الوطن
"اللقاحات" تستنفر الأولياء، تدخل تلاميذ الاستعجالات ووزارة الصحة تحذر
حديث عن رفض 34 دولة لاعتمادها رغم تبنيها من منظمة الصحة العالمية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 مارس 2017
• جمعيات أولياء التلاميذ لبوضياف: "نرفض أن يكون أولادنا فئران تجارب"
• منظمة الصحة العالمية: هذه اللقاحات فعالة و160 بلد استعملها لحد الآن
سادت حالة من الهلع في أوساط أولياء التلاميذ والتلاميذ على حدّ سواء يوم أمس في أول يوم من عملية شروع المصالح المختصة في إعطاء اللقاحات للتلاميذ الخاصة بداء الحصبة، وحمل الأولياء شعار" نرفض أن يكون أطفالنا فئران تجارب، نرفض إعطاء الترخيص لقتل أطفالنا، وفاة الرضع لن نكررها"، وغيرها من التصريحات التي صدرت عن بعض أولياء التلاميذ الذين استشارتهم الوصاية قبل اعتماد هذا اللقاح على أولادهم المتمدرسين، وابدى الأولياء تخوفا وذعرا مما أسموه بـ " كابوس اللقاحات "، التي باشرتها وزارة التربية بالتنسيق مع وزارة الصحة في المؤسسات التعليمية، رغم التطمينات التي قدمتها المسؤولة الأولى لقطاع التربية ومن بعدها وزارة الصحة التي عمدت إلى القيام بندوة صحفية عاجلة من أجل تنوير الرأي العام الوطني عن حقيقة هذه اللقاحات ومدى نجاعتها وعدم خطورتها على التلاميذ، قبل أن تؤكد وعبر مختصين في الصحة بأن اللقاح لا يحمل أية مخاطر وبل العكس حيث أن هذه التلقيحات ستحمي الأطفال من الأمراض مستقبلا"، داعية الأولياء إلى وضع ثقتهم الكاملة فيه.
وقاطع أمس أولياء التلاميذ وبشكل كبير عملية التلقيح، حيث وقعوا على رفضهم لإخضاع أطفالهم لأية تلقيح بعد الإشاعات التي تم تداولها حول وجود حالات استعجالية تعرض لها بعض من خضعوا لهذه اللقاحات في بعض مناطق الوطن على غرار الجزائر العاصمة وبالتحديد بإحدى المؤسسات التعليمية بحي باب الزوار.
• أولياء التلاميذ لبوضياف: "نرفض أن يكون أولادنا فئران تجارب"
وأثارت اللقاحات الرعب في مختلف العائلات الجزائرية، حيث أجمع الأولياء أمس تزامنا مع شروع الوصاية في إعطاء هذه اللقاحات للتلاميذ المتمدرسين، أن هذه قرارات تستخف بشعب بأكمله مؤكدين" وما أدرانا من هي وماذا تريد هناك مؤامرة تحاك ضدّ أبناءنا في مختبر نجهل جنسيته "، رافضين أن يصبح أبناءهم فئران تجارب، هذا فيما روجت معلومات في وسط الأولياء، أن اللقاح تم استرداه من الصين، وأرادت الجهات الوصية تجريبه على التلاميذ الجزائريين، ما أثار الكثير من الرعب والتي زادت حدتها وفاة رضع منذ أشهر بسبب التلقيح، فيما تحدثت بعض الأطراف في أوساط النقابيين التربويين بأنه قد تم تسجيل نقل 4 أطفال متمدرسين إلى العيادة من أجل إجراء فحوصات بعض حدوث مضاعفات نتيجة لأخذهم هذه اللقاحات دون أن يتم تأكيد هذا الخبر.
وما زاد الأولياء قناعة بخطورة التلقيح هو تأكيد المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ دعوات جمعية حماية المستهلك لمقاطعة التلقيح الذي بوشر أمس بكامل مؤسسات التربية عبر الوطن، حيث قال رئيسها علي بن زينة" بعد الاتصالات والتشاور مع الأولياء، فيما يخص اللقاحات التي هي حديثة الساعة لقد قررنا نحن المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أن نطالب باستفسار فوري من طرف وزارة الصحة فيما يخص هذا اللقاح وتأثيره الصحي على أبناءنا على مد الطويل."
وعبرت المنظمة على حرصها على عدم تلقيح التلاميذ إلا بعد إعطاء كامل التوضيحات، وفي انتظار تقديم نموذج موحد لترخيص الأولياء يتضمن المعطيات الدقيقة حول مكونات هذا اللقاح ومخاطره، وهو ما طالبته منظمة حماية المستهلك منذ أيام أيضا.
• وزارة الصحة تدافع عن اللقاحات ويؤكد:
" لا خوف على أبنائكم واللقاح سيحميهم من إنجاب أطفال مشوهين مستقبلا "
هذا وخرجت وزارة الصحة عن صمتها عبر ندوة صحفية ترأسها المكلف بالإعلام بوزارة الصحة، سليم بلقسام، أين شدد أن اللقاحات فعالة وناجعة ولا خطر على الأطفال منها، مؤكدا خضوعها للاختبارات المطلوبة في معهد باستور وناهيك عن موافقة منظمة الصحة العالمية عليها، نافيا في السياق ذاته إعطاء وزير الصحة عبد المالك بوضياف، أي تعليمات للمؤسسات التربوية بتوزيع الاستمارات على الأولياء قبل خضوع أي تلميذ لهذه اللقاحات.
واغتنم المتحدث الفرصة ليفتح المتحدث النار على جميع الأطراف، التي قامت بنشر إشاعات وأثارت الرعب والخوف وسط الأولياء، الذين امتنعوا عن إخضاع أبنائهم إلى هذه التلقيحات، مؤكدا أن الوزارة "قامت بإجراءات قانونية لكل من سولت نفسه التلاعب بصحة التلاميذ".
هذا فيما توجه المسؤول لتوجيه نداء للأولياء قائلا من خلاله: "لا خوف على أبنائكم من هذه التلقيحات كونوا مطمئنين كون هذه اللقاحات خضعت إلى اختبارات دقيقة"، مضيفا أن هذه اللقاحات معمول بها عالميا، مؤكدا فتح وزارة الصحة تحقيقا وكذا قيامها بإجراءات قانونية لعدم ترك الأشخاص يتلاعبون بصحة الأطفال التي يكفلها الدستور، قائلا في ذات السياق: "ليس لديكم الحق في المساس بصحة المواطن أو تسييسها".
وحسب المتحدث، فإن وزارة الصحة اختارت توقيت التلقيحات في المؤسسات التربوية من 6 الى 15 مارس الحالي حتى يكون التلميذ قد أنهى الاختبارات وقبل خروجه لعطلة الربيع، مؤكدا أنه تم إعلام جميع ولايات الوطن بضرورة استكمال اللقاحات، حتى ولو كان الطفل قد لقح في صغره، من أجل حمايته ووقايته من الأمراض مستقبلا، قائلا أن هذه اللقاحات تستثنى فقط الأطفال الذين لديهم حساسية وأمراض أخرى مثل الكلى أو فقر الدم"، متهما مديري المدارس الرافضة لهذه التلقيحات بنشر البلبلة والرعب وسط الأولياء والتلاميذ".
ومن جهته أكد البرفسور اسماعيل مصباح مدير الوقاية بوزارة الصحة، أن هذه التلقيحات فعالة ومفيدة للتلاميذ، مطمئنا الأولياء قائلا:" الأطباء سيرافقون التلميذ بعد تلقيحه لمدة نصف ساعة أو أكثر، مشيرا إلى أن الأعراض الجانبية للتلميذ بعد تلقيحه هي أمر عادي ولا داعي للخوف منها، موجها نداء إلى كافة الأولياء قال فيه "هذه التلقيحات ضرورية لأبنائكم وتحمي الأجيال المستقبلية، مؤكدا أن الأطفال الذين يمتنعون عن أخذهم هذه التلقيحات سوف ينجبون أطفالا مشوهين خلقيا أو معوقين".
• منظمة الصحة العالمية: هذه اللقاحات فعالة و160 بلد استعملها لحد الآن
ومن أجل إعطاء ضمانات أكثر، ارتأت وزارة الصحة أن يحضر في الندوة ممثل المنظمة العالمية للصحة في الجزائر باه كايتة، والذي أكد من جهته أن هذه التلقيحات خضعت للاختبارات، مؤكدا أنه من بين 100 لقاح مدروس تمت المصادقة على 5 منها في الجزائر، كما أشار إلى أن هذه اللقاحات فعالة كما أنه من بين 194 بلد 160 استعملت هذه التلقيحات".
عثماني مريم