الوطن

البيئة في خطر...؟!

بمناسبة اليوم العالمي للغابات والمياه جمعيات تصرخ:

وصفت أمس جمعيات نشطة في مجال حماية البيئة الوضع البيئي في الجزائر بالكارثي معتبرة أن إهمال السلطات العمومية وكذا غياب الحس البيئي لدى الجزائريين أدى لتعفن وتدهور بيئي يزداد يوما عن يوم مشيره للتأخر الكبير المسجل في العديد من قطاعات البيئة، والذي يبدأ من النفايات المنزلية، وإعادة تدويرها وصولا إلى التراجع الملحوظ في المساحات الخضراء والتلويث الصناعي، وغيرها كثير من المجالات البيئية التي لا تزال تشكل نقطة سوداء•

 تتعدد المشاكل البيئية في الجزائر والتي لم تجد لها حلولا لغاية الان فرغم دسترة القطاع البيئي‮ في التعديل الدستوري الأخير واستحداث سبعة مؤسسات تعنى بهذا المجال على‮ ‬غرار المرصد الوطني‮ ‬لمعالجة مشكل النفايات الصلبة ومرصد وطني‮ ‬للبيئة‮ ألا ان واقع هذه الأخيرة يتجاوز الخطر بكثير، فغياب أدنى قواعد احترام البيئة في المشاريع الاقتصادية، وتوسع الاسمنت على حساب الطبيعة والتلوث الذي أنتشر في أغلب المدن زد إلى ذلك غياب الوعي داخل المجتمع الجزائري حول خطورة الأمر جعل الوضع البيئي في الجزائر كارثي ولعل أبرز مشكل بيئي تواجهه الجزائر وأصبح مصدر قلق وإزعاج للمسؤولين هو مشكل تسير النفايات المنزلية الصلبة حيث دائما ما تكشف التقارير عن تنامي النفايات المنزلية الصلبة والنفايات المترتبة عن النشاطات العلاجية والنفايات الخاصة كما أن الجزائر ليست في منأى عن المخاطر الكبرى للنفايات الخاصة مثل الزيوت الصناعية والأميونت والزئبق، حيث تصنفها التقارير في الخانة الحمراء بعدما وصلت كميتها إلى مستويات مقلقة، كل هذا أثر على البيئة بشكل عام وعلى المحيط وحتى على الحيوانات فاللجنة الوطنية للصيد البحري، على سبيل المثال كشفت في العديد من المرات أنه ومنذ سنوات بدأت عشرات الأنواع من الأسماك تنقرض نتيجة تلوث مياه البحر بفضلات السفن والمصانع، محذرة أنه "إن استمرار الوضع الحالي ستتحوّل السواحل الجزائرية بعد 50 سنة قادمة إلى بحر ميت" ما يشكل تهديدا حقيقيا للتنوع البيئي في الجزائر وهو نفس ما حذرت منه مديرات الغابات مؤخرا عندما كشفت ان حوالي 3 ألاف نوع من الحيوانات مهددة بالانقراض بسبب اختلال النظام البيئي في الجزائر .

 هذا الوضع المتأزم، دفع بعدد من الجمعيات الشبابية بمناسبة اليوم العالمي للغابات أمس واليوم العالمي للمياه اليوم للتأكيد أن المشاكل البيئية في الجزائر كبيرة ومتعددة ومعقدة، معتبرة ان الجهود المبذولة لحماية البيئة سواء من طرف السلطات العمومية او حتى من طرف المجتمع المدني تبقي ضئيلة وغير كافية بالمقارنة مع ما تبذله الدول الأخرى، حيث لا تزال مدن كثيرة تعاني من وجود مفرغات النفايات العشوائية وغير الصحية ولم يتم لحد الآن معالجة الأمر. كما أن مشكلة التصحر مازالت لم تلق الاهتمام المطلوب، فمشروع السد الأخضر حسبهم بحاجة إلى إعادة التفعيل من جديد، بالإضافة إلى ضرورة السعي الجدي للانتقال إلى الطاقات النظيفة والبديلة كالطاقة الشمسية التي تزخر الجزائر بكم هائل منها، وتَبنِّي مناهج التنمية المستديمة والبيئة المستديمة في كل تنمية مستقبلية، والاهم تشجيع الثقافة البيئية بين المواطنين لخلق مشاعر الاهتمام بالبيئة وللتحسيس والتوعية بالقضايا والمشكلات البيئية. 

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن