الوطن

قوائم التشريعيات "تفضح" مناورات ولد عباس

دائرة المعارضين للقيادة الحالية تتوسع وتهدد حزب الأغلبية

 

عبادة: ولد عباس أخل بالتزاماته ولم يحترم الاتفاق المبدئي

دعدوعة: إذا فشلت (ولد عباس) في الحفاظ على الأغلبية سنغضب عليك

بلعياط: اكشف تشكيلة اللجنة التي وضعت القوائم يا ولد عباس

 

شكلت قوائم الترشح لحزب جبهة التحرير الوطني في تشريعيات 4 ماي المقبل "القطرة التي أفاضت الكأس" داخل الحزب العتيد، فكل جناح داخل الأفلان "عبر عن سخطه" من سياسات ولد عباس، الأمين العام الحالي. فحركة التقويمية وصفته بأنه "تخلى عن التزاماته ولم يحترم الاتفاق المبدئي المنبثق عن لقاءات شهر ديسمبر الفارط"، في حين اعتبر جناح دعدوعة أن "القوائم مسألة ثانوية مقارنة بالنتائج، وفي حالة فشل ولد عباس فسيلقى غضبا كبيرا من المناضلين". أما القيادة الموحدة المعارضة بقيادة بلعياط فترى أن "ولد عباس ضرب بتعليمات رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة عرض الحائط ومنح لجنة مجهولة مهام وصلاحيات وضع القوائم". وجدد بلعياط "دعوته لعقد مؤتمر استثنائي عاجل قبل التشريعيات لتدارك الأوضاع قبل حلول الكارثة".

وسألت "الرائد" الأجنحة المتصارعة داخل الحزب العتيد منذ سنة 2013، وهي الحركة التقويمية بقيادة عبد الكريم عبادة، والقيادة الموحدة للحزب بقيادة عبد الرحمان بلعياط، وكذا جناح دعدوعة الذي طالب في وقت سابق بتنحية سعداني.

 

بلعياط: من وضع قوائم الأفلان يا ولد عباس؟؟

 

تساءل منسق القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، عن "اللجنة التي وضعت ورتبت قوائم الترشح للأفلان في تشريعيات ماي المقبل". وكرر بلعياط مطالبته بالكشف عن "أسماء تشكيلة اللجنة وصفاتها، باعتبار أن اللجنة المركزية والمكتب السياسي وولد عباس ليسوا هم أصحاب القرار في وضع القوائم". وذكر المتحدث: "رئاسة الجمهورية بريئة من قوائم الأفلان مثلما يقول البعض، وحتى رئيس الحزب لم يشكل لجنة لدراسة القوائم، فإذن من صاحب هذه القوائم فليظهر نفسه وصفته". واعتبر بلعياط أنهم "بصدد دراسة وتفحص القوائم فردا فردا للوقوف على التجاوزات".

وعن تصريحاته السابقة بخصوص وضع القيادة الموحدة لقوائم أخرى خارج عبادة الحزب، قال بلعياط: "قلنا إنه إذا لم تبد القيادة استعدادا لحفظ حقوق المناضلين في القيادة الموحدة، فسنتخذ إجراء بوضع قوائم أخرى ولم نقل قوائم حرة". وأضاف: "عندما أعلنوا أن الترشح يكون على مستوى القاعدة في القسمات والمحافظات، التزم مناضلو القيادة الموحدة بدفع ملفات ترشحهم مثل كل المناضلين في الحزب، ومن قرر هم من يتحمل المسؤولية في الإقصاء أو غيره". وعن رؤساء القوائم المعلن عنها، قال بلعياط: "هذه الأوضاع لسنا راضين عنها، لأن رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة أعطى أوامر لولد عباس للإصلاح لكنه خالف أوامره".

ومن جهة ثانية، قال بلعياط: "ولد عباس لم يوحد الصفوف مثلما أمره رئيس الحزب"، وأضاف: "ما عدا بعض اللقاءات السطحية التي عقدها في بداية وجوده على رأس الحزب، وأخبرنا أن الوضع سيئ ويرثى له"، مضيفا: "منذ تلك اللقاءات لم يكلمنا ولم يشاورنا في القوائم ولم يأخذ برأينا وملاحظاتنا، وبالتالي القوائم الحالية لا نتبناها ولن نسكت عنها".

وختم بلعياط: "طالبنا بمؤتمر استثنائي عاجل ومستعجل وإلا فإن النتائج ستكون كارثية ووخيمة على الحزب"، مضيفا: "مصلحة الحزب في هذه الأوضاع تستدعي أخذ إجراءات وتدارك الأمور الداخلية قبل فواتها"، في إشارة إلى عقد المؤتمر قبل التشريعيات المرتقبة بتاريخ 4 ماي 2017.

 

عبادة: ولد عباس يتلاعب بالقوائم ولم يحترم التزاماته

 

من جانبه، قال منسق الحركة التقويمية لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، إن "قوائم الأفلان في التشريعيات لم يطلع عليها أحد ولا علم لنا بمحتواها"، مضيفا: "الأمين العام ولد عباس يتلاعب بالقوائم حاليا في ظل عدم الكشف عن مضمونها وترتيبها، وهو يضيف وينقص منها كيفما شاء، وهذا لم يحدث سابقا أبدا". وأضاف عبادة: "لقاء اليوم (أمس السبت) مع رؤساء القوائم دليل على هذا التلاعب، ونحن لا علم لنا بما يحدث في الحزب حاليا"، معقبا: "بعد نشر القوائم سندرس المعطيات ونتخذ موقفنا منها".

وعن لقاءات الصلح السابقة التي تمت نهاية شهر ديسمبر الفارط مباشرة بعد استقالة سعداني وتعيين ولد عباس مكانه، قال عبادة: "ولد عباس لم يحترم الاتفاق المبدئي وأخل بالتزاماته معنا"، مضيفا: "سنعقد لقاء وطنيا بعد نشر القوائم ونتخذ موقفا موحدا بناء على المعطيات"، وختم عبادة أنه "لا يوجد أي اتصال بين التقويمية وبين جناح بلعياط المعارض للقيادة الحالية للحزب".

وفي سياق متصل، كشف عبادة أن "ولد عباس تهرب من لقاءات وتقارب سعت إليها حركة التقويمية منذ ديسمبر الفارط". وأضاف: "ولد عباس كان يدري أننا لم نكن نسعى لفرض أصحاب الشكارة والمقربين وأفراد عائلاتنا في الترشيحات، لكنه فضل الهروب إلى الأمام رفقة من يقف وراءه"، مضيفا: "القوائم أقصت الكثير من الإطارات في كل الولايات وتم وضعها وفقا لنزوات وعلاقات شخصية وولاء لأشخاص".

 

دعدوعة: إذا فشلت قوائم ولد عباس في التشريعيات سنغضب

 

أما جناح دعدوعة المعارض للقيادة السابقة والحالية، فأوضح أن "قوائم المترشحين للتشريعيات لا تهمهم ولا علاقة لهم بها"، مضيفا: "نحن علاقتنا بالحزب وأوضاعه الداخلية وتسييره، أما القوائم فلا تهمنا". واعتبر العياشي دعدوعة أن "احتجاجات المناضلين بعد الكشف عن رؤساء القوائم عادية وطبيعية وتحدث في كل مرة، لكن غير الطبيعي أن يحتج مناضل على وضع غير مناضل مكانه"، وأضاف: "الاحتجاج الأساسي الذي ندعمه هو احتجاج مناضل ضد غير مناضل لأنه ضمن قوانين الحزب"، في إشارة إلى ترشيح وزراء ونافذين على رأس قوائم الأفلان بدلا من مناضلين.

وعن علاقته بالقيادة الحالية، قال دعدوعة: "ولد عباس لم يتصل بي ولم يجمعني به أي لقاء ولم يكلمني، وهذا لا يهمني"، مضيفا: "نترقب نتائج تشريعيات 4 ماي المقبل للحكم على قوائم ولد عباس، فإن نجح فهو على رأس الحزب وإن خسر الأفلان الأغلبية فهذا أمر آخر". واعتبر المتحدث أنه "في حالة عدم تحقيق الأغلبية في البرلمان المقبل فولد عباس نفسه سيغضب من نفسه، زيادة على غضب المناضلين".

للإشارة، يرفض الأمين العام لحزب الأفلان، جمال ولد عباس، الكشف عن قوائم المترشحين رغم انقضاء الآجال القانونية لإيداعها في 5 مارس الفارط. وكشفت مصادر حزبية أن اللجنة المكلفة بوضع القوائم تقلصت إلى حدود خمسة أفراد عند وضع رؤوس القوائم في الساعات الأخيرة، واجتمعت بعيدا عن فندق مونكادا ببن عكنون. فهل ينجح ولد عباس في تهدئة الأوضاع قبل انفجارها عشية الحملة الانتخابية المقررة بتاريخ 3 أفريل الداخل.

يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الوطن