الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تدخل الحملة الانتخابية، اليوم، أسبوعها الثاني على وقع تباين في تقييم الأحزاب لمدى إقبال المواطنين على التجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية، واختلفت قراءات الأحزاب حسب الولايات وفاعلية العمل الجواري الذي يخوضه المترشحون وحتى رؤساء الأحزاب، بالنظر إلى الإقبال المحتشم للمواطنين على القاعات المغلقة والتجمعات الشعبية وإلغاء الكثير منها، خصوصا في الولايات الوسطى، وهو ما بعث تخوفا لدى بعض الأحزاب مع إصرارها على مسايرة الأسبوع الثاني بأكثر فاعلية.
ففي ولايات وهران والشلف وتلمسان وتيارت، تركز غالبية الأحزاب السياسية والقوائم المشاركة على العمل الجواري في الأحياء الشعبية وفي البيوت وحتى أماكن العمل، بالنظر إلى الإقبال المحتشم للمواطنين على التجمعات الشعبية والأماكن المغلقة، كما عدل كل المترشحين في خطابهم الانتخابي في مخاطبة المواطنين، بالنظر إلى تفاقم مشاكل الجبهة الاجتماعية وانهيار القدرة الشرائية و"استقالة المواطن من العمل السياسي"، مثلما يقول العديد من المحللين السياسيين. وأبرز مرشح قائمة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء في ولاية وهران، خوجة إبراهيم، أن "العلاقات الشخصية والعائلات هي التي تصنع الفارق في الحملة الانتخابية، خصوصا أن المواطن بات لا يهتم بالتجمعات الشعبية والمهرجانات مثلما كان في وقت سابق". واعتبر أن "العمل الجواري يرتكز على الوصول إلى المواطنين في بيوتهم وأحيائهم وأماكن عملهم لإقناعهم بجدوى الانتخاب والتغيير".
أما في ولايات الوسط على غرار العاصمة وبومرداس، فيعمل الكثير من مترشحي الأحزاب على العمل الجواري، في ظل إقبال محتشم وعدم اهتمام المواطنين بالحملة الانتخابية، وهو ما دفع الكثير من الأحزاب إلى إلغاء استغلال القاعات مثلما حدث مع الأرسيدي في العاصمة وبومرداس، ومع حمس في العاصمة. وكشف متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي بولاية بومرداس، بوعلام درمشيني، أن "الحملة الانتخابية للأرندي في الولاية منذ بدايتها تتركز على العمل الجواري بتنشيط 10 لقاءات جوارية في برج منايل وأولاد موسى وخميس الخشنة والناصرية"، مضيفا: "سجلنا إقبالا محتشما من المواطنين في الأسبوع الأول، لكننا نعول على الأسبوع الثاني لتحسين الأمور". واعتبر المترشح أن "الخطاب الانتخابي يعتمد على شرح البرنامج الحزبي والتعريف بالمترشحين وبعض نقاط التنمية بالولاية"، مضيفا: "نخاطب المواطنين والشباب والنساء في البيوت وفقا للبرنامج الذي حدده الحزب وشرحه".
• أسبوع الوعود ينقضي من دون مفاجآت !!
هذا ويجمع متتبعون للحملة الانتخابية في الجزائر على أنها لم تعرف مفاجآت، في ظل خطاب الوعود الذي جسدته العديد من الأحزاب السياسية، رغم محاولات أحزاب أخرى فرض خطاب واقعي وتنشيط حملة استثنائية وسط مخاوف من توسع ظاهرة العزوف، ورغم ما تعيشه الساحة على المستوى الوطني والدولي من متغيرات، فلم تتمكن العديد من الأحزاب السياسية، طيلة أسبوع كامل من الحملة الانتخابية، من تغيير خطابها، ولم تتمكن من نزع ما ترسخ في ذهن المواطن الجزائري الذي يرسم صورة سوداء عن الحزب السياسي، خاصة فيما تعلق بالوعود التي تتكرر مع كل موعد انتخابي، حيث لا تزال الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي القادم، بعد أسبوع من انطلاقتها، جد باهتة على العديد من المستويات.
ويرى هؤلاء أن الأحزاب السياسية لم ترتق إلى بلورة خطاب واقعي وعقلاني يتماشى وانشغالات الشارع، رغم محاولات تشكيلات سياسية تفطنت إلى خطاب جديد يسلتهم من أخطاء الماضي، علّها تنجح في تجاوز نكساتها، وذلك من خلال الخروج إلى المواطن عبر عمل جواري شد انتباه بعض المواطنين، وهو الأمر الذي تجلى خلال اليوم الأول من الحملة الانتخابية، كما استغلت بعض التشكيلات السياسية، في بداية حملتها، منابر "محرمة" كالمساجد والمقابر والمعالم التاريخية، فيما أطلقت الأحزاب الإسلامية شعارات تنادي بضرورة إحداث التغيير ومعاقبة النواب الذين وقعوا على شهادة وفاة المواطن، مع مطالبتهم بمعاقبة المسؤولين عن تدهور الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وحسب أصداء الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، فإن خطاب الأحزاب لم يخرج عن الصورة السابقة التي تتجدد مع كل موعد انتخابي، فراحت أحزاب السلطة تطلق جملة من الوعود على مرأى ومسمع من المواطن، على غرار رفع التجميد عن المشاريع السكنية وكذا خلق مناصب شغل، إلى جانب خلق مشاريع تنموية لفائدة كل ولاية يحطون بها الرحال. فيما أطلقت أحزاب أخرى وعودا بالنهوض بالاقتصاد الوطني وخلق ثروة بديلة، وأخرى رافعت من أجل تحرير الساحة الإعلامية والثقافية. ولم تتوان أحزاب أخرى في العودة نحو خطاب التخويف، تجلى في التحذير من الأيادي الأجنبية ومحاولات زعزعة استقرار الجزائر وتذكير الجزائريين بما خلفته العشرية السوداء.
ومن طرائف الحملة الانتخابية أيضا، قيام بعض التشكيلات السياسية بتغطية وجوه مترشحيها بعدما علقت القوائم في الأماكن العمومية، حيث مست العملية صور المترشحات ولاقت انتقادات واسعة في الوسط الإعلامي والسياسي.
بالمقابل، تحولت اللافتات التي خصصت للحملة لإلصاق صور المترشحين، إلى منبر لتعبير المواطنين عن انشغالاتهم في شكل يرسم معالم العزوف، فاستبدل المواطنون صور المترشحين بالتعبير عن غلاء المعيشة عبر ارتفاع سعر مادة البطاطا في الأسواق، فيما سارع آخرون إلى قطع صور المترشحين.
ولم تخل الحملة الانتخابية من تجاوزات، حيث تلقت الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات 35 إخطارا ووجهت 39 إشعارا، تمحورت مواضيعها حول الإشهار العشوائي للقوائم الانتخابية، وبالموازاة تم تسجيل 35 إخطارا منها 24 واردة عن الأحزاب السياسية، ركزت في مجملها على التأخر المسجل في عملية انتداب المترشحين للتشريعيات المقبلة، وكذا طلب توضيح حول الوضعية القانونية للموظفين المترشحين أثناء انطلاق الحملة الانتخابية.
ويجدر التذكير أن الآجال القانونية للحملة الانتخابية انطلقت يوم 9 أفريل إلى غاية الـ 30 من الشهر الجاري، لمدة 21 يوما، كما وضعت وزارة الداخلية كل الأمور اللوجيستية في متناول المترشحين وتوزيع القاعات وأماكن الملصقات وغيرها، في حين يحذر محللون من "توسع العزوف الانتخابي في حالة عدم تكاثف جهود الأحزاب خلال تنشيطهم للحملة الانتخابية مع مصالح الإدارة والهيئة العليا لمراقبة الانتخابية".
يونس. ش / أمال. ط