دولي

الداخلية تغلق منافذ غزة عقب اغتيال فقها

في إطار إجراءاتها الأمنية المشددة

أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، الأحد، إغلاق كافة المنافذ البحرية والبرية لقطاع غزة حتى إشعار آخر، وقال إياد البزم الناطق باسم الوزارة في تصريح صحفي نقله موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" إن الإغلاق يشمل حاجز بيت حانون/ إيرز شمال القطاع، إضافة للساحل، والحدود الشرقية والجنوبية والشمالية، وأوضح أن هذا الإغلاق يأتي في سياق الإجراءات الأمنية المكثفة المتخذة من وزارة الداخلية بغزة، في أعقاب جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها.

ولاحقا، قال البزم في تصريح عبر صفحته على "فيسبوك": "تقديرا للظروف الإنسانية يسمح للحالات الإنسانية من سكان قطاع فقط غزة بالعودة للقطاع عبر حاجز بيت حانون"، وشيعت جماهير غفيرة بمدينة غزة، ظهر السبت، جثمان الشهيد القائد في كتائب القسام "فقها"، الذي اغتيل مساء الجمعة، في حي تل الهوى جنوب المدينة، برصاص مجهولين.

 

الفصائل: اغتيال فقها يستدعي حملة أمنية قوية ضد العملاء

استنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية، جريمة اغتيال الأسير المحرر والقيادي في كتائب القسام مازن فقها، غرب مدينة غزة، محمّلةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن عملية الاغتيال، وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن ارتكاب الاحتلال عملية اغتيال الأسير المحرر مازن فقها بمنزلة إعلان حرب على قطاع غزة ينبغي التعامل معه ضمن هذه المقاييس، محمّلا العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن قرار الاغتيال، وأضاف البطش في تصريح صحفي " يجب أن نتعامل مع هذا الإعلان ضمن هذا السياق، الأمر الذي يستدعي قطع يد المحتل وأعوانه؛ حتى يتوقف ولا يكرر مثل هذه الجريمة"، وأوضح أن جريمة اغتيال فقها جاءت نتيجة خرق أمني سجل فيه العدو إنجازاً باغتيال الشهيد، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية لن تقبل بهذا الاغتيال، وسترد بالشكل المطلوب والمناسب.

وتابع: "لا ينبغي أبدًا لنا في فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي أن نقبل بمنطق الاغتيال"، مشيرًا إلى ضرورة أن يقابله رد من الفصائل مهما بلغ الثمن.

 

تحول بممارسات الاحتلال

من جهته أكد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن هذه العملية الجبانة هي تحول نوعي في ممارسات الاحتلال بحق الأسري المحررين، وتتطلب موقفا فلسطينيا جادًّا يرتقي إلى مستوى هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق الشهيد مازن فقها، وأوضح: "الاحتلال واهم بأنه عندما يغتال مناضلا كمازن الفقهاء سيوقف مسيرة المقاومة"، مؤكداً أن الدم الفلسطيني الذي يسيل على هذه الأرض سيجمع الكل الفلسطيني أمام هذه الجرائم، وأضاف: "هذا يقتضي أن يكون الرد الفلسطيني يتساوى مع حجم الجريمة"، مطالباً بموقف فلسطيني جاد يلجم الاحتلال ويجعله يحسب ألف حساب قبل أن يرتكب أي جريمة.

وقال أبو ظريفة: "مطلوب أن نتحرك نحو من رعى صفقة وفاء الأحرار بتحمل مسئولياتهم تجاه ما يرتكبه الاحتلال بحق الأسري المحررين والتي آخرها جريمة اغتيال الأسير المحرر فقها"، مشدّداً على ضرورة لجم الاحتلال من خلال راعي الصفقة والعودة لنص الاتفاق، ولفت إلى ضرورة أخذ كل وسائل الحيطة والحذر من الأسرى المحررين، خاصة أن الاحتلال يتصف بالغدر والخيانة، وطالب أبو ظريفة السلطة الفلسطينية بضرورة إيصال رسالة قوية للاحتلال بالتحلل من كل الالتزامات التي أملاها اتفاق أوسلو، وأن تفتح أفقا لشباب الانتفاضة بمواجهة الاحتلال بالوسائل والطرق المختلفة.

 

تغيير قواعد اللعبة

من جهته أكد القيادي في حركة حماس مشير المصري أن اغتيال الشهيد فقها جريمة صهيونية جبانة سيدفع العدو الصهيوني ثمنها باهظاً، مؤكدًا أن دماء الشهيد غالية ومهرها الثأر، وأوضح المصري في حديث لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن محاولة العدو الصهيوني تغيير قواعد  اللعبة مع المقاومة الفلسطينية على أرض قطاع غزة ستبوء بالفشل، لأن المقاومة ستكون له بالمرصاد، مؤكداً أن العدو سيندم على اللحظة التي فكر فيها بتغيير قواعد اللعبة، "وأن أرض غزة ستكون محرمة عليه، وسيبقى لحمها مرّا".

وأضاف: "لكل فعل رد فعل، والمقاومة الفلسطينية تعرف كيف ترد على مثل هذه الحماقات التي يرتكبها العدو الصهيوني"، مشيرًا إلى أن ساحة غزة مختلفة عن أي ساحة في العالم يمكن أن يرتع فيها الموساد الصهيوني، وعدّ المصري إقدام عملاء الاحتلال على تنفيذ هذه العملية بأيديهم على أرض القطاع تطورا خطيرا، مطالباً القضاء والأجهزة الأمنية في قطاع غزة بالضرب بيد من حديد على عملاء الاحتلال الذين كان لهم الدور الأكبر في عملية الاغتيال، لافتاً إلى ضرورة ملاحقتهم ليدرك الاحتلال مع من يعبث.

 

هروب من الأزمات

بدوره قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو إن اليمين المتطرف في "إسرائيل" أصبح يبحث عن وسائل جديدة من أجل الإفلات من المأزق الحكومي والأوضاع الداخلية، من خلال الاستقواء على قطاع غزة ومحاولة جره إلى معركة يرسخ من خلالها قواعد لعبة جديدة، وقال سويرجو في حديث صحفي مع الصحافة المحلية هناك إن "المطلوب الآن هو العودة للطاولة المستديرة للحوار الوطني الميداني من أجل تقييم الحالة الأمنية في القطاع"، وشدّد القيادي في الجبهة الشعبية أنه يجب على المقاومة أن تختار توقيتها في الرد على عملية الاغتيال الجبانة، وفي أي مكان تراه مناسباً، مطالباً فصائل المقاومة بوضع الخلافات جانباً في مثل هذه الظروف.

وأضاف: "يجب إعادة تقييم الحالة الأمنية في قطاع غزة، والعمل قدر المستطاع على حماية المناضلين، وعدم التهاون في توفير ما يبعدهم عن أيدي الاحتلال وأعوانه".

وبدوره قال القيادي في حركة حماس فازع صوافطة: "إن عملية اغتيال الشهيد هي عملية جبانة؛ فالاحتلال الصهيوني استخدم الأيدي المأجورة لتنفيذ مخططاته، ولم تكن هذه العملية عملية بطولية لأن مكان سكن مازن معروف، ويستطيع أي شخص الوصول له، لذلك فهذه العملية لا تشكل بأي شكل من الأشكال إنجازا للعدو الصهيوني، بل تدل على ضعفه عن المواجهة في ساحات القتال".

وأضاف القيادي صوافطة لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" في تعليقه على اغتيال مازن فقها:  "الشهيد مازن رجل من رجالات الوطن. لا يمكنني أن أنسبه لفصيل فهو ابن فلسطين كلها، هو رجل يمثل كل فلسطيني شريف في هذا الوطن، مازن كباقي القيادات الذين استشهدوا من قبله بدأ مسيرته من جامعة النجاح من خلال التحاقه بصفوف الكتلة الإسلامية، ثم التحق بحركة حماس وكتائب عز الدين القسام، وكانت مسيرته حافلة بالعطاء والجد والاجتهاد".

الوكالات

 

من نفس القسم دولي