الحدث

السباق نحو قصر زيغود يوسف ينطلق من العاصمة

ميزها الإقبال المحتشم من المواطنين على المترشحين وضعف نشر الملصقات

 

الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي القادم "باهتة" في يومها الأول 

 

 

ركزت غالبية التشكيلات الحزبية المعنية بتشريعيات 4 ماي الداخل على إعطاء إشارة انطلاق السباق نحو قصر زيغود يوسف من الجزائر العاصمة، حيث شارك في العملية أغلب رؤساء هذه التشكيلات الحزبية، الذين سيعملون على مدار ما تبقى من الثلاثة أسابيع المخصصة لهم من عمر الحملة الانتخابية الرسمية، لإقناع الناخبين بضرورة التوجه نحو صناديق الاقتراع، في وقت حاول البعض العمل على إقناع المواطنين ممن شدّهم الفضول بالتقرب من رؤساء الأحزاب السياسية والمترشحين الذي يحوزون على صفة مشروع نائب لطرح بعض الأسئلة أو أخذ الصور والاطلاع على البرنامج الذي سيعتمده هؤلاء لإقناع الكتلة الصامتة بضرورة التوجه لصناديق الاقتراع، وتقديم صوتها لصالح إحدى القوائم المتنافسة على مقاعد البرلمان المقبل، أو دعم أحد المترشحين فيها، أو أقل الضرر التوجه نحو صناديق الاقتراع والرفع من نسبة المشاركة.

 

 

تحالف الاتحاد يراهن على الخطابات المباشرة مع الشعب

 

اختار قادة تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، الشيخين عبد الله جاب الله ومصطفى بلمهدي والأستاذ محمد ذويبي، أن يشاركوا في قائمة العاصمة التي تضم بينها إطارات سياسية معروفة لدى المواطن الجزائري، يتقدمهم الأستاذ سليمان شنين والنائب البرلماني حسن عريبي، في إعطاء إشارة انطلاق الحملة الانتخابية التي ستستمر 21 يوما اعتبارا من يوم أمس، وهو ما يؤكد على الاهتمام الكبير الذي توليه القائمة الحزبية هذه لهذه الدائرة الانتخابية. ويلاحظ المتتبع لنشاطات هؤلاء في اليوم الأول من بداية الحملة الانتخابية، أن تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء سيركز على الاحتكاك المباشر مع المواطنين في محاولة لاستقطابه وإقناعه بالبرنامج الانتخابي الذي يرافع له هؤلاء ليكونوا البديل في المشهد السياسي العام للبلاد.

وبالعودة إلى نشاط هؤلاء في اليوم الأول من الحملة الانتخابية، انطلقت قافلة الحملة الانتخابية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء بقيادة رؤساء الأحزاب الثلاثة من المدنية، وبالتحديد من منزل اجتماع مجموعة 22، حيث حظي هؤلاء باستقبال من قبل عائلة المجاهد إلياس دريش، كما كانت الزيارة فرصة لكي يلتقي رؤساء الأحزاب المشكلة لهذا التحالف الانتخابي والمترشحين مع المواطنين، حيث ألقوا كلمة هناك وسط الحضور ركزوا فيها على شرح البرنامج العام لهذا التحالف، وكذا أهمية الاقتراع في تحقيق معادلة التغيير المنشودة من قبل الجزائريين.

فيما كانت المحطة الثانية لانطلاقة الحملة الانتخابية لهذه القائمة الحزبية التي تشارك في التشريعيات القادمة باسم تحالف الاتحاد، بالوقوف أمام ساحة الحرية بشارع حسيبة بن بوعلي، وهي المحطة التي كانت فرصة لتوجيه رسائل للجزائريين على أن الرهان كله يبقى على تحقيق هذه المسألة.

 

حالف حمس: الرهان على الخرجات الميدانية لشرح البرنامج البديل

 

وغير بعيد عن تحالف الاتحاد، شارك قادة تحالف حمس المشكل لجبهة التغيير وحركة مجتمع السلم، بداية من عبد المجيد مناصرة وعبد الرزاق مقري، في إعطاء إشارة انطلاق الحملة الانتخابية من الجزائر العاصمة، وتأكيد الدعم لهذه القائمة التي عرف التوافق عليها شدا وجذبا بين قيادات المكتب الولائي ومجلس الشورى الولائي وبين رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ويأتي خيار إعطاء إشارة الانطلاق من العاصمة في مسعى لمّ الشمل بين الإخوة الفرقاء داخل حمس حول مترئس قائمة الجزائر العاصمة الذي سبق له وأن غادر الحركة وأسس حزبا جديدا له، قبل أن يقرر العودة إلى الحركة من جديد ويترأس قائمتها في الاستحقاق الانتخابي المقبل. ويرى مراقبون أن تحالف حمس يريد هذه المرة تأكيد أحقيته بالحصول على أكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان القادم، كما حدث في تشريعيات 2012، غير أن هؤلاء يؤكدون على أن معطيات 2012 أصبحت غير متوفرة الآن لكون الطرف الذي حاز على تلك المقاعد للدائرة الانتخابية بالجزائر العاصمة كان عمار غول الذي ينافس بدوره على مقاعد البرلمان بقوائم حزبه "تاج".

وحرص عبد الرزاق مقري، خلال خرجته الميدانية لبعض شوارع العاصمة بمناسبة تدشينه للحملة لانتخابية لتشريعيات الـ 4 ماي المقبل، على تبادل أطراف الحديث مع بعض الشباب على مستوى شارع عبان رمضان، وقدم رؤية حزبه لإخراج الجزائر من أزمتها خاصة الاقتصادية التي يبدو أن تحالف حمس سيركز عليها كثيرا في برنامج تشريعيات 4 ماي القادم.

يذكر أن الخرجة الميدانية للتحالف الذي يضم حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير كانت قد انطلقت من ساحة الأمير عبد القادر بشارع العربي بن مهيدي، حيث تم على مستوى الساحة غرس بعض الأزهار البيضاء، ثم توجه وفد التحالف الذي ضم مترشحيه على مستوى العاصمة وبعض مناضليه إلى شارع عبان رمضان، لتختتم الخرجة الميدانية بمقربة من مقر المجلس الشعبي الوطني.

 

أحزاب الموالاة تراهن على استعراض القوة

 

وعكس الأحزاب المحسوبة على تيار المعارضة التي ركزت في بداية الحملة الانتخابية على الجزائر العاصمة وتحديدا الاحتكاك بالشعب من خلال النزول إلى الشارع، فضلت أحزاب أخرى خاصة تلك المحسوبة على الموالاة إعطاء إشارة الانطلاقة لهذا السباق الحاسم عبر التجمعات الشعبية، في خطوة يرى مراقبون أنها "استعراض قوة"، كما حرص هؤلاء على الابتعاد عن العاصمة وإعطاء الإشارة من دوائر انتخابية أخرى غير العاصمة، حيث أعطى في هذا الصدد رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، إشارة الانطلاق للحملة من ولاية تيارت، فيما أعطى أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي إشارة انطلاق حملته الانتخابية بتجمع شعبي نظمه بولاية الطارف، فيما فضل أمين عام الأفلان جمال ولد عباس التركيز على ولاية خنشلة.

 

حملة انتخابية "محتشمة" و"باهتة" في يومها الأول من خلال الملصقات الإشهارية  

هذا وبدت الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية "محتشمة" و"باهتة" في يومها الأول من خلال الملصقات الإشهارية حيث غابت أغلب القوائم الانتخابية عن المساحات الإشهارية المخصصة في حين سجلت أحزاب أخرى حضورها بقوة لاسيما في الأحياء الشعبية.

ففي جولة عبر شوارع الجزائر العاصمة تبدو المساحات المخصصة للملصقات  

الانتخابية شبه فارغة حيث لم تضع أغلب الأحزاب والقوائم التي تخوض غمار هذه  

الاستحقاقات ملصقاتها الإشهارية في اليوم الأول من الحملة وهو ما أعتبره بعض المواطنين "بداية محتشمة وباهتة" لهذه الحملة التي ستدوم 21 يوما.

ومن بين 15 قائمة حزبية وقائمتين حرتين سجل كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة الإصلاح الوطني حضورها القوي في أغلب بلديات العاصمة من خلال ملصقاتها التي تتضمن قوائم المرشحين في حين غابت أغلب الأحزاب عن هذا الفضاء العمومي المخصص للترويج للقوائم الانتخابية واستمالة الوعاء الانتخابي.

القائمتان الحرتان كان تواجدهما جد محدود في اليوم الأول من الحملة بحيث لا توجد ملصقاتهما إلا بشكل معزول في بعض البلديات مثل باب الواد وبن عكنون، وفي بلدية بن عكنون مثل القبة وحسين داي تبدو أغلب المساحات المخصصة للإشهار الانتخابي شبه فارغة باستثناء بعض الملصقات التي لم تتجاوز في أحسن الحالات خمسة ملصقات من أصل 17 ملصق يفترض أن تكون موجودة مع انطلاق الحملة، نفس الملاحظات تنطبق على بلديات أخرى مثل العاشور وواد الرمان في حين تم تسجيل حالات معزولة من اللصق العشوائي للملصقات في أولاد فايت وحسين داي.

  

 

إكرام. س

من نفس القسم الحدث