الوطن

الساحة السياسية في حالة "جمود" على بعد 15 يوما من الحملة الانتخابية

في وقت تغرق الأحزاب في مشاكل داخلية وأمور تقنية وتنظيمية لا تهم الناخب

تحالف الاتحاد: برنامجنا الانتخابي جاهز وانطلاقتنا هذا الأسبوع بلقاءات شعبية 

 

اختار حزبا الأرندي والأرسيدي مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" لانطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبل، ونشر الحزبان برنامجهما الانتخابي مفصلا وشاملا لكل القطاعات وفق رؤيتهم السياسية لحل لأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في حين اختار الأفلان وتحالف الاتحاد وحركة حمس "لقاءات جوارية وندوات وطنية" لإبراز أهم نقاط برنامجهم الانتخابي، أما باقي الأحزاب فلا تزال غارقة في الأمور التقنية وترتيب بيتها الداخلي، رغم أن انطلاق الحملة الانتخابية قانونيا محدد بتاريخ 9 أفريل المقبل، وهذا ما دفع مراقبين إلى "توقع حملات انتخابية باهتة ولا يتجاوب معها الناخبون بحكم أنهم غير مطلعين على الخطوط العريضة للبرامج الانتخابية"، وكذا "ازدياد المخاوف من توسع العزوف الانتخابي بسبب غياب التنسيق بين الجوانب التقنية والتنظيمية مع القناعات السياسية للمترشحين".

وتطرقت "الرائد" إلى عدد من الأحزاب التي نشرت برنامجها الانتخابي المسطر ومفصلا وفق محاور واضحة وشاملة، على غرار "الأرندي" و"الأرسيدي" منذ انطلاق المرحلة الأولى للعملية الانتخابية التي بدأت باستدعاء الهيئة الناخبة في 2 فيفري الفارط. ومن جهة ثانية، سألت بعض الأحزاب التي لا تزال تناقش أمورها الداخلية ومشاكل تنظيمية على غرار التعهدات مع المترشحين وضبط أمور تقنية، وكذا التحالفات، منها تحالف الفتح وتحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء.

 

الأرسيدي أكثر الأحزاب تنظيما واستعدادا للتشريعيات 

يظهر في الساحة الوطنية حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي" كأول حزب انتهى من تحضيرات الأمور التنظيمية والتقنية والسياسية على غرا برنامجه الانتخابي منذ فترة طويلة تحضيرا لتشريعيات 4 ماي المقبل، فبعد إعلانه المسبق في جويلية الفارط "دخوله التشريعات قبل مناقشة الموضوع في هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة" التي كان جزءا منها، شرع الحزب منذ استدعاء الهيئة الناخبة في نشر متزامن ومنتظم لبرنامجه الانتخابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" وموقعه الإلكتروني الرسمي ابتداء من 13 فيفري، وكذا عبر لقاءات جوارية لرئيس الحزب ومكاتبه الولائية، كما ساهم رئيس الحزب في لقاءات إعلامية عبر قنوات تلفزيونية ونقاشات مفتوحة في شرح برنامج حزبه الانتخابي وفق المحاور التي تطرق لها، وبدأها بتبرير مشاركته في تشريعيات 4 ماي المقبل على اعتبار أنها "انطلاقة جديدة للجزائر في مختلف المجالات". وتطرق البرنامج الانتخابي للحزب إلى عدة محاور بينها عرض مقترحاته لتطهير المالية العامة وإعداد النظام الضريبي البيئي، ومحور وسائل الإعلام والديمقراطية، ومحور اللغات الرسمية والتنظيم الإداري والحريات وحقوق الإنسان، كما تطرق لمحور الصحة والعمل والضمان الاجتماعي والتشغيل، وكذا المدرسة، التكوين المهني والتعليم العالي.

 

أويحيى يدشن التشريعيات بتجمع شعبي في إليزي

أما التجمع الوطني الديمقراطي، فأطلق أول محاور برنامجه الانتخابي في تجمع شعبي نظمه الأمين العام للحزب، أحمد أويحيى، بولاية إليزي يوم 18 مارس الفارط، وتبعه نشر منتظم لبرنامج الأرندي الانتخابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" وموقعه الرسمي الإلكتروني. وجاءت في البرنامج ثلاثة محاور موسعة هي الحفاظ على وحدة البلاد واستقراره وأمنه، والمحور الثاني يتطرق لموضوع مواصلة تحسين الحكامة المتعلقة بالمسؤولية السياسية ووظائف الدولة، وفي المحور الثالث تسريع الانتقال الاقتصادي بينها الإبقاء على الدور المحرك للنفقات العمومية الموجهة للاستثمار وتكييفه، وترقية سياسة تنموية متوازنة عبر التراب الوطني، وتميز برنامج الأرندي بتلخيص محاور التوجهات السياسية للحزب، خصوصا أنه يطمح للحصول على الأغلبية في البرلمان المقبل وقيادة الحكومة. وأضفى أويحيى على محاور البرنامج الانتخابي للحزب الطابع الاجتماعي بعد أن واجه في مناسبات سابقة انتقادات كبيرة حول توجهات حزبه الليبرالية ودعم فرض ضرائب على الطبقة الهشة ورفع الدعم عن المواد الأساسية.

 

تحالف الاتحاد: برنامجنا الانتخابي جاهز وانطلاقتنا هذا الأسبوع بلقاءات شعبية

على صعيد آخر، قال نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان، أن "تحالف الاتحاد أوكل وضع برنامجه الانتخابي للجان متخصصة وإطارات ونواب سابقين، وفق محاور متنوعة بين الجانب السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي"، وأضاف: "برنامج الاتحاد يدعم برامج الأحزاب الثلاثة المشكلة له وسيكون لدى المترشحين في كل الولايات هذا الأسبوع". واعتبر الدان أن "محاور البرنامج تتناول الثوابت الوطنية وتسيير الدولة داخليا وخارجيا، ومحورا اجتماعيا للعودة إلى أسس بيان أول نوفمبر الذي يحدد طابع الدولة الاجتماعي بعيدا عن الرأسمالية المتوحشة والاشتراكية الشعبوية". وجدد المتحدث أن "الأحزاب التي تأخرت في وضع برنامجها الانتخابي واجهت عراقيل داخلية في القوائم والتوقيعات"، مشيرا إلى "تورط أحزاب في بيع رؤوس القوائم وتغول أصحاب الشكارة"، مضيفا: "هذه الممارسات هي التي جعلت الساحة الوطنية تعرف جمودا نسبيا في نشاط الأحزاب".

وفي نقطة تحمل الأحزاب لمسؤولية العزوف الانتخابي بسبب ضعف برنامجها الانتخابي، قال الدان: "العزوف موجود في كل المحطات السابقة لكن هذه التشريعيات تختلف عنها لأنها ترسم مستقبل المؤسسات المنتخبة بعيدا عن التلاعبات في العلمية الانتخابية". وأضاف: "العزوف سينتهي إذا كان الحضور من الأحزاب قويا ونشيطا، أما إذا غابت الأحزاب فعلى الشعب معاقبتها وليس المقاطعة". واعتبر المتحدث أن "تحالف الاتحاد سينشط لقاءات جوارية في سعيدة والنعامة وجيجل خلال هذا الأسبوع".

 

تحالف الفتح: العزوف مسؤولية المواطن والقائمين على العملية الانتخابية

أما تحالف الفتح الذي يضم خمسة أحزاب هي الحزب الوطني الجزائري والحزب الوطني الحر وحركة المواطنين الأحرار وحزب نور الجزائري وحزب الشباب الديمقراطي، فاعتبر رئيس الحزب الوطني الجزائري، يوسف حميدي، أن "التحالف سيدخل في 27 ولاية وكل حزب مكلف برشح برنامجه للناخبين مع النقاط المشتركة التي تجمع أقطاب التحالف"، مضيفا: "لا يوجد لدينا برنامج انتخابي مشترك، لكن اتفقنا على دعوة كل حزب لبرنامجه في الحملات الانتخابية والاتفاق على نقاط مشتركة تجمعنا"، وأضاف: "إلى حد الآن أتممنا الإجراءات القانونية والتقنية وسنشهد عملية القرعة هذا الأسبوع، ثم نلتقي للتشاور على المحاور القادمة". واعتبر حميدي أن "تحالف الفتح سيضع شعارا موحدا في اللقاء المرتقب هذا الاثنين وكذا الأمور التقنية والتنظيمية للتحالف وطنيا".

وعن احتمال توسع العزوف الانتخابي بسبب ضعف البرامج الانتخابية للأحزاب، قال حميدي أن "كل الجزائريين يتحملون المسؤولية في حالة توسع العزوف الانتخابي، لعدة اعتبارات بينها ضعف الأحزاب وتقصير القائمين على العملية الانتخابية، وحتى الناخبين الذين يرفضون التغيير"، وأضاف: "المواطن كذلك يتحمل مسؤوليته حين يلتفت للمقاطعين من بعض المتطرفين السياسيين الذين يرفضون زرع الأمل وتهميش النخبة"، مشيرا: "أحزاب رشحت الشيوخ وأصحاب الشكارة على حساب الإطارات والشباب". وتساءل حميدي: "أين هو البديل إذا قاطع الناخبون الانتخابات، البديل موجود في المترشحين الأكفاء والشباب الواعي والجامعي"، مختتما: "الامتناع وفقدان الأمل ليس حلا، لأنه لا يوجد من يسير الجزائر ومؤسساتها في حالة الغياب وترك المكان شاغرا".

يونس. ش

 

من نفس القسم الوطن