الوطن
الجزائريون على موعد مع افتتاح سوق "الوهم"
برامج الأحزاب السياسية بين الواقع والخيال والحلول الخرافية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 مارس 2017
في وقت بلغت أحزاب سياسية درجة عالية من النضج في بلورة مشروع سياسي واقتصادي يخرج الجزائر من الأزمة وفق أسس علمية، تحضر العديد من الأحزاب السياسية لعرض برامجها الانتخابية للجزائريين، والتي يؤكد متتبعون أن السواد منهم سيشرع في بيع وعود كاذبة.
سيتعرف الجزائريون، خلال أقل من شهر، على برامج الأحزاب السياسية التي لا يملك أغلبها رؤى مستقبلية ولا برامج مجتمع، تفيد الجزائريين في تحسين القدرة الشرائية ورفع مستوى المعيشة، وتشارك في مهمة البناء الوطني، وعمليات المراقبة والمحاسبة والمعاقبة أيضا، حيث تشهد الساحة السياسية، خاصّة بعد ظهور الأحزاب الجديدة، حالة من العشوائية نظرا لغياب البرامج السياسية الهادفة التي لا تُعبّر عن طموحات الشعب الجزائري أو مستقبل الأمة. فقد تبنّت هذه الأحزاب برامج وهمية لا تتضمّن لا توجها سياسيا ولا مبادئ ولا حتى معتقدات، بل مجرد شعارات بعيدة تماما عن الواقع المعاش. وحسب متتبعين فإن حملة تشريعيات 2017 لن تختلف عن الحملات الأخرى بالنظر إلى المستوى المتدني الذي بلغته الطبقة السياسية في الجزائر، حيث فشلت هذه الأحزاب في مهمة إقناع الجزائريين ببرامجها، والدليل على ذلك عزوف المواطنين عن صناديق الاقتراع، بسبب لغة الخشب وغياب البدائل والوعود والعهود الكاذبة التي لم تساهم في حلّ مشاكل البلاد.
بالمقابل، يؤكد محللون أن ظاهرة العزوف التي تطبع الساحة السياسية كل سنة مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه البرامج الفاقدة للمصداقية، ما أحدث "تخمة" لدى الجزائريين الذين يجهلون معظم تلك التشكيلات السياسية التي أصبح ظهورها مرتبطا بالمواعيد الانتخابية.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي محند أرزقي فراد أن ظاهرة ضعف البرامج الانتخابية لا تنطبق على جميع الأحزاب، مؤكدا وجود أحزاب ذات توجهات واضحة تبني وفقها نظرتها لمشروع المجتمع في طل توجهات اشتراكية، على غرار جبهة القوى الاشتراكية وكذا حركة مجتمع السلم التي تتبنى النظام الرأسمالي، وتعد مشاريع على أسس علمية تتبنى نظرة للخروج من الأزمة.
وأكد فراد أن البرامج هشة ترتكز على وعود غير ملموسة، وذلك عكس المعايير العالمية التي يتميز بها محتوى البرنامج الانتخابي، والذي يقوم، على حد قوله، على مشروع مجتمع ووجهة نظر لحل مشاكل المواطنين، والذي من المفروض أن يبنى على إيجاد حلول واقعية للواقع الاقتصادي والتربوي بالدرجة الأولى. كما أكد ذات المتحدث أن ضعف الطبقة السياسية وبرامجها، جعل منها أحزابا بلا روح قائلا: "هناك أحزاب تجهل معنى الحزب اليميني واليساري المطبقة في عديد الدول، وهو أمر يستدعي وعيا بأن الجزائريين باتوا يفرقون بين الحزب الجاد والطفيليات الانتخابية"، فيما أكد أن أحزاب الموالاة لا تملك برنامجا وتختفي خلف الرئيس.
أمال. ط