الوطن

الأحزاب تسير ببطء نحو حملات انتخابية "باهتة"

تحضيراتها تقتصر على إمضاء التعهدات وغياب البرامج الانتخابية

حزب العمال: التشريعيات معركة سياسية كبيرة ضد المال الفاسد 

 

رافق المرحلة الأولى من العملية الانتخابية التي انتهت باختتام الطعون والرد عليها، "حضور سياسي باهت" لدى التشكيلات السياسية المشاركة في تشريعيات 4 ماي المقبل. وكشفت تحضيرات الأحزاب عن تماطل في وضع البرامج الانتخابية وغياب الحملات التحسيسية وسط المواطنين. ورغم أن الآجال القانونية التي تسبق انطلاق الحملة الانتخابية تبدأ هذا السبت بتوزيع الهياكل وأرقام قوائم المترشحين، إلا أن اللافت في هذه المرحلة "اكتفاء الأحزاب المشاركة بعمل داخلي تقني"، في وقت كان عليها تحضير هذا العمل التقني منذ شهور. فهل تصدق توقعات مراقبين بأن "نجاح الحملات الانتخابية يبدأ من هذه المرحلة التحضيرية"؟

سألت "الرائد" عدة أحزاب مشاركة في تشريعيات 4 ماي المقبل، عن تقييمهم للمرحلة الأولى من العملية الانتخابية التي بدأت منذ استدعاء الهيئة الناخبة في 2 فيفري المنصرم إلى غاية 19 مارس، وكذا تحضيراتهم للمرحلة الثانية التي تنطلق قانونيا يوم 9 أفريل للحملة الانتخابية.

 

الجزائر الجديدة: نقوم بعمل تحسيسي مع المواطنين والمتعاطفين والأصدقاء

كشف رئيس حزب الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، أن حزبه "دخل بقوائم في 15 ولاية على المستوى الوطني محتلا المرتبة الـ 17 من بين 65 قائمة وتحالف". وعن تحضيرات حزبه للمرحلة الثانية من العملية الانتخابية، قال إنه "يتم التحضير لها في الحزب بضبط المادة الإعلامية والدعائية ومخطط الحملة الانتخابية وفتح المقرات الولائية والمداومات امام المواطنين". وأضاف: "في الوقت الراهن نقوم بحملات تحسيسية مع المواطنين والمناضلين والأصدقاء والمتعاطفين، في انتظار انطلاق الآجال القانونية للحملة الانتخابية". واعتبر المتحدث أن "حزبه في اتصال مع بعض الأحزاب من أجل الدخول معهم خلال المرحلة الأخيرة من العملية الانتخابية (يوم الاقتراع والفرز) في تنسيق"، مضيفا: "اتفقنا وديا على التعاون في مراقبة العملية الانتخابية والصناديق وضبط المحاضر، لكن إلى حد الآن لا يوجد شيء عملي".

وعن مجريات المرحلة الأولى التي انقضت منذ يومين فقط، قال بن عبد السلام: "خلال هذه المرحلة الأولى سجلنا تحفظاتنا بخصوص مشكلة الأرقام لبطاقات الناخبين التي تختلف عن الاستمارات"، وأضاف: "بسبب هذا الاختلاف في الأرقام تم إسقاط عدة مترشحين". واعتبر رئيس حزب الجزائر الجديدة أن "الأمور جرت بشكل عادي لأن التحفظات الأخرى متعلقة بأخطاء مادية للأشخاص وليس الإدارة". وعن دور هيئة دربال في المرحلة الأولى، أضاف: "عمل الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات لم يظهر لأن الأمور منذ بدايتها تمت على مستوى الإدارة".

 

العمال: لاحظنا تغول المال الفاسد في المرحلة الأولى للانتخابات

أما حزب العمال، فاعتبر القيادي رمضان تعزيبت أن "الحزب يحضر لاجتماع إطاراته ومتصدري القوائم في 40 ولاية نهاية الأسبوع (غدا الجمعة والسبت) من أجل استكمال التحضيرات"، وأضاف: "لدينا في برنامج العمل اعتماد الالتزام الانتخابي للحزب والتعهد باحترام إرشادات الحزب وتعليماته والكشف عن مواقف حزب العمال من المرحلة الحالية"، وأضاف: "سندخل معركة سياسية كبيرة، ويجب التحضير لها جيدا"، في إشارة إلى عدد التشكيلات السياسية المشاركة إلى جانب وجود أكبر تحالف يجمع ثلاث قوى سياسية معارضة وهي الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والتنمية وتحالف حمس والتغيير إلى جانب الأفلان والأرندي. وعن تحفظات الحزب في المرحلة الأولى من العلمية الانتخابية، قال تعزيبت: "لاحظنا استعمال المال الفاسد على نطاق واسع، ورجال المال يبحثون عن الحصانة البرلمانية وليس العمل البرلماني التشريعي والرقابي".

وعن تحضيرات الحزب للمرحلة الثانية، ذكر القيادي في حزب العمال أن "التواصل مع الأحزاب سيكون في مرحلة قادمة بحكم أنه ضروري في مراقبة الصناديق والفرز والمحاضر التي تتم بطريقة القرعة"، وأضاف: "لحد الآن لا يوجد تواصل لكن في الأيام القادمة سيكون هناك بحث مع التشكيلات الحزبية الأخرى". وعن تمويل الحملة الانتخابية للحزب، قال تعزيبت: "الكل يعرف أن حزب العمال لديه مداخيل برلمانية بحيث كل نائب يقدم ثلث راتبه لخزينة الحزب، كما قمنا بحملات دعم من المناضلين والتجار الصغار".

 

الإصلاح: المرحلة الأولى مرضية وأكملنا تحضيراتنا للحملة الانتخابية

وعلى صعيد حركة الإصلاح الوطني، قال رئيس الحركة، فيلالي غويني، أن "حزبه سجل 10 تحفظات وطنيا ورفض قائمة للجالية بالخارج من قبل الإدارة"، مفصلا: "بعد دراسة الإدارة للملفات تحفظت على بعض المترشحين بسبب أخطاء إدارية وهي ثمانية، واثنين بسبب التحقيقات الأمنية السلبية في حقهم"، وأضاف: "لم يتم إسقاط أي قائمة من قوائم الحزب وطنيا والتي بلغت 31 ولاية"، مضيفا: "قدمنا كذلك طعنا لدى المحكمة الإدارية في العاصمة بخصوص قائمة الجالية، وتم رفضه مثل باقي الأحزاب لاتي قدمت طعون".

وعن تحضيرات حزبه للمرحلة الثانية من العملية الانتخابية، قال غويني: "قاربنا على إنهاء البرنامج الانتخابي المتعلق بالتجمعات والتظاهرات لتغطية كل الولايات التي شاركنا فيها"، مضيفا: "سنعقد تجمعات في ولايات الجنوب على غرار أدرار وتمنراست وبشار، وكذا تحضير برنامج منافس في الولايات الداخلية والعاصمة"، وأضاف: "مضمون خطابنا الانتخابي يتمحور حول التوافق الوطني وتعزيز الاستقرار في البلاد والتنمية الشاملة"، معتبرا أن "حزبه سيقوم بعدة اتصالات مع الأحزاب للتنسيق في مراقبة الانتخابات والتعاون لحماية العملية".

يونس بن شلابي
 

من نفس القسم الوطن