ركزت مجلة الجيش التي تعتبر لسان حال المؤسسة العسكرية، في عددها الـ 645، الصادر أمس، على الإنجازات التي حققتها مختلف القوات التابعة للجيش الوطني الشعبي في مجال مكافحة الإرهاب، ووصفتها بالنتائج "الإيجابية" التي قالت بأنها جاءت تطبيقا لخطة واستراتيجية محكمة وضعتها على أرض الميدان قيادة الأركان، كل من موقعه ومنصبه العسكري، وأوضحت أن "المتمعن في النتائج التي حققها أفراد الجيش الوطني الشعبي في الميدان خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، يدرك حجم التفاني والتضحية والسهر على تخليص البلاد من الطفيليات التي تطفو على سطح المياه العكرة، وتحاول دون جدوى تلويث الهواء النقي الذي يتنفسه شعبنا"، وركزت بلغة الأرقام على جاهزية الوحدات في التصدي للجماعات الإرهابية وبقايا هذا التنظيم.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش التي اطلعت عليها "الرائد"، التأكيد على أن "هذه النتائج المحققة على أرض الميدان لم تأت عن طريق الصدفة أو الحظ، وإنما تحققت بفضل كفاءة أفرادنا وتجندهم المطلق اللا مشروط وحبهم لجزائرهم، وكذا بفضل المتابعة الدائمة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وتعليماتها المتواصلة ولقاءاتها المستمرة على أرض الميدان مع كل الأفراد، ضباطا، ضباط صف ورجال صف"، حيث تم القضاء على 35 إرهابيا، وتوقيف 18 آخرين، إضافة إلى تحييد 59 من عناصر الدعم والإسناد، فيما بلغ عدد المهربين وتجار المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين الذين تم توقيفها بـ 3 آلاف عنصر. كما أضافت المجلة تقول أنه وخلال ذات الفترة استرجعت قوات الجيش 272 قطعة سلاح من مختلف الأنواع والعيارات، إضافة إلى أنواع عدة من الذخائر بلغ عددها 15897، ناهيك عن العربات والشاحنات والسيارات بمختلف أنواعها التي قدر عددها بنحو 242 عربة.
وبعيدا عن الأرقام والإحصائيات التي حققت خلال الفترة الماضية من قبل مختلف القوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع الوطني، تطرقت مجلة الجيش، في عددها الأخير، إلى الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية في عيد النصر، ودعا فيها إلى مواصلة مواجهة جميع الإخطار المحدقة بالجزائر مهما كان حجمها، حيث جاء فيها التأكيد "على بناتنا وأبنائنا أن يفتخروا بما أنجزوه وما حققوه، في محيط استطاعوا فيه استرجاع والحفاظ على الأمن والسلم، بفضل تضحيات شعبهم ووعيه، وفي المقدمة أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وقوات الأمن من درك وشرطة، الساهرين على أمن البلاد والعباد، وإنها لمناسبة نجدد لهم فيها جميعا، ضباطا وضباط صف وجنودا وعناصر، تحية إكبار وتقدير وانحناء خاشع على شهداء الواجب الوطني".
على صعيد آخر أكدت دراسة أمنية نشرت في العدد أن المواطن أبدى تجاوبا كبيرا مع مختلف الأجهزة الأمنية لمواجهة التهديدات والتحديات التي يتعرض لها البلد في الوقت الراهن، وجاء في الدراسة التي عنونت بـ "المواطنة والدفاع الوطني"، أن الإحصاءات الأخيرة من قبل مختلف الأجهزة الأمنية في بلادنا والخاصة بحصيلة نشاطاتها، تشير إلى التجاوب الكبير الذي أبداه المجتمع في مسائل الدفاع عن الوطن، مشيدا بالعلاقة بينه وبين مختلف هذه الأجهزة.
ولدى عرضها للعلاقة بين المواطنة والدفاع استندت الدراسة إلى المادة 75 من دستور 2016 " يجب على كل مواطن أن يحمي ويصون استقلال البلاد وسيادتها وسلامة ترابها الوطني ووحدة شعبها وجميع رموز الدولة ويعاقب القانون بكل صرامة على الخيانة والتجسس والولاء للعدو وعلى جميع الجرائم المرتكبة ضد أمن الدولة"، وتضيف المادة 76 "يجب على كل مواطن أن يؤدي بإخلاص واجباته تجاه المجموعة الوطنية، والتزام المواطن إزاء الوطن وإجبارية المشاركة والدفاع عنه واجبان مقدسان".
وقالت إن المواطنة تجعل من المواطن عنصرا أساسيا في مفهوم الدفاع ويتفق المختصون على أن الدفاع الوطني يبقى بعيدا عن تحقيق غاياته المرجوة إن لم يرتكز على روح المواطنة، ولأجل ذلك يطالبون بضرورة تحسيس كل فئات المجتمع بالمسائل المتعلقة بقضايا الأمن والدفاع الوطنيين قصد تنمية الحس الوطني وإدراكهم لمهامهم كطرف فاعل.