دعا رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، المواطنين للمشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية. وخاطب الجزائريين قائلا: "الانتخاب سلوك حضاري وديمقراطي، وهو السبيل الوحيدة لتأكيد المعارضة أو التأييد"، معتبرا أن التصويت يحقق هيئة تشريعية شرعية، ودون هذا الفعل الديمقراطي لا يمكن الحديث، خاصة أن شرعية الحكومة المقبلة مرهونة بشرعية المجلس الشعبي الوطني.
هاجم عمارة بن يونس، خلال تجمع شعبي له بدار الشباب سعيد سناني ببومرداس، أمس، بقوة دعاة المقاطعة، فهم، حسبه، يتبنون فكرا منافيا للديمقراطية، داعيا لضرورة الرفع من مستوى خطاباتهم والكف عن الخطاب المتدني. وقال: "كفانا من الخطاب المتدني وذهنية الصراعات، ويجب التعويض عنها وعن التجاذبات بالأفكار والبرامج". ورافع ذات المسؤول الحزبي لضرورة مراجعة القانون الخاص بالبلديات، لتمكين رؤساء المجالس الشعبية من صلاحيات أكبر لتسيير هذه الإمكانيات الهائلة، ومعالجة إشكالية السوق الموازية، خاصة أن الجزائر تعيش أزمة مالية واقتصادية خانقة، ترتبت عن تراجع مداخيل البلاد بحوالي 70 بالمائة من عائدات النفط، داعيا إلى إصلاحات وطنية وصفها بالصعبة ولكنها ضرورية، دون أن ينسى اقتراحه تحرير البنوك من القطاع العام وفتحها على الخواص مع مكافحة الفساد، باعتبار أن الفساد، حسبه، هو الطامة الكبرى لأي تنمية اقتصادية في العالم.
وهاجم التحرشات الغربية على الدول العربية، قائلا أن المصالح الغربية تتجاوز كل الاتفاقيات والمعاهدات القانونية والإنسانية، مشيرا إلى أن ما يقع في العالم العربي ليس إلا نتيجة لاقتياد شعوبها نحو وهم الربيع العربي الذي لم يأت لهم بالتغيير الذي ناشدوه بل أتى عليهم بالخراب".
وفي الشق الاقتصادي، خاض عمارة بن يونس في اقتراحات للتخلص من الأزمة الاقتصادية، بالتركيز على العقار الصناعي، مبديا استغرابه لعجز الجزائر، التي هي أكبر بلد إفريقي، عن التحكم في هذه المعضلة، حيث يسجل المشكل نفسه كأهم معرقل لاستقطاب المستثمرين الأجانب وحتى المحليين.