الوطن
الرئيس بوتفليقة: بؤر التوتر في دول الجوار تشكل لنا تحديا أمنيا ما زال قائما ǃǃ
دعا الجزائريين إلى التجند واليقظة وأثنى على النقلات المتتالية للمرأة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 مارس 2017
• التخلص من التبعية للمحروقات سيكون ضمانا لدوام الخيارات الاجتماعية
اختار القاضي الأول للبلاد، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن يوجه رسائل سياسية وأخرى أمنية واقتصادية للجزائريين، تزامنا مع احتفاء المرأة الجزائرية باليوم العالمي لها، جدد فيه التأكيد على التحديات الراهنة الملقاة على عاتق المواطنين ومؤسسات الجمهورية، خاصة تلك المتعلقة بالوضع الأمني الذي أكد على أنه لا يزال تحديا قائما بالنظر إلى الوضع الأمني المتوتر وتعشش الجماعات الإرهابية في دول الجوار وتنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات. وأوضح الرئيس أن الانتصار النهائي على الإرهاب والجريمة العابرة للحدود يتطلب تجند ويقظة جميع المواطنين.
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وفي رسالة له بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إيمان هدى فرعون، خلال حفل أشرف عليه الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، بالعاصمة، قال أن "الانتصار النهائي على مخاطر الإرهاب والجريمة العابرة للحدود يتطلب تجنيد جميع المواطنين ويقظتهم، وكذا المواطنات اللواتي أناشدهن مرة أخرى اليوم للتكفل بهذا الدور الوقائي حفاظا على أبنائهن وعلى وطنهن". وأوضح أن "بؤر التوتر وعدم الاستقرار التي توجد في جوارنا والتي عشش فيها الإرهاب والجريمة العابرة للحدود يشكلان تحديا أمنيا ما يزال قائما في بلادنا". وأضاف أن هذا التحدي "يغذي بقايا الإرهاب التي ما تزال تطأ أرض الجزائر الطاهرة وتستهدف أرواح وممتلكات شعبها الباسل الذي اختار المصالحة بغية الخروج بالأمس من سعير المأساة الوطنية".
واغتنم رئيس الدولة هذه المناسبة لينوه بـ"بسالة وتضحيات الجيش الوطني الشعبي وقوات أمن بلادنا في تصديهم لهؤلاء المجرمين"، مشيدا بـ"انتصاراتهم في هذه المعركة"، كما لم يفوت الفرصة ليترحم على "شهداء الواجب الوطني منهم الذين سقطوا في أداء مهمتهم الشريفة".
• التخلص من التبعية للمحروقات سيكون ضمانا لدوام الخيارات الاجتماعية
وفي شق آخر يتعلق بالوضع الاقتصادي والتحديات الملقاة على عاتق الدولة، أكد رئيس الجمهورية أن التحديات التي تواجه الجزائر اليوم تستدعي في المقام الأول ضرورة تخليص البلاد من تبعيتها للمحروقات وبناء اقتصاد متنوع وذي قدرة تنافسية، مبرزا أن هذا الأمر "يتطلب منا جميعا، شعبا ودولة، المزيد من الجهد والجد بغية بناء اقتصاد متنوع وذي قدرة تنافسية لكي نواكب بنجاح عالم اليوم ونضمن دوام خياراتنا الاجتماعية العريقة".
وأشار في هذا الصدد إلى الآثار التي تخلفها المخدرات والآفات الاجتماعية على الشباب والمجتمع، الأمر الذي "يستوقفنا جميعا ويستوقف الأمهات بالدرجة الأولى للسهر على حماية أبنائنا وبناتنا من هذه المخاطر، وكذا للمساهمة مع باقي مجتمعنا لإعادة الاعتبار للحس المدني والابتعاد عن العنف واستعادة الإخاء والمحبة والسكينة في أحيائنا وفي كل ربوع بلادنا".
أما في المقام الثالث والأخير، فإن "بؤر التوتر وعدم الاستقرار التي توجد في جوارنا والتي عشش فيها الإرهاب والجريمة العابرة للحدود يشكلان تحديا أمنيا ما يزال قائما في بلادنا".
• النقلات المتتالية للمرأة "وليدة إرادة سياسية قوية"
وبالعودة إلى المرأة الجزائرية التي احتفت، أمس، باليوم العالمي لها تزامنا مع احتفال نظيراتها في العالم بالمناسبة، أثنى الرئيس بدور المرأة الجزائرية في تحرير الوطن وفي مسار البناء والتشييد، قائلا: "ابنة الجزائر كتبت صفحات ذهبية طوال مسار شعبنا عبر التاريخ، ومن واجبنا هنا أن نقف وقفة ترحم وإجلال على أرواح بطلات مقاومة شعبنا منذ الغزو الاستعماري، وبنات بلادنا اللواتي سقطن شهيدات إبان ثورة نوفمبر المظفرة".
وتوجه رئيس الدولة بالتحية والتقدير إلى المجاهدات "اللواتي كن من بين صناع حرية الجزائر، وكن كذلك قدوة في مسار البناء والتشييد في ظل الاستقلال والحرية". وذكر بالمناسبة أن المرأة "كانت شريكا فعالا في إعادة بناء الجزائر بعد دمار وخراب المستعمر، وكذا في انطلاق مسار التشييد والإعمار الذي صنع تدريجيا الجزائر المعاصرة في مختلف المجالات".
وأضاف يقول: "إن هذه الملحمة لنضال المرأة في الجزائر عبر القرون والعقود قابلها حرص الدولة على مواكبة ترقيتها في مختلف الفضاءات، والذي توج بتعميم تدريس بناتنا في مختلف ربوع الوطن، وحتى احتكارهن الجزء الأكبر في جامعاتنا. ونفس الجهد كلل بوجود قوي للنساء في أسلاك التعليم والصحة وحتى في مجالات سيادية مثل القضاء وأسلاك الأمن وفي الجيش الوطني الشعبي".
وأبرز الرئيس بوتفليقة أن هذه النقلات المتتالية هي "وليدة إرادة سياسية قوية" سمحت بـ"تعزيز مكانة بنات الجزائر في حقل السياسة، على غرار وجود ما يقارب 32 بالمائة من النساء في العهدة الأخيرة للمجلس الشعبي الوطني".
وأشار إلى أن هذه النسبة "تتجاوز مكانة المرأة في بعض البرلمانات لدول متقدمة"، معربا عن أمله في أن "تسجل تقدما آخر خلال الانتخابات التشريعية المقبلة"، مؤكدا حرصه كرئيس للجمهورية على "ترقية مكانة المرأة في مناصب المسؤولية وفي جميع فضاءات التشغيل وخلق الثروة في البلاد"، لافتا إلى "تزايد، سنة تلو الأخرى، عدد النساء في تقلد المسؤوليات في مختلف هيئات أسلاك الدولة"، مجددا عزمه على "الاستمرار في هذا الاتجاه".
وجدد بالمناسبة التذكير بكون التعديل الدستوري الأخير "التزام الدولة بالعمل من أجل ترقية مساواة الرجال والنساء في سوق الشغل في البلاد"، كما نوه باقتحام المرأة لفضاء الاستثمار من خلال "وجودهن على رأس أكثر من 10 بالمائة من المؤسسات الخاصة التي أنشئت خلال السنوات الأخيرة"، مضيفا أن البرامج التي وضعتها الدولة لتشجيع تشغيل المرأة، حتى الماكثات في البيوت منهن، "سمحت بتعزيز دور المرأة في المدن والأرياف وعبر كل ربوع البلاد في خلق الثروة تكملة لدورها في تربية الأجيال الصاعدة".
وأشاد رئيس الجمهورية، في ذات السياق، بـ"المكتسبات العديدة الأخرى التي حققتها المرأة، ومن بينها مكانتها في الفضاء الرياضي، الذي شرفت فيه بلادنا في مستويات عالمية". وخلص إلى القول: "يكفينا فخرا، شعبا وقيادة، أن نسجل اعتراف القادة الأفارقة، خلال قمتهم السنة الماضية، وكذا عائلتنا العربية، خلال منتداها في نفس السنة بالأردن، بنتائج الجزائر في مجالات التنمية البشرية وترقية مكانة المرأة في المجال السياسي".
إكرام. س