لم ينتظر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، كثيرا ليرد على الرسالة التي بعث بها الأمين العام للأفلان السابق، عمار سعداني، والتي وجهها للمناضلين، حيث ردّ على خليفته بتصريحات أكد فيها على رضا المناضلين عن القوائم والشخصيات التي حملتها. وقال في هذا الصدد: "لما بشائر النصر تلوح في الأفق، سارع الكثير إلى التموقع لنسب الفضل لأنفسهم"، مستعيرا المثال الفرنسي "الهزيمة يتيمة، أما الفوز فله عدة آباء" مضيفا: "إن التحضير للانتخابات بدأ قبل 04 أشهر، والذين لم يكونوا إلى جانبنا خلال هذه المرحلة، عليهم مساعدتنا بصمتهم".
وفهمت تلميحات جمال ولد عباس التي ألقاها أمس في التجمع الشعبي الذي نظم بالمركب الأولمبي بالعاصمة، وعرف مشاركة قياسية للمناضلين، بأنها رسالة مباشرة لعمار سعداني الذي كان قد أبرق، أمس الأول، رسالة للمناضلين انتقد فيها الأمين العام السابق للحزب العتيد القوائم الانتخابية التي أعدها خليفته، مؤكدا في أول رسالة له بعد استقالته من الأمانة العامة للحزب العتيد، أن هذه القوائم لا ترقى إلى مستوى تطلعات الحزب ولا تحقق الإجماع. ويعتبر هذا أول موقف له منذ خروجه من أمانة حزب جبهة التحرير الوطني، ورغم ذلك قال سعداني في رسالة موجهة للمناضلين في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، أن المشاركة القوية ستعطي قوة للبرلمان القادم، كما طالب سعداني المناضلين بوضع خلافاتهم جانبا، مشيرا إلى أن الرهان الحالي ليس قوائم الترشيحات، بل هو فوز الحزب في التشريعيات القادمة، وبناء كتلة قوية داخل البرلمان القادم، للتأثير مستقبلا والاستمرار في تطبيق برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتطبيق الإصلاحات التي جاء بها دستور فيفري 2016، في ظل التحديات والرهانات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه البلد.
وجدد سعداني تأييده المطلق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا رغبته في إهداء الفوز لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة مهندس السلم والمصالحة الوطنية. وأضاف سعداني أن نداءه موجه أيضا لكل الجزائريين والجزائريات، وإلى العائلة الجامعية والباحثين، والأساتذة والمعلمين والقضاة وجميع المنتمين لسلك العدالة، والمهندسين والتقنيين، والعاملين في المهن الطبية وعمال الأرض في عالم الريف، وأعضاء الجالية الجزائرية في الخارج.
وقال ولد عباس، في سياق رده على رسالة الأمين العام السابق: "لما بشائر النصر تلوح في الأفق، سارع الكثير إلى التموقع لنسب الفضل لأنفسهم"، مستعيرا المثال الفرنسي "الهزيمة يتيمة، أما الفوز فله عدة آباء"، في إشارة إلى الأمين العام السابق للحزب عمار سعداني، مضيفا: "إن التحضير للانتخابات بدأ قبل 04 أشهر، والذين لم يكونوا إلى جانبنا خلال هذه المرحلة، عليهم مساعدتنا بصمتهم".
وشدد ولد عباس على أنه يتحمل كامل المسؤولية بخصوص نتائج الخيارات التي قررها بخصوص الانتخابات التشريعية القادمة، مضيفا أن الشعب والمناضلين راضون عن قوائم جبهة التحرير.
وفي سياق آخر، قال ذات المسؤول الحزبي أن "مصير البلاد مرتبط بتشريعيات الرابع ماي المقبل"، مؤكدا أن الحضور "الكبير" للشباب والنساء والمجاهدين والمناضلين والمناضلات لهذا التجمع الجماهيري "دليل على رضا الشعب عن الحزب وقوائمه الانتخابية المترشحة وبرنامجه المستمد من برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". ودعا مجددا إلى تسليم المشعل لـ"أياد آمنة" من الشباب، معتبرا أن حزبه "يناضل لتسليم المشعل للشباب بشرط أن يكون في أياد آمنة"، مشددا من جهة أخرى على "وحدة التراب الوطني" و"وحدة الشعب الجزائري" الذي "لا تفرق أبناءه لا الجهوية ولا اللغة، بل هم جزائريون وفقط". كما اعتبر أن حزب جبهة التحرير الوطني هو من "قرر اندلاع الثورة التحريرية وهيكلها (...) كما نظم مؤتمر الصومام واتفاقيات إيفيان وبنى البلاد بعد الاستقلال..."، على حد قوله.