الوطن

أميار منشغلون بالتشريعيات... والتحضير لقفة رمضان مؤجل؟!

فضائح العملية قابلة للتكرار هذه السنة أيضا

 

تعرف التحضيرات لشهر رمضان المقبل على مستوى العديد من البلديات تأخرا كبيرا رغم أنه التوقيت الذي من المفروض أن تكون المجالس المنتخبة قد بدأت فيه دراسة التدابير الخاصة بقفة رمضان وميزانيتها وكذا تحيين قوائم المستفيدين وضبط كيفية الإعانة إلا أن انشغال بعض الاميار بالتحضير للتشريعات وقبلها الترشح وقوائم الانتخابات جعل الملف مؤجل إلى حين الأمر الذي يجعل فضائح العملية قابلة للتكرار هذه السنة أيضا.

تباينت سيرورة التحضيرات لشهر رمضان على مستوى المجالس المحلية المنتخبة ففي الوقت الذي فتحت فيه بعض البلديات على المستوى الوطني باب التسجيلات لإعداد قوائم المستفيدين من قفة رمضان لهذه السنة، وشرعت مكاتب الشؤون الاجتماعية على مستواها في تحيين قوائم السنة الفارطة لم تبدأ العديد من البلديات الأخرى منها بلديات عديدة بالعاصمة تحضيراتها من أساسه حيث طغى ملف التشريعيات على اية ملفات تخص المواطن  ولم يتحرك الأميار المنشغلون بالانتخابات التشريعية والذين ضبطوا عقارب ساعاتهم على الموعد الانتخابي للتحضير لقفة رمضان وبقيت حاجة المعوزين ودعم الدولة الذي تخصصه سنويا لإعالة المحتاجين خارج اهتمامهم.

وقد برر هؤلاء الاميار التأخر المسجل في التحضير لقفة رمضان بعدم تلقيهم أية تعليمات من وزارة الداخلية في حين أشار أخرون أن قوائم العائلات المعوزة مضبوطة، لتبقى السيولة المالية والمساهمون في قفة رمضان الغائب الأكبر حيث لا تزال البلديات الصغرى عديمة المداخيل تنتظر إعانات الولاية والوزارة ومن ثم الشروع في هذه الإجراءات التي كثيرا ما تكون مع بداية رمضان، وهو السبب الذي كثيرا ما يعطل توزيع القفة في وقتها.

 

بلدية المرسى: نتخوف من تعطل التحضيرات لشهر رمضان بسبب التشريعيات 

 

وفي هذا الصدد أكد نائب رئيس بلدية المرسى المكلف بالشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة حكيم لحواو في اتصال هاتفي مع "الرائد"  أن المجلس الشعبي البلدي للمرسى لم يبدا بعد التحضيرات لقفة رمضان بسبب الانشغال بالتحضير للتشريعيات مضيفا ان تزامن الموعد الانتخابي مع شهر رمضان سيخلق خللا كبيرا على مستوى البلدية التي تنتظر التعليمات من وزارة الداخلية لبدا التحضيرات ولم يخفي لحواو تخوفه من تعطّل العملية، خاصة وأنه لا يفصلنا عن شهر رمضان الكثير.

مشيرا أن المواطنون يتوافدون على مقر البلدية للتسجيل في القوائم غير أن كل شيء معطل وهو ما قد يعيد تكرار سيناريوهات السنوات الفارطة أين تأخرت الإعانات في بعض البلديات لما بعد الاسبوعيين الأوليين من شهر رمضان ما يجعل هذه الأخيرة لا معنى لها خاصة وان حاجة المعوزين تكون ملحة في الـ 15 الأولي من الشهر الكريم بسبب الأسعار التي تلتهب.

 

بلدية برج البحري: ننتظر إعانة الدولة حتى نبدأ في التحضير لقفة رمضان 

 

من جهته أشار رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية برج البحري مسعود قصري انهم لم يبدأو بعد التحضيرات لشهر رمضان والإعانات الخاصة بسبب ضعف ميزانية البلدية مشيرا أنهم ينتظرون الإعانات المالية من وزارة التضامن الوطني والاسرة كي ينطلقوا في الإجراءات المتعلقة بضبط القوائم وتحيينها وإطلاق المناقصات مشيرا لاستحالة تخصيص البلدية ميزانية من القطاعات الأخرى لتوفير قفف رمضان ما يجعل الأمر برمته بالنسبة لبلدية برج البحري متعلق بإعانة وزارة التضامن وتبقي التحضيرات مرهونة بهذه الأخيرة.

وعن شكل الإعانة قال المتحدث أن شكل الإعانة تحددها وزارة الداخلية ما يوحي أن البلدية ليس لها يد في قفة رمضان من أساسه.

 

جدل الصكوك أو القفة يطرح مجددا 

 

من جانب أخر من المنتظر وحسب بعض المصادر أن يتم الإبقاء على الصيغة الفارطة لقفة رمضان أي إعانة على شكل مواد غذائية مثل السنة الفارطة وليس مبالغ مالية، في حين يتوقع أن تنخفض الميزانية المخصصة للقفة بسبب التخفيض في الميزانية المخصصة للبلديات، وهو ما سينعكس سلبا على المحتاجين الذين يطالبون مرة أخرى هذه السنة بجعل القفة على شكل صكوك ورفع القيمة المالية للإعانة خاصة مع الغلاء الذي تشده اغلب أسعار المواد الاستهلاكية وبحسب عدد من المعوزين فأنه من غير المعقول الإبقاء على قيمة قفة رمضان ثابتة مثل السنوات الفارطة وهو ما يعني أن حجم المساعدات ستتقلص بسبب ارتفاع أسعار أغلب المواد الاستهلاكية.

من جانب آخر فأن قرار وزارة الداخلية جعل قفة رمضان هذه السنة أيضا على شكل مواد غذائية من شأنه أن يعيد نفس مشاكل توزيع هذه القفة السنوات الفارطة اين كان المعوزون يستفيدون من مواد غذائية أغلبها فاسدة ومنتهية الصلاحية فعلي سبيل المثال تلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، السنوات الفارطة  عشرات التقارير عن تجاوزات وخروقات شهدتها عملية توزيع قفة رمضان، تقاطعت جميعها عند نقطة غياب النزاهة في  العملية وشفافيتها وتوزيع مواد غير صالحة للاستهلاك على المعوزين ومواد منقوصة الوزن بالإضافة إلى إقصاء المئات من العائلات المحتاجة من الاستفادة، فيما تذهب بالمقابل الاستفادة لمن لا يستحقونها، كما تحدثت التقارير عن فوضى وغياب التنسيق بين المصالح المعنية بعملية التضامن وقفة رمضان على المستوى المحلي، أدت إلى تأخر توزيع القفة على مستحقيها.

 

 

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن