الوطن

محللون: غير معقول ترشح وزراء وبرلمانيين في غير ولايات إقامتهم

فروخي، حنون، عريبي، بلعباس ومناصرة على رأس قوائم أبرز الأحزاب بالعاصمة

 

رزاقي: الأحزاب التي تحايلت في قوائمها تُمهد لعملية "التزوير" في التشريعيات

جمع التوقيعات للمترشحين الأحرار في العاصمة "صعب جدا" إداريا وواقعيا

 

 

انتقد محللون سياسيون "ممارسات الأحزاب غير القانونية" في وضع متصدري قوائم العاصمة من خارج الدائرة الانتخابية التي ينتمون إليها. وطرح المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، مشكلة تناقض الأحزاب "في الدعوة إلى انتخابات نزيهة وذات مصداقية"، في حين يقول أنها "خرقت أهم إجراء قانوني وهو حيازة المترشح على بطاقة انتخاب في الدائرة التي يترشح فيها". ومن جانبها، الأحزاب وجدت هذا الانتقاد "في غير محله" بدعوى أن "العاصمة لها خصوصية عن باقي الولايات"، وكشفت أول المعلومات عن قوائم الأحزاب بتصدر لويزة حنون للمرة الخامسة على التوالي لقائمة حزبها في العاصمة، والوزير السابق سيدي أحمد فروخي لقائمة الأفلان، ومحسن بلعباس رئيس الأرسيدي، والوزير الأسبق عبد المجيد مناصرة لقائمة حمس بعد صراعات كبيرة لتنحية ياسر ڤانة. فهل تنجح هذه الأحزاب في تشجيع المشاركة الانتخابية والتنافس النزيه بعد إجراءات الترشيح المشكوك في قانونيتها؟

وتبرز في المرحلة الأولى للعملية الانتخابية بعض ملامح تشريعيات 4 ماي 2017 من جانب القوائم والصراعات الداخلية للأحزاب، وكذا مدى استقطاب مترشحين يملكون شعبية وسط المواطنين. ففي النقطة الأولى شكل تأخر الأحزاب في وضع القوائم "تساؤلات كبيرة" حول اعتماد الأحزاب لشروط الترشح واعتمادها على رجال المال والنافذين لحصد مقاعد في البرلمان المقبل، وصنع حزب الأفلان "الاستثناء" بتلقي 6200 ملف ترشح لاستخراج 460 مترشح، وهو ما جعل مراقبين يرجحون "عدم دراسة كل الملفات بحكم أن القوائم محسومة مسبقا"، أما الأرندي والعمال فتميزا خلافا لكل الأحزاب بـ"انغلاق" في الترشح والانتقاء واعتمدا خيار تجديد العهدة البرلمانية للنواب.

أما في قائمة حركة حمس لولاية العاصمة، فالأوضاع شهدت "صراعات وخلافات" بين رئيس الحركة والمكتب الولائي، وانتهت بفرض قرار "مقري" على حساب خيار القاعدة وتصدر الوزير الأسبق عبد المجيد مناصرة القائمة، في حين استقر تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء على المرشح "حسن عريبي" متصدرا لقائمة العاصمة في مواجهة الوزراء ورؤساء الأحزاب الأخرى، بينهم حنون وبلعباس.

أما الأحزاب الناشئة والتي لا تملك تمثيلا كبيرا في العاصمة، على غرار الأمبيا وتاج والإصلاح وغيرهم، فاستنجد رئيس الأمبيا، عمارة بن يونس، (الوزير السابق) بشقيقه في صدارة القائمة على حساب رئيس بلدية الجزائر الوسطى، فيما اختارت حركة الإصلاح مصطفى مراح ورشح حزب عمار غول (تاج) رئيس بلدية الكاليتوس ويشر عبد الغني.

ومن خلال هذه الأحداث التي ميزت المرحلة الأولى من العملية الانتخابية، حاولت "الرائد" استطلاع آراء محللين سياسيين وقيادات أحزاب حول انعكاسات هذه المرحلة على باقي مجريات ومراحل تشريعيات ماي المقبل.

 

رزاقي: الأحزاب التي تحايلت في قوائمها تُمهد لعملية "التزوير" في التشريعيات

 

من جهته، قال المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، أن "كل الأحزاب دون استثناء قامت بعمليات احتيال واسعة عبر كل الولايات، بتقديم مترشحين في صدارة القوائم لا يملكون بطاقات انتخاب وتسجيل في قوائم الدائرة الانتخابية المرشحين فيها"، وأضاف: "كيف نفسر ترشيح الأحزاب لأناس في العاصمة وقسنطينة والجنوب ووهران وبومرداس وهم لا يملكون بطاقة انتخاب في تلك الولاية"، في إشارة إلى ترشيح وزير الصحة عبد المالك بوضياف بقسنطينة عن الأفلان وعريبي عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والتنمية في العاصمة، وترشيح مناصرة عن حمس وإيدير بن يونس عن الأمبيا في العاصمة أيضا. وذكر رزاقي أن "الأحزاب قامت بعملية تمهيدية للتزوير المحتمل في نتائج تشريعيات ماي المقبل"، وأضاف: "لا يستطيع أحد تقييم التنافس بين الأحزاب من شكل القوائم مادام الأحزاب نفسها باتت تعتقد بحدوث التزوير والنتائج محسومة مسبقا".

وعن النقص في قوائم الأحرار، خصوصا في العاصمة، قال رزاقي: "قوائم الأحرار في العاصمة تستلزم وجود 37 مترشحا وهذا عدد كبير، وهناك اختلاف في الرؤى والتوجهات، ومن الصعب وضع قائمة وترتيبها"، مضيفا: "أيضا في العاصمة لا توجد تكتلات عائلية تساعد الأحرار على جمع التوقيعات الإدارية القانونية، خصوصا أن عدد التوقيعات كبير مقارنة بالولايات الأخرى". واعتبر الأستاذ الجامعي أن "أصوات الناخبين في التوقيعات تشترى من قبل الأحزاب والمترشحين باستثناء الأرندي والأفلان وبعض الأحزاب القديمة، إلا أن الخروقات في المرحلة الأولى من العملية خطيرة جدا"، مشيرا إلى "تدخل القضاء في بعض الحالات باستعمال القوة العمومية في العاصمة".

 

طيفور: صراع مقري مع مكتب حمس للعاصمة سيزول بعد أسبوع

 

على صعيد الأحزاب، طغت الخلافات داخل حركة "حمس" بسبب قائمة العاصمة، وذكر القيادي فروق طيفور أن "الصراع بين مقري والمكتب الولائي للعاصمة حول متصدر القائمة سيزول بعد أسبوع أو أسبوعين"، مضيفا: "مؤسسات الحركة فصلت في وضع القوائم والقيادة أحدثت توازنا في الترتيب على أساس مشروع الوحدة مع جبهة التغيير"، مبرزا: "وضع مناصرة على رأس قائمة العاصمة يرسخ لمشروع الوحدة والاستمرار في المشروع"، واعتبر طيفور أن "الحركة لم تتأثر بهذه الخلافات وسيتركز عملها على تحضير العملية الانتخابية والحملات".

وفي سؤال عن التنافس بين قوائم الأحزاب في ظل ترشح وزراء ورؤساء أحزاب، على غرار العمال والأرسيدي في العاصمة، قال طيفور: "يجب تحفيز المشاركة الشعبية أولا وعرض البرامج، والناخب هو من يختار ممثليه"، مضيفا: "ندعو الأحزاب إلى الابتعاد عن التلاسن والمهاترات"، في إشارة إلى المزايدات التي يمكن أن تعتمد عليها الأحزاب التي رشحت مسؤولين ونوابا سابقين.

 

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن