الوطن

تأخر عقد قمة الجزائر يفسح المجال لتدخل عسكري أمريكي على ليبيا

الخطة تلقى الدعم المصري وتتوافق معها

تتوقع مصادر مطلعة على الملف الليبي أن تعجل واشنطن بالتنصل من التزاماتها مع الجزائر بشأن التسوية الأمنية لليبيا، خاصة مع دخول الطرف الروسي على الخط وخلطه لأوراق استمالة خليفة حفتر، الذي قاد زيارة نحو روسيا، في مقابل إرجاء القمة المرتقب عقدها في الجزائر مع كل من مصر وتونس لتكريس الطرح السلمي والحوار لفك خيوط المعضلة.

حيث توصّلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مخرج يمكنها من تحريك أطراف اللعبة من وراء الكواليس، بإقحام مصر التي يأتمر العقيد حفتر بأمرها، وتمكينها من الضوء الأخضر لضرب الجماعات الإرهابية النشطة على حدودها الغربية دون التستر على حقيقة التواجد العسكري الأمريكي على الأراضي الليبية منذ البداية، حيث اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية، قبل يومين، "بوجود قوات خاصة أمريكية محدودة العدد في ليبيا، وتتولى عمليات استخباراتية بطائرات استطلاع دون طيار انطلاقا من قاعدة في تونس".

وأضافت على لسان الجنرال توماس والدهوسر، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا: "واشنطن لديها حاليا مجموعة صغيرة من العسكريين في ليبيا لغايات استخباراتية أساسا، وسنبقي قوة قادرة على الإنتاج الاستخباراتي والعمل مع مختلف المجموعات عند الحاجة، لتتمكن من مساعدة حكومة الوفاق الوطني على مهاجمة أهداف لتنظيم داعش".

وتوقّعت بعض الأطراف في مصر تسجيل حراك عسكري جديد على حدودهم الغربية بقيادة مصرية وإشراف أمريكي، حيث ذكر تقرير لمنظمة العدل والتنمية الحقوقية المصرية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "سيعطى الضوء الأخضر للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة التي تقوده إلى واشنطن في 4 أفريل القادم، لمحاربة الجماعات الإرهابية التي ربما تعزز تواجدها على الحدود المصرية الليبية".

وتوسّع الولايات المتحدة الأمريكية حظوظ سيطرتها على صانعي القرار في ليبيا، مستغلة تأجيل قمة الجزائر التي لا تزال تراوح مكانها رغم الصدى الإيجابي الذي تم الاتفاق عليه في اجتماع تونس وخريطة الطريق التي حددها لها من أجل حل توافقي وسلمي بين الفرقاء الليبيين، مع وزن الجانب المصري الذي اقتنع وقتها بضرورة تأييد الطرح الجزائري المدعوم من طرف روسيا، وهي المعروفة بموقفها الرافض شكلا ومضمونا للتحاور مع المؤتمر الوطني لطرابلس بسبب العداء الكبير للنظام العسكري المصري لفكر الإخوان المسلمين الذي يعد مرجعية المؤتمر.

إكرام. س

 

من نفس القسم الوطن