الوطن

خبراء: الحكومة أبقت على نفس الغموض حول النموذج الاقتصادي الجديد !!

في قراءة لنتائج الثلاثية على المستوى الاقتصادي والتحديات المستقبلية

الروتين ولغة الخشب سيطرا على الثلاثية والأخيرة خرجت دون نتائج تخدم الاقتصاد؟!   

رزيق: المسؤولين ناقشوا العموميات ولم يتمكنوا من الخروج من دائرة التكرار

أكد خبراء اقتصاديون أمس في قراءتهم لاجتماع الثلاثية الأخير وما أسفر عنه من توصيات أن الاجتماع كان فاشلا بكل المقاييس معتبرين أن لغة الخشب هي التي طغت على تصريحات المسؤولين الذي تكلموا عن العموميات وأغفلوا التفاصيل المهمة مع إبقاء نفس الغموض على النموذج الاقتصادي الجديد الذي تم تقيمه دون رؤية واضحة لخطوطه العريضة وأهدافه ودون إعطاء نسب لمدى تطبيقه على ارض الواقع ما يجعله بالنسبة للاقتصاديين بمثابة وهم.

كما كان متوقعا لا يخرج اجتماع الثلاثية الأخير الذي أنعقد بعنابة من الروتين الذي عهدناه حيث لم نري أي إجراءات حقيقية سواء فيما يخص الاقتصاد الوطني وتقييم النموذج الاقتصادي أو فيما يخص الجانب الاجتماعي الذي تم تغييبه بصفة كلية في هذه الدورة في حين اقتصرت تصريحات المسؤولين على رأسهم الوزير الأول بين التحذير والتطمين محاولا إظهار تحكم الحكومة في الوضع الذي قال عنه أنه عصيب غير ان سلال وباقي المسؤولين تكتموا مرة أخرى على ماهية النموذج الاقتصادي وفي تقييمهم كما كان مبرمجا على اجندة الاجتماع لم نري أي نسب لتطبيق هذا الأخير على أرض الواقع بل أن أهداف النموذج وخطوطه العريضة لم يفصح عنها أيضا بالمقابل فان توصيات الاجتماع لم تخرج عن نطاق العموميات ولغة الخشب وتساءل خبراء أمس عن الفائدة والنتيجة التي خرج بها لقاء الثلاثية مشيرين ان هذا الاجتماع كان فاشلا بكل المقاييس ولم يخرج عن الروتين المعهود مرجحين أن الحكومة بتعجلها تقييم النموذج وهو لم يطبق على أرض الواقع بعد ولم تظهر ملامحه تحاول غلق الملف من جانب اخر شكك الخبراء في الأرقام التي قدمها الوزير خاصة ما تعلق باحتياطي الصرف ونسب التضخم التي توجد حاليا بعيدة كل البعد عن توقعات الحكومة منتقدين إهمال الاجتماع للملف الاجتماعي الذي كان من المفروض أن يوضع على راس الأولوية خاصة مع تدني القدرة الشرائية الرهيب الذي تعيشه اغلب الأسر والارتفاع الكبير وغير المبرر في أسعار أغلب المواد الاستهلاكية ليخلص الخبراء بالقول ان هذا الاجتماع ككل لم يحسن اختيار توقيته ومن خلال ما ناقش وما تمخض عنه من قرارات تعد لا شيء كان من الأحسن تأجليه أو الغائه بصفة كلية. يذكر ان نتائج اجتماع الثلاثة لم تتعدى بعض التأكيدات على تعميق الاستثمار، من خلال إرساء سلسلة من التدابير المالية والجبائية الهامة التي تتضمن المزيد من التبسيط والشفافية، دون ذكر هذه التدابير بالإضافة إلى مواصلة ترقية تدفق القروض الموجهة للاقتصاد. وأجمع المشاركون عقب الأشغال والنقاشات على ضرورة تعزيز الأدوات البديلة والمبتكرة لتمويل الاقتصاد، على غرار السوق المالية والشراكة اللذين يشكلان دعامة هامة في مجال الاستثمار. وفي مجال استحداث النشاطات، أوصى المشاركون بتفادي اللجوء للنشاطات المماثلة وظاهرة التشبع المسجلة في بعض الفروع. وبهذا الصدد، دعا المشاركون للتوجه نحو قطاعات الإنتاج والخدمات غير المستغلة بشكل كاف، على غرار الفلاحة والصناعات الغذائية والطاقات المتجددة والشحن والهندسة المدنية والدراسات وتكنولوجيات الاعلام والاتصال والسياحة الداخلية ومجالات اخرى تساهم بشكل معتبر في مسعى تنويع الاقتصاد الوطني.

 

مولود حشمان: فشل اجتماع الثلاثية أعطي إشارات سلبية ستؤثر على المشهد العام والانتخابات 

  وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة الجزائر مولود حشمان في اتصال هاتفي مع "الرائد"  أن اجتماع الثلاثية كان فارغا مشيرا أنه من المفروض أن توصياته تناقش من طرف البرلمان ويتم تقييم أشغاله وليس مثلما يحدث حاليا وأعتبر مولود حشمان  ما اسمته الحكومة بتقييم النموذج الاقتصادي كان بمثابة وداع وطي الملف من اجل ترك المسؤولية للحكومات القادمة ولا كيف يفسر تسرع الحكومة لمناقشة برنامج لم يطبق بعد على ارض الواقع بل أن ملامحه وأهدافه وخطوطه العريضة لم تظهر بعد يضيف حشمان الذي قال أن الحكومة اثبتت مرة أخرى انها لا تملك رؤية صائبة ولا استراتيجية واضحة طويلة المدي وانما خطط تتغير مع الأشخاص من جهة أخرى قال حشمان انه ورغم التقييم ألا أن برنامج الحكومة أو ما اسمته بالنموذج الاقتصادي لا يزال مبهم فلا السياسيين ولا الاقتصاديين يعلمون مضمون هذا البرنامج من جانب اخر وحول خطاب الحكومة ممثلة في الوزير الأول عبد المالك سلال وحديثه على استمرار الحكومة في سياستها الاجتماعية خاصة برامج السكن والصحة قال حشمان ان السكن والصحة هو حق يكفله الدستور متسائلا متى وفرت الحكومة السكن بشكل كافي رغم كل التزاماتها السابقة هذا وقد شكك حشمان في صحة الأرقام التي قدمها الوزير الأول خلال تصريحاته خاصة فيما تعلق بنسب التضخم التي تتوقعها الحكومة حيث قال حشمان ان نسب التضخم وصلت لأكثر من 8 بالمائة وهي مرشحة للارتفاع اكثر لتتجاوز الـ11 بالمائة وخلص حشمان بالقول أنه وعلى العموم ومن منطلق النتائج الهزيلة التي خرج بها الاجتماع فان الظاهر ان الحكومة اخطأت في توقيت الاجتماع وكان من المفروض برمجته بعد التشريعات لان هذا الأخير أعطي أشارت سلبية قد تؤثر على الانتخابات.

 

رزيق: المسؤولين ناقشوا العموميات ولم يتمكنوا من الخروج من دائرة الروتين

 من جهته قال الخبير الاقتصادي كمال رزيق أنه لم يجد في توصيات اجتماع الثلاثية أي قرار أو إجراء جديد يمكن ان يقدم دفعا للأقتاد الوطني متسائلا اين ذهبت الأهداف التي وضعتها الحكومة قبل الاجتماع والتي كانت معظمها تشير للتخلص من التبعية للمحروقات وقال رزيق لـ"الرائد" أنه عدا استحداث لجنة لمتابعة الاستثمار فان الثلاثية كانت فاشلة بأتم معني الكلمة مضيفا ان المسؤولين ناقشوا العموميات ولم يتمكنوا من الخروج من دائرة الروتين ولغة الخشب والتصريحات المبالغ فيها من جانب اخر انتقد رزيق التغييب الكلي للجانب الاجتماعي في لقاء الثلاثية مشيرا ان الحكومة لم تلفت للعمال رغم ان الملف الاجتماعي كان من المفروض أن يكون أولوية خاصة في ظل نسب التضخم الكبيرة وارتفاع الأسعار مقارنة بتدهور رهيب للقدرة الشرائية مشيرا أن ما أكدته الحكومة بخصوص الحفاظ على السياسة الاجتماعية هو أسطوانة مل منها المواطن.

 س. زموش
 

من نفس القسم الوطن