الوطن

الجزائريون يستبدلون عطلهم القصيرة في الـ "بلاد" برحلات سياحة لتونس ؟!

الوكالات تروج لعروض وتخفيضات مغرية بأسعار تنافسية

 

تروج أغلب الوكالات السياحية هذه الأيام لعروض وتخفيضات على عطلة الربيع في تونس ليتضح من خلال الأسعار التنافسية لهذه الرحلات والتي لا تتجاوز الـ 25000 سنتيم في أرقى الأماكن مزيد من التقهقر للسياحية الداخلية عكس الشعارات التي ترفعها الحكومة حيث أصبحت الوكالات تتنافس في الأسعار والخدمات والعروض على وجهات خارجية حتى في العطل السنوية القصيرة غير عطلة الصيف في حين تبقي الوجهة المحلية إما مهمشة أو غير متاحة بسبب الأسعار الملتهبة التي تقابلها رداءة الخدمات.
 رغم ان الجزائريين وبسبب وضعهم الاقتصادي المتدهور بداو يتخلون عن ثقافة السياحة التي اكتسبوها مؤخرا فقط الا أن العروض والتخفيضات التي أطلقتها أغلب الوكالات السياحية هذه الأيام تعد مغرية للكثرين حيث تروج العديد من الوكالات السياحية هذه الفترة لعطلة الربيع في تونس وبعض البلدان المجاورة بأسعار تنافسية وهو ما يطرح التساؤل حول وضع السياحة الداخلية التي أصبحت لا تستقطب الجزائري حتى في عطله السنوية القصيرة خارج عطلة الصيف وبإطلالة صغيرة على عدد من مواقع الأنترنت وكذا مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر فيها الوكالات عروضها يتضح فعلا ان العروض مغرية والاسعار تنافسية حيث لا تتعدي  تكلفة قضاء أسبوع في الحمامات وسوسة بتونس الـ25000 دج وهي التكلفة التي قد لا تكفي الجزائري حتى أسبوع في بيته، بسبب الأسعار الملتهبة لأغلب المواد الاستهلاكية والخدمات والوقود، فما بالك ان قارنا هذه الأسعار بأسعار الخدمات السياحية الداخلية وهنا تطرح مجددا إشكالية تقهقر السياحية ومن يقف وراء ذلك في ظل صمت وزارة السياحة خاصة منذ تولي الوزير الحالي عبد الوهاب نوري حقيبة السياحية حيث لم نري أي نشاط فعلي وكبير للوزير في إطار تشجيع السياحة الداخلية  رغم مساعي الحكومة في كل مرة وتأكيداتها على أهمية دفع عجلة السياحة التي تبدا حتما بتشجيع السياحة الداخلية، التي تعد حقيقة مهمة الوزارة لكن بإشراك الفاعليين في القطاع وهم الوكالات السياحية حيث يعد عزوف الوكالات السياحية عن الترويج للسياحة الداخلية، أيضا من ضمن العوامل التي ظلمت الوجهة المحلية  غير أن وكالات السياحة والأسفار الخاصة تختفي، في كل مرة يطرح فيها للنقاش موضوع ترقية السياحة الداخلية، وراء العرض لتبرير أسباب تفضيلها الوجهات الخارجية على حساب الداخل، حيث تؤكد الوكالات أنها مستعدة ومهتمة بتشجيع السياحة الداخلية ولكن في ظل غياب الإمكانيات وارتفاع أسعار الإيواء فان التسويق للسياحة المحلية، سيبقى مجرد شعارات وحبر على الورق ويبقي الطلب منصب على الوجهة الخارجية ما يفرض تكثيف الجهود بين جميع المتعاملين وتسهيل الإجراءات لإعطاء دفع للنشاط السياحي الداخلي بشكل حقيقي وليس بتوزيع المطويات والشعارات  وعلى العموم فان تبريرات الوكالات هذه تبقي فيها جزء من الحقيقة فالسياحة في الجزائر لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب لعدة عوامل متداخلة منها الأسعار ما يتطلب وضع استراتيجية تطبق على المدى البعيد، المتوسط والمدى القريب تضمن سياحة بخدمات ذات مستوي عالي وبأسعار تنافس الوجهة الخارجية وكل هذا لن يتحقق إلا بتسجيع الاستثمار السياحي وتحسين الخدمة السياحة وتخفيض الأسعار والقضاء على المافيا الذين يتحكمون في الخدمات السياحية خاصة في موسم الاصطياف.
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن