الحدث

محللون: إقناع الناخبين بالبرامج وليس بنقاشات المقاهي والشوارع

في تقييمهم لليوم الأول من الحملة الانتخابية ومؤشرات تفاعل المواطنين

 

فراد: نزول الأحزاب إلى الشوارع والمقاهي مؤشر على اقتناعها بالعزوف الانتخابي

رزاقي: الأحزاب لم تقدم أي برنامج واضح في انطلاقة الحملة الانتخابية

 

أرجع عدد من المحللين السياسيين تكثيف العمل الجواري للأحزاب خلال اليوم الأول من الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبل إلى "اقتناعها بعزوف المواطن عن الانتخابات والحضور إلى التجمعات في الأماكن المغلقة". واعتبر الأستاذ رزاقي أن "المقاهي والشوارع هي فضاءات لتمرير رسائل بسيطة ولا تحمل أي نتائج فعالة لإقناع الناخبين"، ومن جهته، ذكر الأستاذ أرزقي فراد أن "توجه الأحزاب إلى العمل الجواري وترك التجمعات والمهرجانات الحزبية دليل على العزوف القوي للمواطن عن السياسة"، واتفق المحللان في أن "اختيار الأحزاب المعالم التاريخية والزوايا لإطلاق حملتها الانتخابية غير موفق وغير مجد، لأن المواطن بحاجة إلى الإقناع عبر البرامج والإيمان بمصداقية العملية الانتخابية".

ولقيت إطلالة أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي "عبر اليوتوب" لإعلان انطلاق الحملة الانتخابية "انتقادات من محللين سياسيين ورواد الفايسبوك"، واعتبروا مبادرة أويحيى "غير مجدية" لأن الحملة الانتخابية تبدأ في الميدان لإقناع المواطن وليس عبر التلفزيون والفايسبوك والتجمعات المغلقة". أما تحالف حركة مجتمع السلم فاستهل حملته من الشارع "عبر مسيرة مصغرة" في ساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة، "تميزت بفتور ولامبالاة المارة"، فيما توجه بعض المترشحين من أحزاب أخرى إلى "المقاهي والأحياء الشعبية". أما الأمبيا فانطلق من بلدية براقي وسيدي موسى "للدلالة على رمزية العشرية السوداء"، مثلما كشف عنه مرشح القائمة الإعلامي، جمال معافة. أما تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء فاستهل حملته من المعلم التاريخي "بيت مجموعة الـ 22 الثورية" وساحة حرية الصحافة بوسط العاصمة "للدلالة على التمسك بالخط الوطني ومبادئ ثورة أول نوفمبر". أما في الولايات الأخرى، فالأفلان أطلق حملته من باتنة باعتبارها مهد الثورة التحريرية، وحزب العمال من إليزي، وتحالف الفتح من وهران.

وسألت "الرائد" محليين سياسيين عن قراءتهم لمؤشرات الحملة الانتخابية في يومها الأول انطلاقا من نشاطات الأحزاب، وكذا عن أدوات تنشيط الحملة الانتخابية لدى الأحزاب وفاعليتها لإقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 4 ماي المقبل.

 

رزاقي: البرامج الانتخابية هي السبيل لإقناع الناخبين وليس كلام المقاهي

 

ذكر الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، أن "الحملة الانتخابية يفترض أن تنزل إلى الشوارع بشعارات وبملصقات وتحفيزات للمواطنين لإقناعهم بالانتخاب وليس بأمور أخرى"، وأضاف: "اطلعت على كثير من اللوحات الإشهارية للانتخابات مكتوب عليها عبارات تشجع العزوف وأخرى مناهضة للمشاركة في التشريعيات"، مضيفا: "الأحزاب لم تقم بدورها ولم تقدم أي مؤشرات واضحة عن برنامجها وأهدافها في بداية الحملة الانتخابية".

وفي نقطة ثانية، قال رزاقي "اختيار الأحزاب للانطلاق من الآثار والمعالم التاريخية والزوايا والأسواق غير مجد وغير موفق، لأن الأهم هو العمل الجواري المدعم ببرامج"، وأضاف: "الاتصال الجواري طبيعي وليس جديدا حتى فيما يخص النزول للمقاهي مثلما فعلها مرشح الرئاسيات في 1995 نور الدين بوكروح، لكنه غير مجد لأنها أماكن للمرور وليست لإيصال الرسائل السياسية". واعتبر المحلل السياسي أن "العمل الجواري يتطلب الوصول للمواطنين في بيوتهم عبر نساء مناضلات ومترشحات والأحياء الشعبية وتوزيع مطويات فيها البرامج وليس مجرد دفع مستحقات الجالسين في المقاهي"، وختم رزاقي: "المواطن بحاجة إلى إقناع بالانتخابات قبل إقناعه بالتصويت لصالح حزب أو قائمة".

 

فراد: نزول الأحزاب إلى المقاهي والشوارع مؤشر على اقتناعها بالعزوف الانتخابي

 

ومن جانبه، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، أرزقي فراد، أن "الانتخابات في الشارع الجزائري لا حدث لأنها لا تلبي تطلعات المواطنين وهي استنساخ لتجارب سابقة"، وأضاف: "ماذا ستقدم الأحزاب في الانتخابات المقبلة، لا شيء، هو تجديد للإخفاقات"، واعتبر فراد أن "العمل الجواري الذي انطلقت منه الأحزاب في بداية الحملة الانتخابية موجود من زمان، وبالمقابل هو مؤشر على وجود عزوف انتخابي"، وأضاف: "المترشحون نزلوا للشارع والمقاهي والأحياء هذا عمل جواري موجود معروف وطبيعي، لكن الجديد في الحملة الانتخابية هذه أن الأحزاب مقتنعة بتوسع العزوف الانتخابي".

وذكر فراد أن "مقاطعة المواطنين للتجمعات والمهرجانات الحزبية لا يمكن اعتبارها حدثا عرضيا، بل مؤشر واضح وقوي على أن الانتخابات صارت لا تعني له شيئا"، مضيفا: "التخوف الموجود هو من استقالة المواطن من السياسة والعمل السياسي، وبالتالي هذا سبب رئيسي ومباشر لنزول المترشحين للأسواق والمقاهي وتخليهم عن القاعات". وانتقد فراد "لجوء بعض الأحزاب إلى الزوايا والمعالم التاريخية كرمز لانطلاق حملتها الانتخابية"، معتبرا أن "المواطن بحاجة لإقناعه بالبرامج وليس بالظهور أمام المعالم التاريخية والزوايا".

يونس. ش

من نفس القسم الحدث