الحدث

الأحزاب المشاركة تبرئ ذمتها من العزوف بعد أسبوعين من الحملة الانتخابية

الأسبوع الثاني ينتهي مثلما بدأ بإقبال محتشم للمواطنين

 

الأرسيدي: الغلق الإعلامي والسياسي منذ تشريعيات 2012 سيترتب عنه عزوف مخيف
الاتحاد: ألغينا غالبية التجمعات الشعبية بسبب عدم اهتمام المواطنين بالانتخابات
بن سالم: المنتخبون السابقون صعبوا مهمة المترشحين الحاليين وزادوا من العزوف
 
 
 
انتهى الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبل، على وقع "إقبال محتشم وإلغاء غالبية التجمعات الشعبية داخل القاعات والمرافق العمومية"، كما سجلت الحملة الانتخابية "فتورا" في تنشيط الساحة السياسية والإعلامية بظهور "محتشم" وغياب الكثير من الملصقات المتعلقة بالأحزاب المشاركة في اللوائح المخصصة لها. واعتبر الأرسيدي أن "نفور المواطنين من الانتخابات هو نتيجة حتمية للغلق السياسي والإعلامي منذ تشريعيات 2012 إلى غاية التشريعيات الحالية"، فيما ألغى تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء كل التجمعات داخل القاعات، باستثناء التجمعات الوطنية، وتركيزه على العمل الجواري والاتصال المباشر في البيوت. أما حزب التجديد الجزائري فاعتبر أن "الأسبوع الثاني شهد تحسنا مقارنة بالأول، لكن الملاحظ هو صعوبة المهمة لإقناع المواطنين بالتصويت بالنظر إلى الوعود الكاذبة التي أطلقها منتخبون سابقون وعدم وفائهم".
وتدخل الحملة الانتخابية أسبوعها الأخير، بين متفائل باستمرار تنشيط الساحة الوطنية قبيل انقضاء الأسبوع الأخير يوم 30 أفريل، واختتام الآجال القانونية للحملة الانتخابية، وآخر متشائم من استمرار الوضع على حاله في ظل تركيز الأحزاب الكبيرة على التجمعات والمهرجانات الشعبية وحتى باستغلال المال الفاسد، مثلما أكدته العديد من الأحزاب المنافسة في تصريحات لـ"لرائد"، فيما تلجأ بعض الأحزاب إلى تحميل السلطة والحكومة على وجه الخصوص مسؤولية العزوف الانتخابي، بالنظر إلى الغلق الإعلامي والسياسي، لفتح فضاءات للنقاش السياسي، حسب الأرسيدي. وسألت "الرائد" ثلاثة أحزاب مشاركة في الانتخابات ومن المناطق الثلاث بولايات الشرق والغرب والوسط.
 
الأرسيدي: عزوف المواطنين هو نتيجة الغلق السياسي والإعلامي منذ 2012
 
كشف مدير الحملة الانتخابية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، واعمر سعود، أن الحملة الانتخابية في الجزائر العاصمة "لا تزال تراوح مكانها بإقبال محتشم للمواطنين ولا مبالاة وعدم اهتمام خصوصا في التجمعات". واعتبر سعود أن "المواطن غير مقتنع بالمشاركة في التشريعيات لعدة أسباب، أبرزها غياب نقاش سياسي وإعلامي حول البرامج، وبالتالي هو لا يعلم شيئا عن الأحزاب ومترشحيها". ورجح سعود أن "نسبة المشاركة في التشريعيات قد تعرف تراجعا مقارنة بتشريعيات 2012 وهذه نتائج تتحملها الحكومة لوحدها مع بعض الأحزاب". وعن سبب ذلك، قال سعود "منذ تشريعيات 2012 لاحظنا غياب أي نقاش سياسي وإعلامي للأحزاب وغلق من جانب السلطة، لا مظاهرات ولا نشاطات ولا تراخيص، وبالتالي فالمواطن غائب عن السياسة".
وفي نقطة ثانية، اعتبر سعود أن "الأرسيدي ألغى غالبية التجمعات الشعبية ويركز فقط على العمل الجواري والاتصال المباشر مع المواطنين"، وأضاف: "نحن الآن في الجهة الشرقية للعاصمة ببرج الكيفان وهراوة وبرج البحري ولا حظنا إقبالا محتشما، ولم نلتق بأي أحزاب أخرى تمارس العمل الجواري"، مضيفا: "غياب الأحزاب عن العمل الجواري ما عدا البعض صعب من مهمة أحزاب أخرى، وبالتالي هناك عزوف واضح من المواطنين". وختم سعود: "لا يمكن إقناع المواطنين في مدة 21 يوما بالانتخابات، لذلك فنحن نتوقع استمرار الحملة على حالها إلى غاية نهايتها".
 
تحالف الاتحاد: ألغينا كل التجمعات وركزنا على العمل الجواري للوصول للمواطن
 
أما تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، فأكدت عدة قوائم من عدة ولايات على "إلغاء غالبية التجمعات الشعبية وتركيزها فقط على العمل الجواري والتحسيسي والبيوت". وعن سبب ذلك، قال متصدر قائمة الاتحاد بالمسيلة، حلفاوي العيد، أن "المواطن غير منشغل بالانتخابات ولا يجد ما يحفزه لحضور تجمعات شعبية، وبالتالي اخترنا العمل الجواري"، فيما يؤكد متصدر قائمة سكيكدة، صالح زويتن، أن "الولاية جبلية وبالتالي فضلنا تقسيم القائمة على ثلاثة أفواج للوصول إلى المداشر والقرى ومخاطبة المواطنين في أماكن عملهم وسكناهم". ويعتبر الاتحاد أن "الحملة الانتخابية في ولايات الجنوب والشرق أكثر نشاطا وفاعلية من بعض المناطق الأخرى في الوسط والغرب". وفي السياق، قال زويتن "وجدنا صعوبة في بداية الحملة الانتخابية، لكن نأمل في الأسبوع الأخير نشاطا أكثر وإقبالا للمواطنين".
وعلى صعيد متصل، رجح متصدر قائمة الاتحاد المسيلة أن "المشاركة في الانتخابات التشريعية ستكون جيدة مقارنة بسابقتها، لأننا لمسنا تقربا من المواطنين وتسهيلات من الإدارة وقابلية لتغيير الوضع والتنمية". واعتبر أن "الولاية تحركت فيها بعض فرص الاستثمار ونحن بصدد تشجيع هذه السياسة الجديدة ونقل انشغالات المواطنين للحكومة".
 
حزب التجديد: النواب السابقون صعبوا من مهمتنا في إقناع الناخبين بالتصويت
 
أما حزب التجديد الجزائري، فيرى رئيسه كمال بن سالم، أن "الأسبوع الثاني عرف حيوية وحركية مقارنة بالأول، خصوصا في التجمعات الشعبية والعمل الجواري". وأضاف: "في الميدان لمسنا إقبالا في القرى والأرياف والمناطق النائية مع إقبال محتشم في المدن الكبرى"، مضيفا: "هذا أمر عادي لأن المواطنين منشغلون بأعمالهم، لكن التطور مسجل وبدأ الاهتمام يتزايد". وأشار بن سالم أن "مأمورية الأحزاب كانت صعبة لإقناع المواطنين بحكم أن النواب السابقين والمنتخبين زادوا من نفور المواطن وعزوفه عن الانتخابات"، وأضاف: "الوعود الكاذبة والخطاب السياسي الفارغ جعل المواطن لا يثق في الانتخابات والعمل السياسي".
وعلى صعيد متصل، اعتبر بن سالم أن "إقناعهم للناخبين في الأسبوع الأخير سيرتكز على واجب الانتخاب من أجل التغيير وعدم منح فرصة للتزوير وصعود النواب السابقين". وأضاف: "عدم المشاركة في الانتخابات هي خسارة للجيل الجديد والوطن وإبقاء للوضع على حاله، لذلك سنعمل من خلال العمل الجواري على تحسيس المواطنين بالوضع". وختم المتحدث أن "التعامل بذكاء من جانب الأحزاب والمترشحين سيكون دافعا قويا للمواطنين للاهتمام بالانتخابات والمشاركة، وهو ما ندعو إليه بالابتعاد عن الوعود الكاذبة والمال الفاسد".
يونس بن شلابي

من نفس القسم الحدث