الوطن
منتدى الصناعة الجزائرية ...فضيحة تعكس الواقع؟!
الموعد طبعه سوء تسيير وغياب كلي للمسؤولين وأصحاب المؤسسات الصناعية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 مارس 2017
• تغيير مكان إقامة المنتدى في آخر اللحظات والخبراء فقط لتنشيط الندوات!
شهد أمس منتدى الصناعة الجزائرية فضحية من العيار الثقيل عندما غاب عنه المسؤولون الرسميون وكذا رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الصناعية في حين اقتصر الحضور فقط على الخبراء الاقتصادين الذين وجدوا أنفسهم يناقشون واقعا مزريا دون حضور المعنيين بهذا الواقع وهو ما يعكس حقيقية ما يعيشه قطاع الصناعة في الجزائر الذي طرحته الحكومة كأحد البدائل لاقتصاد الريع.
وقد بدأت الفضيحة عندما فوجئ المشاركون في هذا المنتدى الذي نظمته وكالة خاصة برعاية عدد من المؤسسات الصناعية بتغيير مكان إقامته وبرنامج اليوم الأول حيث كان من المنتظر إقامة هذا المنتدى في المركز الدولي للمؤتمرات بالصنوبر البحري كما أرسل في الدعوات التي وجهت للجهات المشاركة إلا أن مكان إقامة المنتدى تغير في أخر اللحظات ليتم توجيهه لفندق الشيراتون لأسباب تبقى مجهولة لغاية الآن، غير أن تغيير مكان إقامة المنتدى يعد لا شيء امام توالي الفضيحة التي كشفت عن سوء تسيير وفوضى جعلت من الموعد مرآة عاكسة لما تعيشه حقيقية الصناعة الجزائرية ، فقد اقتصر الحضور لهذا المنتدى الذي وصف في البداية بالموعد الهام و المبادرة الأولى من نوعها لتشريح واقع الصناعة في الجزائر ووضع مخطط لدعم الاقتصاد الوطني عن طريق تشجيع الصناعة، على الخبراء فقط رغم أن بيانات الجهة المنظمة تحدثت قبل أيام عن مشاركة رسمية لوزراء وحتى رجال سياسة وكذا مشاركة أكبر الصناعيين الجزائريين وبحضور ممثلو غرف التجارة والصناعة لعدد هام من الدول الأجنبية، إضافة إلى منظمات مهنية و شركاء اجتماعيون.
وتحدثت الجهة المنظمة قبل أيام أيضا ان التظاهرة ستسجل تواجد شركات صناعية كبيرة لاسيما سوناطراك وسفيتال وكوندور كما كان مبرمجا أن يتدخل أهم الصناعيين على راسهم أسعد ربراب صاحب مجمع "سيفيتال" وعبد الرحمان بن حمادي رئيس مجمع كوندور و كذا سليم عثماني مدير مجمع رويبة، فضلا عن خبراء في المجال الاقتصادي غير أن المسؤولين والوزراء لم يحضروا شانهم شأن الصناعيين ورجال الأعمال في حين أقتصر الحضور على الخبراء فقط الذين وجدوا انفسهم يناقشون قطاعا هامل ومفصليا بالنسبة للاقتصاد الوطني خاصة في وضعه الحالي دون حضور المعنيين بهذا القطاع و هو ما زاد من حجم الاستياء.
وحسب المنظمين فان رجل الأعمال صاحب مجمع "سفيتال" اسعد ربراب هو فقط من برر غيابه عن المنتدى بمشاركته في اجتماع آخر خارج البلاد في حين لم تتلقى الجهة المنظمة أي أسباب واضحة لغياب رجال الأعمال الاخريين و الذين كان من المفروض ان ينشطوا الندوات الافتتاحية وقد أكد المنظمون أن برنامج المنتدى عرف فوضى كبيرة معترفين أن التنظيم غير المحكم وغياب أغلب المسؤولين جعل الوضع فوضى حقيقية و اضطرهم وبطريقة استعجالية لتغيير البرنامج واستدعاء الخبراء لتنشيط الندوات الافتتاحية رغم أن الصناعيون هم من كانوا مبرمجين لإلقاء كلمات افتتاحية، و بغياب المعنيين بالصناعة الجزائرية يكون مرة أخرى حدث من الفروض انه هام اقتصاديا قد ذهب دون استغلال و هو ما يبين مرة أخرى حجم الفوضى التي تغرق فيها قطاعات حساسة اقتصاديا، ويوضح أن عقلية المصلحة الخاصة والبزنسة لا تزال طاغية على الشركات الصناعية الخاصة في ظل غياب رعاية و استراتيجية محكمة من السلطات العمومية في سبيل خلق شراكة تكامل بين المؤسسات العمومية و الخاصة لدفع عجلة الصناعة، القطاع الذي يعول عليه كبديل من بين البدائل المطروحة للمحرقات.
وقد أعادت هذه الفضيحة للأذهان فضيحة المنتدى الأفريقي للاستثمار الذي عرف هو الاخر خللا تنظيميا جعله مناسبة "للشطيح والرديح" فقط دون تحقيق أي نتائج نافعة اقتصاديا ما يعني أن المناسبات الاقتصادية في الجزائر وبالأخص التي ـاخذ بزمام المبادرة فيها المؤسسات الخاصة أصبحت لمناسبة لصرف الأموال فقد دون أي نتائج حقيقية.
يذكر أن هذا المنتدى نظم بشراكة مع مجمع سيفيتال وكوندور وعمر بن عمر وحداد لأشغال الطرق و البناء والري، و كان من المفروض أن يكون عبارة عن لقاء حر بين المدراء التنفيذيين للشركات الصناعية من أجل مقاربة مصالحهم لرفع التحدي المتمثل في تصدير المنتوج الجزائري وخلق حوار بين مختلف مكونات الاقتصاد الوطني لمعالجة الثغرات المستمرة في الصناعة ووضع خطة مستدامة و فعالة لدعم السياسة الاقتصادية الوطنية، وتحقيق أهداف النمو و التنمية وهو ما بقي مجرد شعارات.
س. زموش