انتهت، اليوم الأحد، الآجال القانونية لإيداع قوائم المترشحين وفق المادة 95 من القانون العضوي للانتخابات، وشكلت الصراعات والخلافات الحادة بين أحزاب التحالفات وداخل الأحزاب "الحدث الأبرز" قبيل ساعات عن إيداع القوائم. ففي حزب الأفلان "سادت فوضى كبيرة داخل فندق المونكادا ببن عكنون بعد الإعلان الأولي للقوائم"، حسب مصادر، فيما يسود "غموض كبير" لدى حزب العمال ويرفض قياديو الحزب الرد على كل الاتصالات تفاديا للاصطدام مع لويزة حنون. ومن جهتها، انفجرت حركة حمس وتحالف الاتحاد على وقع "صراعات قائمة العاصمة"، بسبب تعنت مقري على فرض مناصرة، وانسحاب بن عيشة ليترك مكانه لخبابة تفاديا للأسوأ، ووسط كل هذه المستجدات "طغت الاعتبارات الشخصية على المصالح الكبرى للأحزاب والتحالفات"، فأي برلمان سينجر عن هذه الصراعات؟ يتساءل مراقبون.  

وكشفت آخر التطورات لدى الأحزاب والتحالفات عن تأخر كبير في إيداع القوائم خصوصا قائمة العاصمة، وطفت إلى السطح الاعتبارات الشخصية في ترجيح موازين القوى داخل الأحزاب والتحالفات، على غرار ما يحدث حاليا في حركة حمس المتكتلة مع جبهة التغيير، وداخل تحالف الاتحاد بين حركة النهضة وحزبي البناء والعدالة، فيما تلتزم لويزة حنون "الغموض" ومنع قياديي الحزب من الحديث إلى الصحافة وغلق هواتفهم "تفاديا للاصطدام مع قراراتها".

واتصلت "الرائد" بعدة أحزاب لتقصي آخر مستجدات إيداع الملفات وإنهاء العملية قبيل انتهاء الآجال القانونية المحددة ليلة اليوم الأحد، وفيما اعتذر حزب الفجر الجديد بداعي استكمال دراسة الملفات وتزكيتها من قبل رئيس الحزب، تعكف بعض الأحزاب على وضع آخر الروتوشات على القوائم وتتفادى "التصريح" بالقوائم قبل إيداعها.

 

قال الأمين العام لحركة البناء الوطني، أحمد الدان، أن "الأخبار التي تداولت بوجود خلافات وصراعات بين أحزاب الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لا أساس لها من الصحة"، مستدركا: "حركة البناء ملتزمة بالعمل في إطار الاتحاد إلى جانب النهضة والعدالة وكل القوائم تم إيداعها وطنيا ولا توجد خلافات"، مضيفا: "البناء تنازلت للنهضة والعدالة عن المراتب الأولى في قائمة العاصمة واليوم (يقصد أمس السبت) سيتم إيداعها".

ومن جانبه، ذكر القيادي في حركة النهضة، يوسف خبابة، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، أمس، أن "الهدوء عاد إلى مداومة الاتحاد بعد يوم مزدحم"، مضيفا: "معظم الولايات حظيت بتزكية قوائمها وهي في طريق الإيداع". وظهر خبابة في كلمة مقتضبة "مؤكدا" للأخبار التي راجت حول عزم النهضة الانسحاب من التحالف ضمن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والتنمية.

وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر حزبية أن "حركة النهضة بقيادة عدد من مرشحيها دافعت بقوة، الأسبوع الفارط، عن قرار الانسحاب من الاتحاد بحجة ترتيب قائمة العاصمة"، وتضمنت قائمة العاصمة المتصدر حسن عريبي من حزب جبهة العدالة والتنمية، وأضافت أن "المرشح عن حركة النهضة يزيد بن عيشة ترك مكانه لزميله يوسف خبابة، ما جعل الأمور تهدأ داخل بيت النهضة".

 

 

قالت مصادر حزبية أن رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، تعنت في قبول مصادقة مجلس الشورى الولائي للحركة بالعاصمة على القائمة ومتصدرها ياسر ڤانة. وأضافت: "خلال الاجتماع استرسل مقري في جمع السقطات السابقة لمتصدر القائمة قصد إسقاطه ومنح الصدارة لعبد المجيد مناصرة"، مضيفة: "خلال الاجتماع هدد مقري المكتب الولائي بعدم تزكية القائمة وإسقاطها من دخول التشريعيات في حال بقاء المجلس على قراره بإبقاء ياسر ڤانة على رأس القائمة رغم أن الآجال تنتهي اليوم الأحد".

من جهته، قال الرئيس السابق لمجلس الشورى الوطني للحركة، عبد الرحمان سعيدي، ليومية "الرائد"، أمس، أن "مؤسسات حمس فصلت في الترتيبات وفق قرار مجلس الشورى المنعقد بتاريخ 5 نوفمبر الفارط وقوانين الحركة، والكرة الآن في يد رئيس الحركة وفق قانون الأحزاب"، مضيفا: "رئيس الحركة هو المخول بوضع تأشيرة الحزب على القوائم قبل إيداعها، وهو المسؤول عن هذا الأمر في حال تتمته أو إسقاطه". واعتبر سعيدي أن "من صلاحيات المكتب الولائي للعاصمة وضع القائمة وترتيبها ومتصدرها، وفي حال وجود طعون أو خروقات يتم الأمر على مستوى الهيئة المركزية، لكن غير ذلك لا يحق لأي مسؤول في الحركة رفض القائمة". وأضاف: "الاعتبارات الشخصية لا تدخل في عمل مؤسسات الحركة، وإذا كانت هناك مواقف بين رئيس الحركة ومتصدر القائمة، فلن تكون على حساب الحركة والقائمة"، مضيفا: "في حال رفض رئيس الحركة وضع تأشيرة الحزب على القائمة، ستقسط القائمة وتنسحب حمس من المنافسة في العاصمة، وهو مسؤول عن قراره".

 

 

وقبيل ساعات عن انتهاء الآجال القانونية، نشر المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز، تغريدة على الفايسبوك، قال فيها أن "الإدارة في بعض الولايات التي يشارك فيها الأرسيدي، تسعى لإبطال قوائمه قبيل 48 ساعة عن نهاية الآجال". وذكر معزوز أنه "في تناقض تام مع النصوص القانونية، قامت بعض مصالح الولايات بطلب توقيع رئيس الحزب لبعض القوائم وتسليم الوثيقة الأصلية، رغم أن الحزب أودع عدة قوائم دون هذه الطلبات غير المشروعة". وأضاف: "الإدارة تعرف أن الوقت غير كاف للأحزاب للمرور على كل ولايات الوطن خصوصا ولايات الجنوب، في حين هي تعتزم رفض قوائم الأرسيدي في بعض الولايات". وذكر بعض الولايات على غرار سوق أهراس التي رفضت الإدارة أكثر من مئة توقيع، حسبه.

 

 

كشف قياديو تحالف الفتح المشكل من خمسة أحزاب أن "عدد الولايات التي ستدخل بقوائم التحالف هي 31 ولاية بشكل رسمي، فيما تبقى الولايات الخمس المتبقية تنتظر استكمال جمع التوقيعات". وقال رئيس حركة المواطنين الأحرار، عبد العزيز غرمول، أن "التحالف لا تزال أمامه 24 ساعة لاستكمال الولايات المتبقية وهي 6 فقط، بعد أن أنهى 25 ولاية إلى حد الآن"، مضيفا: "الملفات جاهزة في هذه الولايات وسيتم إيداعها اليوم الأحد"، مضيفا: "جمع نسبة 4 في المائة حسب فتوى وزارة الداخلية ساعدتنا على تجاوز العقبات وجمع التوقيعات".

ومن جهته، قال رئيس الحزب الوطني الجزائري، يوسف حميدي، أن "ولايات معسكر، وهران، الوادي، المسيلة، تيسمسيلت، المدية والبليدة قد تم إنهاؤها رسميا، في انتظار الولايات الأخرى ليوم الأحد". وأوضح حميدي أن "ولاية المسيلة هي الولاية الوحيدة التي تم جمع التوقيعات فيها، أما الباقي فتخضع لنسبة 4 في المائة".

للإشارة، يتشكل تحالف الفتح من خمسة أحزاب هي الحزب الوطني الجزائري، والحزب الوطني الحر، وحركة المواطنين الأحرار، وحزب نور الجزائري، وحزب الشباب الديمقراطي، وعقدت تحالفها بحر الأسبوع المنصرم.