الحدث

الأحزاب تراهن على العمل الجواري والكف عن "الوعود الكاذبة" للتقليص من العزوف

ألغت معظم تجمعاتها الشعبية داخل القاعات بسبب عدم تجاوب الناخبين

 

الأمبيا: المواطن متردد بشأن التصويت في التشريعيات

الاتحاد: تجاوب تدريجي من المواطنين وابتعاد عن الوعود الزائفة 

 

 

بعد أسبوع من انطلاق الحملة الانتخابية، اعترفت معظم الأحزاب المشاركة بأن "التجمعات الشعبية داخل القاعات في غالبيتها تم إلغاؤها لعدم تجاوب المواطنين مع دعوات الأحزاب والمترشحين، وعدم اقتناعهم بخطاباتهم الانتخابية ووعودهم"، وذكرت أحزاب الأمبيا وحمس وتحالف الاتحاد أن "العمل الجواري والوصول إلى المواطنين في أماكن عملهم وراحتهم والأحياء والبيوت بات هو الحل الأكثر نجاعة، في ظل رفض المواطن التجاوب مع الانتخابات"، وفي الإطار، اعتبر مرشح الأمبيا في بومرداس أن "التردد في ممارسة الواجب الانتخابي هو الذي يطبع تجاوب المواطنين"، فيما اتهم مرشح حمس في جيجل "حزبي الأفلان والأرندي بتراجع ثقة المواطن في البرلمان والانتخابات بصفة عامة"، بينما يعتبر مرشح تحالف الاتحاد في الجلفة أن "تحديد مهام النائب في فتح مداومة بولايته ورفع انشغالات السكان قد يكون كفيلا بتجاوب المواطنين يوم 4 ماي المقبل".

وحسب تصريحات العديد من المترشحين خلال الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية، فإن الأحزاب توجهت إلى "مضاعفة العمل الجواري وإلغاء العديد من التجمعات داخل القاعات من أجل اقتصاد الوقت والوصول إلى المواطنين لإقناعهم بالتصويت فقط على أي برنامج مقنع لهم". وتعتبر هذه الخطوة، حسب مراقبين، بمثابة "دور مشترك بين الإدارة الممثلة في الحكومة والأحزاب لتقليص العزوف الانتخابي وإعطاء مصداقية للمؤسسات المنتخبة"، كما يرى محللون أن "مخاوف الأحزاب والحكومة تتلخص في عدم معرفة توجهات الشارع الجزائري في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية نتيجة انهيار أسعار النفط". ورجحت المصادر أنه "في حالة فشل الأحزاب في حشد المواطنين خلال الحملة الانتخابية وإقناعهم بضرورة المشاركة يوم الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، فإن مصداقية العمل السياسي وثقة المواطن في السياسة قد تكون على المحك". وسألت "الرائد" عدة أحزاب من ولايات في الشرق والوسط والجنوب حول ظروف الحملة الانتخابية ومدى تجاوب المواطنين.

 

الأمبيا: المواطن متردد بشأن التصويت في التشريعيات 

 

قال متصدر قائمة الحركة الشعبية الجزائرية بولاية بومرداس، بوجمعة رقاس، إنه خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية بمداشر وبلديات الولاية "لمسنا ترددا لدى المواطنين بشأن الذهاب إلى مكاتب الاقتراع يوم 4 ماي المقبل". وذكر رقاس أن "حالة التردد لدى المواطنين نابعة من المشاكل المحلية التي يعانون منها، مع تدهور القدرة الشرائية وبطء التنمية المحلية، مثل الطرقات والغاز والبطالة وغيرها". واعتبر المترشح أن "حملتنا الانتخابية تتركز على المداشر والقرى والمقاهي والأحياء، للوصول إلى المواطنين وإقناعهم بضرورة الانتخاب على البرنامج الذي يقنعهم"، مضيفا: "لاحظنا كذلك تجاوبا محتشما وأسئلة غالبا ما تدور حول الوضع الاجتماعي وليس حول دور البرلمان والنواب".

وعن البرنامج الانتخابي للأمبيا في ولاية بومرداس التي تضم 32 بلدية بـ10 مقاعد، قال المترشح رقاس أن "الولاية ذات طابع فلاحي وسياحي ونحن لدينا مقترحات لإحداث تنمية في بومرداس من خلال العمل البرلماني". واعتبر أن "النواب ليس لهم أي دور في حل المشاكل اليومية للمواطنين بل في إيصال مشاكلهم للحكومة". وذكر المتحدث أن "الوعود لا توجد في برنامج الأمبيا ببومرداس بل هناك مقترحات لإقناع المواطنين بدور النائب في التشريع مثلما يحدث مع قانون المالية"، ومعتبرا أن "بعض المترشحين يعطون وعودا للمواطنين على أساس أنهم يملكون الحلول، لكن هذا ليس من عملنا نحن في الحملة الانتخابية". وختم رقاس أن "الأمبيا سطرت برنامجا انتخابيا للحملة بـ 19 تجمعا شعبيا، بدأت في الثنية ويسر وأولاد هداج، مع العمل الجواري بعد الفراغ من التجمع داخل القاعات".

 

حمس: نركز على العمل الجواري لأن كل بلديات الولاية جبلية 

 

من جهته، انتقد مترشح قائمة تحالف حركة مجتمع السلم بولاية جيجل، عبد الناصر قيوس، "أحزاب السلطة (يقصد الأفلان والأرندي) في توسيع العزوف الانتخابي وزعزعة ثقة المواطن في المؤسسات المنتخبة". وأضاف: "أحزاب السلطة هي المتسبب في عزوف المواطنين عن الانتخابات والسياسة بشكل عام، لذلك فالمواطن عليه أن يغير هذه الوجوه وهذه السياسات"، مضيفا: "وجدنا صعوبة في تجاوب المواطنين وفي إقناعهم بضرورة الانتخاب، لأن أوضاعهم الاجتماعية لم تتغير ولا يعتقدون أن الوعود التي أطلقها مترشحون سابقون ستجد طريقا للحل". ولمواجهة هذه الوضعية خلال الحملة الانتخابية بولاية جيجل، قال المترشح قيوس "عند بداية أي عمل جواري نقوم بتقديم حصيلة النواب السابقين وحصيلة حمس في البرلمان، والتكفل بانشغالات مواطني الولاية في العهدة السابقة"، مضيفا: "وجدنا في بعض الأحيان قبولا من جانب المواطنين وفي البعض تجاوبا محتشما".

وعن الحملة الانتخابية في ولاية جيجل التي تضم 28 بلدية بـ8 مقاعد، ذكر المترشح أن "طبيعة بلديات الولاية جبلية، ما يصعب من أداء الحملة الانتخابية في تجمعات داخل القاعات لعدم تنقل المواطنين لمسافات بعيدة". وأضاف: "نعمل على اللقاءات الجوارية بطريقة عفوية في المقاهي والأحياء والمداشر، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 90 شخصا، ونقوم بشرح البرنامج والحصيلة وتقديم مقترحات وليس وعودا كاذبة". وكشف المتحدث عن تنشيط تجمع شعبي واحد فقط منذ انطلاق الحملة الانتخابية ببلدية جيملة.

 

الاتحاد: تجاوب تدريجي من المواطنين وابتعاد عن الوعود الزائفة 

 

أما متصدر قائمة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء بولاية الجلفة، مسعود غربي، فاعتبر أن "المواطن بدأ يتجاوب مع اللقاءات الجوارية والعمل التحسيسي عبر الاتصال الفردي وفي البيوت". وأضاف: "خلال حملتنا الانتخابية في بلديات الجلفة نركز على نشاطات مكثفة في فئة الشباب والبيوت وإقناعهم بالانتخابات والتركيز على جوانب واقعية وليس وعودا زائفة"، مضيفا: "الوعود الزائفة هي التي تنفر المواطن وتجعله لا يثق في المنتخبين مثلما حدث في السابق، ونحن نقدم له نقاطا محددة بينها فتح مداومة ورفع انشغالاته لأعضاء الحكومة والتركيز على المشاريع الكبرى في الولاية"، وكذلك "مرافقة المواطنين في النقاط التي هي من صلاحيات النائب".

وعن الحملة الانتخابية، قال المترشح أن "العمل الجواري أعطى ثماره في الأسبوع الأول وحاليا نسجل تجاوبا مشجعا وتدريجيا لإقناع فئة الشباب والفئة التي ليس لها انتماء حزبي بضرورة الانتخاب وإقناعهم ببرنامجنا". وأضاف: "سجلنا حضورا معتبرا في تجمعين شعبيين لقيادة الاتحاد في بلدية مسعد وبلدية فيض البطنة، وهذا يرجح تقلص العزوف الانتخابي يوم 4 ماي المقبل". وختم متصدر قائمة الاتحاد الجلفة: "إلى غاية اليوم لم نسجل أي خروقات أو مشاكل إدارية، وهناك تسهيلات كبيرة من هيئة مراقبة الانتخابات والإدارة، رغم عدم احترام بعض الأحزاب لأماكن الملصقات".

 

 

يونس بن شلابي

من نفس القسم الحدث