الوطن

مخاوف من تأثير فضيحة اللحوم البرازيلية على السوق الوطنية في رمضان؟!

الجزائر قررت تجميد الاستيراد بشكل مؤقت

وزارة التجارة تلمح لإمكانية وقف استيراد اللحوم من البرازيل بشكل نهائي

لاماس: 200 مليون دولار فاتورة استيراد لحوم أغلبها من البرازيل! 

بولنوار يدعو لفتح تحقيق في الجهة التي عطلت استيراد اللحوم من السودان! 

 

لن يخدم توقيت فضحية اللحوم الفاسدة التي ظهرت بالبرازيل واضطرت على إثرها السلطات الجزائرية تجميد الاستيراد بشكل مؤقت السوق الوطنية من اللحوم والتي من المنتظر ان تشهد عجزا كبيرا خاصة ونحن على مقربة من شهر رمضان أين يتضاعف الاستهلاك على هذه المادة غير أن عدة أطراف لها علاقة بالملف اكدت أمس أن البديل موجود ويمكن تحويل الاستيراد لدول أخرى على رأسها السودان داعية للتوقيف الكلي لاستيراد اللحوم من البرازيل وليس بصفة استثنائية فقط باعتبار ان نوعية هذه اللحوم التي تأتي من هذا البلد تعد رديئة مقارنة ببلدان يمكن للجزائر التعامل معها.

كشف أمس مسؤولون بوزارة الفلاحة أنه وبعد الفضيحة التي ظهرت بالبرازيل بخصوص تصدير البرازيل للحوم ودواجن فاسدة تحتوي على مواد مسرطنة تقرر تجميد الاستيراد بشكل مؤقت بحيث تم توقيف تراخيص الاستيراد في انتظار تقارير المصالح البيطرية في البرازيل حول هذه الفضيحة.

 

مستشار تبون يلمح لإمكانية وقف استيراد اللحوم من البرازيل بشكل نهائي وليس مؤقت فقط 

وهو نفس ما أكده أمس لـ"الرائد" المستشار الإعلامي لوزير التجارة بالنيابة أحمد مدني حيث قال هذا الأخير أن وزارة التجارة بدورها قررت توقيف استيراد اللحوم من البرازيل خوفا على صحة المستهلك بعد الفضيحة التي ظهرت بهذا البلد واشتباه وجود شركات تصدير تصدر لحوم فاسدة لا تصلح للاستهلاك الادمي ولمح مدني أن يكون هذا القرار قرار نهائي وليس مؤقت فقط مشيرا أن هناك لجنة نصبت عللا مستوى وزارة التجارة ستمنح تراخيص استيراد اللحوم تحسبا لشهر رمضان مشيرا لإمكانية استبعاد البرازيل من قائمة البلدان التي تتعامل معها الجزائر بشكل نهائي حتي وبعد ظهور تقارير المصالح البيطرية في هذا البلد قائلا " لا يوجد البرازيل فقط لنستورد منه" هناك بلدان أخرى يمكن لنا أن نتعامل معها واللجنة الموجودة على مستوي الوزارة هي من ستقرر بحيث نضمن للجزائريين الوفرة خلال شهر رمضان والاهم من ذلك سلامة المنتوج".

 

لاماس: 200 مليون دولار فاتورة استراد لحوم أغلبها من البرازيل! 

من جهته أعتبر إسماعيل لالماس، رئيس "الجمعية الوطنية لمستشاري التصدير"، في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن توقيت هذه الفضيحة لن يخدم السوق الوطنية التي دائما ما تعاني العجز في عرض اللحوم الحمراء خاصة مقابل الطلب الذي سيرتفع مع اقتراب شهر رمضان وقال لاماس أن الجزائر تستود ما قيمه 200 مليون دولار من اللحوم المجمدة أغلبها تأتي من البرازيل وتوقيف التصدير ولو بشكل مؤقت سيخلق خللا لن تتمكن الحكومة من معالجته بسبب ضيق الوقت الذي لا يزال يفصلنا عن شهر رمضان وهنا أنتقد ذات المتحدث غياب الرقابة على كل ما يستورد خاصة فيما تعلق باللحوم مبديا تخوفه من أن تكون هناك كميات من هذه اللحوم الفاسدة دخلت الجزائر كما نبه لاماس لضرورة وضع إجراءات صارمة للاستيراد في هذا التوقيت معتبرا ان مثل هكذا أزمة يمكن ان تشتغل من طرف بعض المستوردين لتضخيم الفواتير ونسق مساعي الحكومة ضبط الواردات.

 

بولنوار يدعو لفتح تحقيق في الجهة التي عطلت استيراد اللحوم من السودان! 

من جانبه أعتبر رئيس جمعية التجار والحرفيين الطاهر بولنوار في اتصال هاتفي مع "الرائد" ان مشكل استيراد اللحوم الحمراء دائما ما يطرح في هذا التوقيت بغض النظر عن فضيحة اللحوم البرازيلية الفاسدة مشيرا أنه من حيث المبدأ فأن المواصلة في أستراد اللحوم كان السبب في تحطيم الإنتاج الوطني حيث قال بولنوار أن منتجي اللحوم في كل مرة يتراجعن عن زيادة الانتاج خوفا من المنافسة غير المشروعة مع اللحوم التي تستورد، وأوضح ذات المتحدث أنه وعلى مستوى الشوق هناك عجز بحوالي 300 الف طن من اللحوم بحيث أن حجم العرض الوطني لا يتجاوز الـ700 ألف طن في حين أن ما يحتاجه السوق هو حوالي واحد مليون طن وهو ما يجعل الحكومة دائما ما تلجأ لاستراد الفارق وبخصوص فضيحة اللحوم البرازيلية.

على صعيد آخر قال بولنوار أن قرار تجميد الاستيراد قرار صائب باعتبار ان صحة المستهلك خط أحمر مشيرا انه حقيقية توقيت هذه الفضيحة لا يخدم السوق خاصة ونحن على مقربة من شهر رمضان غير أن البديل -يضيف المتحدث-موجود وهنا دعا وزارة التجارة لفتح تحقيق بخصوص الأطراف التي عرقلت استيراد اللحوم من السودان منذ 3 أو 4 سنوات مشيرا ان السلطات السودانية قدمت تسهيلات كبيرة للجزائر من أجل استيراد اللحوم التي تعد نوعيتها جيدة مقارنة بما يتم استيراده من البرازيل وحتي فيما تعلق بالسعر فالأسعار السودانية أقل من السعر البرازيلي مشيرا أن على وزارة التجارة استبدال الكمية التي كانت تستوردها من البرازيل بالسودان من اجل ضمان الوفرة في شهر رمضان والنوعية التي تراعي صحة المستهلك.

 

تفاصيل الفضيحة

يذكر أن الفضيحة بدأت بالبرازيل عندما اتهمت الشرطة البرازيلية الجمعة الماضي أكثر من 30 شركة لتجهيز اللحوم بدفع رشى لمفتشين صحيين من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة للاستهلاك الآدمي، وشملت لائحة الشركات المتهمة شركة "جي بي أس" أكبر مصدر للحوم الأبقار في العالم وشركة "بي آر أف" أكبر منتج للحوم الدواجن في العالم، التي تملك العلامتين التجاريتين "ساديا" و"بيرديغا". ودهمت السلطات البرازيلية أكثر من عشرة مراكز لتجهيز اللحوم في ست ولايات للبحث عن أدلة إدانة في ملف فضيحة الفساد التي ضربت أحد أكبر قطاعات التصدير في الاقتصاد المحلي. وهو ما خلق قلق في العديد من البلدان التي تستورد اللحوم منها الجزائر مصر الامارات والسعودية أني قررت هذه البلدات تجميد الاستيراد وتشديد الرقابة على هذه اللحوم في حين سارعت السلطات البرازيلية وعلى راسهم الرئيس البرازيلي للقاء دبلوماسيين من دول عديدة لإزالة المخاوف التي أثارتها فضيحة اللحوم الفاسدة والمغشوشة في عدة شركات برازيلية، وذلك لحماية هذه الصادرات الحيوية للبلاد.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن