرة خاصة 2016 و2017 التي ستبقى وصمة عار في جبين هؤلاء النواب، وانتقد ذات المتحدث الذي رفض الكشف عن اسمه أن أويحيى كان ينتظر منه أن يدافع ويقدم حصيلة نوابه في البرلمان الحالي غير أنه بالمقابل حصر على الدفاع على قوائمه التي ينافس فيها على تشريعيا 4 ماي الداخل ويبدوا أنه تناسى أن غالبية من ترشحوا فيها هم نواب حاليون أو سابقون ما يجعل مهمة كسب الأصوات يوم الخميس القادمة صعبة.

ورافع أويحي في عديد خرجاته لعدة قضايا تمس مباشرة المواطن، حيث رافع لصالح تنفيذ حكم الإعدام على خاطفي الأطفال ومروجي المخدرات ، كما أكد على رفض حزبه لتوصيات صندوق النقد الدولي وخاصة ما تعلق برفع الدعم على المواد الفلاحية كالحليب والدقيق، وتوقيف منح القروض بمختلف الصيغ للشباب كما تطرق الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي لأهم محاور برنامج   تشكيلته السياسية والمرتكزة أساسا على أربع محاور وهي الالتزام بالعمل من أجل الأمن والوحدة والاستقرار في البلاد، تحسين تسيير أمور البلاد وإحداث إقلاع حقيقي باقتصادها من خلال تحريره من التبعية للبترول وكذا ترقية السياسية الاقتصادية  والاجتماعية وطنيا وخدمة المواطنين، كما وعد الجزائريين بأن تعلم تشكيلته النيابية على رفع سقف الاستفادة من السكن العمومي الإيجاري إلى من لديهم أجور تناهز 60 ألف دج"، وغيرها من الوعود التي ستبقى حبرا على ورق في نظر الكثير ممن يتابعون تحركات وتصريحات هذا الأخيرة طيلة الأيام الماضية.

أما بالنسبة لحزب الأغلبية والطامح لأن يبقى كذلك في البرلمان المقبل، فقد أكد أمينه العام الذي يخوض أول استحقاق انتخابي منذ اعتلاءه سدّة الأمانة العامة خلفا للمستقيل عمار سعداني، فقد عبدّ طريقا ورديا للناخبين ورغم أن البرلمان الانتخابي للحزب ككيان سياسي مستقبل لم يكون واضح المعالم ولم يتم التركيز عليه إلا أنه حاول استغلال برنامج رئيس الجمهورية الذي كان محورا رئيسيا بالنسبة إلى ولد عباس خلال الـ 20 يوما الماضية، أين اتهم باستغلال الرئيس الذي هو رئيس كل الجزائريين في إطار حزبي ضيق لم يشهد أن عرفه الأفلان في عهد الأمناء العامون السابقون الذين أشرفوا على الاستحقاقات الانتخابية السابقة.

 

 

أمال. ط

من نفس القسم الحدث